العفو أخت قناع ...
وأشكرك على هذا التعليق الذي حوى سؤالين عميقين يستحقان التأمل ..


سأجيب عن السؤالين معا لأني أعتقد أن كل واحد منهما يقود الى الآخر^_^

من وجهة نظري تكمن الإجابة في أسئلة أخرى وهي:
ما هو مصدر هذه الحياة ؟ وكيفية نشأتها ؟ وهل للعبثية دور بها ؟ أم الصدفة التي أظهرتها ؟ أم أن هذه الحياة هي محض مرحلة فيزيائة أو كيميائية نمر بها ضمن دورتها الطبيعية ؟ أم أنها نظام محكم ؟
هذه الأسئلة ستقودني لأسئلة أخرى تمثل الوجه المقابل لها وهي:
إن كان مصدر الخلق هو وجود الخالق، فهل أعطانا الخالق سمات تميزنا عن غيرنا ؟، وما الذي تعنيه الحياة ؟ وما الذي يعنيه الموت ؟ وما هي الإرادة الناتجة عن التفكير واستخدام للعقل واتخاذ قرار ؟ ولماذا وجدت لجنس البشر ؟ وهل كان هناك من يدعوا الى التعريف بالخالق ؟ وهل كان هناك كتاب سماوي أو ملك برسل أو نبي بشر تحدث عن هذا الأمر، وأعطانا الطريق لله تعالى ؟
ثم يكون انتقالي لما كانت الأموال والأزواج والأبناء والجاه والعزوة وغيرها مما يطلبه البشر هو بنظرهم دعوة الى الإنتقال من النقص الى التمام، وعلمنا البشري بتمام نقصنا بتمام علمنا.. فهل هذا ينطبق على الخالق جل في علاه ؟ فإن كنا سنقول أنه لم يطلب منا شيء مما أعطانا هو وتنزه عنه، فلماذا خلقنا ؟ هل فقط لنحيا ونموت ؟ أم لإثبات قدرة الخالق على الخلق - تنزه عن ذلك جل جلاله - ؟ وهذا يعديدنا الى الأسئلة الأولى، فإن كان خلقه في تمام، ويعجز المخلوق عن الإتيان بمثله، فإنني سأتجه لأقول أنه يوجد خالق بديع محكم عادل..لم يطلب منا أمر يحتاجه لأنه أصل التمام والكمال، فإنه سيكون بالتاكيد الشكر والقربان هي طريقة التقرب الى الله ..وهذا هو مفهوم العبادة عندنا .. وهذا ما يؤيده التاريخ البشري، فكلما شاهدنا الآن أو قديما أناس يبعدون عن مناطق بعدية، لم تصلهم الحضارة، تجدهم يقربون القرابين وغيرها، لأي اله ابتدعوه بدعوى التقرب والعبادة ..فلماذا يفعلون هذا ؟ هل هي رغبة بالأمان ؟ أم شعور بإبداع الخالق ؟ ... الخ

ملخص الإجابات سيقود للنتيجة الحتمية، والخص اجابتي ب " بمعرفتي بمن هو الله، وما هو خلقه، ومعرفتي بطبيعة النفس، وتقديرها حق قدرها والمعرفة بنقصانها، ستوجهني الى طريق تقودني لمن أشعر عنده بالكمال، وأطلب منه ويعطيني، ويختلف عني، وهذا الٌإقتراب يكون هو العبادة بغض النظر عن الإسلوب أو الدين، وبهذا أصل لعبادة الله دون أن يأمرني، وأصل الى إجاابة أن العبادة هي من أمر الله، فهو لو لم يأمرنا لعبدنا حتى نشعر بالراحة، لعبدنا حتى نلجأ، حتى نطمئن ... "