سلام من الله عليكم
شاخت أحاسيسي وأنا في أول عمري وهرمت مشاعري وأنا في زهرة شبابي فما كان مني إلا أن حفرت بئراً عميقاً لجياً, حفرته يسار صدري وحرصت أن يكون عميقاً قدر الإمكان, عمق يطمئنني ويرضيني ..
أتدري ما جدوى هذا البئر ..؟
هذالبئر ..
مخصص لردم تفاهات البعض ورطم سخافات آخرين دون حاجتك للدخول معهم في نقاشات فارغة أو لغو أجوف أنت في غنى عنه
هذا البئر ..
يصلح لِدفن تجاهل من وثقنا فيهم وعلقنا عليهم عديد الأماني لتكبر معهم فذبلت قبل أن تزهر فما كان مِنَّا إلاَّ أن كفَّناهم و كبرنا عليهم أربعاً.
هذا البئر ..
ينفع لِرطم لامبالاة من احترمناهم وقدَّرناهم يوماً ..
فغادرونا دون وداع فألحقنا بهم
"أن عليكم سلاما".
هذا البئر ..
لدفع خذلان الأصحاب والأصدقاء عن جادة طريقنا,
وإبعاد خيبات الأحباب والرفقاء على طول صراطنا.
هذا البئر ..
لن يَرمي فيه أبناء يعقوب يوسف ذاك النبي الصابر الأمين,
بل سيُرمى فيه من هم على شاكلة إخوة يوسف.
هذا البئر ..
من وقع في غياهبه فلا أمل له في النجاة,
فالساقط فيه مفقود والناجي منه غير موجود.
هذا البئر ..
لن يُملأ بالماء بل بكل من في وسعه أن يزعجك,
يشتت تركيزك ويشدك نحو القاع,
أحزانك, خيباتك وأكوام الخذلان ستُرطم في هذا الجُب ..
بئر كهذا ضروري لأمثالي كضرورة الدماغ والرئتين, الكبد والعينين ..
حفرته يسار صدري مكان قلبي,
استبدلت فؤادي بهذه الحفرة اللجية فما عاد نبضه ذو نفعٍ في دنيا الجمادات و ما عاد خفقانه ذو فائدة في عالم الأصنام.
المفضلات