السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كثير ما أسمع حديثا يقال عن الهجرة الى الغرب، وكثيرا ما يقال أو نسمع
" لماذا تدفن نفسك هنا "
وأعجب ما نسمع قولهم والله لو ذهبت لا أعود أبدا، وإن عدت عدت زائرا أو ضيفا !!
ومن هنا أقول لكم...
أن الفرق بين هذا التفكير والتفكير المقابل الذي قل ما يطرح
هو كمثل الفرق بين " عقد الإجارة وعقد البناء " !! ماذا يعني هذا الكلام ؟!
نعود أولا للحديث عن ما أسميناه غائبا الفكر المقابل
وأقصد به هو ذاك الفكر الذي ينظر لأمته ومجتمعه نظرة البناء أو المعماري الذي يحفر الأرض الجرداء أو الأرض الجعجاع فينظف ما فيها من أوساخ، ويغرس أساس يرتكز عليه من يأتي بعده، ويجعل جهده وطاقته في هذا العمل...
هذا العمل هو وظيفتي كمسلم الآن، نعم هي وظيفتي، وظيفتي كمسلم أن أبدأ بوضع أساس البناء من جديد، أو أن أنفض الغبار عن الأساس الموجود حقا في بناء قديم نحن أهملناه إن أدركنا هذا أم لم ندركه .. هذا دوري كمسلم، دوري أن أجاهد في سبيل الله، في سبيل أن ترتقى هذه الأمة، جهاد لا نختزله فقط بمفهومه العسكري !! بل بفهومه الواسع، بمفهومه الذي يدعوك ويحرضك لبذل ما تستيطع من جهد وطاقة لتجعل من أمتك ومجتمعك ووطنك أفضل... هذا هو ديننا، هذا هو إسلامنا، وعلينا أن نعرف حقا، ما هي وظفيتنا التي خلقنا من أجلها وعلينا إنجازها ..
أما أن أجر أذيال الهزيمة أو الذل أو الإنبهار، وأجري لاهفا هاربا خلف حضارة موجودة أصلا
فهذا يعني أنني سأكون أجيرا عند صاحب هذه الحضارة، جئت مستغلا لما فيها من قوة، راغبا بالتنعم بما فيها فقط .. وينسى هذا الشخص أنه من أمة ربته وصعد بها ما صعد في العلم أو المال ..الخ حتى يكون بذرة يمكنها أن تنتج زرعا بإمكانه مقاومة المستنقع .. لكن سرعان ما تهرب هذه البذرة طمعا في تربة بستان تروى بالتنقيط ...
وهيهات أن يكون مثل الجبان الهارب كمثل البناء المحارب لأجل قضية يؤمن بها وأمة متمسك بها ..
إعرف من نفسك، إعرف تاريخك بعين بينة واقرأ عنها من أصحابها وليس من أعدائها، إفهم وتعلم كلام الله تعالى، وإفهم نهج الحبيب صل الله عليه وسلم .. إعرف وظيفتك، وشمر ثوبك، وانطلق للعمل !!
شخصيا أرغب بأن أكون كمثل البناء المحارب وليس الهارب الجبان. وأنت لك الحرية في أن تكون ما تكون، لكن إن كانت إجابتك بأن تكون هاربا، فلا تنتقد واقعا !! ..ولا أريد أن أرى ما هي إجابتك، لكن دع عملك يبين لي بأي مثال إقتضيت.
ملاحظة: بك تأكيد لا أقصد من يذهب مغتربا باحثا عن علم أو عمل أو غير ذلك في نطاق
أنه سيعود ليخدم أمته بما تعلم هناك
أن يقدم لأمته من علوم تلك الأمم، العلوم التي لا تتعارض مع ديننا وهويتنا
بمعنى آخر أن تذهب بمعنى العودة ...
وهذا ما فعله أعدائنا بنا، سوى أننا كنا نعطيهم علمنا بأخلاقنا
ولم نفرض عليهم ما يضر بهم، وهو يفعلون ذلك بنا حقدا أو غيظا أو استثمارا !!
.....
تغييرٌ للروتين المعتاد
بعيدٌ عن الأدب والقصص قليلًا
فضفضة لي .. احفظها عندكم
فصدري لم يعد يحتمل بقائها فيه
أحببتُ أن أكتب ما في داخلي في موضوعٍ ألتمسه كثيرًا الفترة الأخيرة
الهجرة وعدم العودة في عالمنا العربي كله ...
رغم أن بلدي قليلُ ما أسمع فيه هذا الحديث قديمًا
ولكن هذه الفترة ارى له انتشارًا عجيبا لا سيما بين اقربائي
فـــي آمـــان الله
[/CENTER]
..
المفضلات