شكرًا للنكبة 😶
ووافر العرفان للجندي المجهول خلدون 👌

.
.
تتمدُ قريتي متكئةً على السفوحِ ، ترتدي إزارًا أخضرَ تتقي بهِ البردَ .
تشقُّ للعابرينَ إليها بإصبعِها أوعرَ الطرقِ ، لتبسطَ بعدها راحتَها لمن اجتازَها .
صغيرةٌ هي على تشعبِها ، قاصرةٌ أمامَ التضادِّ الذي يستوطنُها .
رجالُ قريتيَ منقسمون لعشرِ عشائرٍ ولمَمٍ بين عشيرةٍ وأخرى ، أحفادُ مقاتلين أشاوس ورعاةٍ رحماء ، تفرعوا ليناقضوا طباعَهم ويثبتوها بذاتِ المثالِ .
ولم يرِثوا من أرضهمُ إلّا ذلك الازدواج !
ستجدُ في عائلةٍ واحدةٍ :
مزارعًا وراعيًا
معلمًا وأميًّا
مربيًا ومطربًا
طبيبًا وراقصًا
عسكريًا وأجيرًا
متدينًا وعلمانيًا
وسطيًا ومتطرفًا
ستجدهم يتعايشون في بيوتهم كإخوةٍ ويتراشقون فوق مسرحِ الحياةِ كأعداء .
سترى " المترافعَيْن " في المحكمةِ يخْتصمان على شبرٍ من الأرض أو اثنين ، فتلحقُهما عندَ البابِ الخارجيِ يُقسم أحدهما على الآخر يدعوهُ للعشاء ، ولو سبقتَهما لوجدتَّهما يجيئان في سيارةٍ واحدة !
وبالرغم من تلك الجغرافيةِ المحشوةِ بالتاريخِ منذُ القرونِ الهجريةِ الأولى ، وبالثقافاتِ والمذاهبِ ، وبالتناقضاتِ ؛ لا أراها أهلًا للسُكنى !
فهيَ كجذرٍ صلبٍ ضاربٍ في العُمق ..
ولكنَّ الجِذعَ إن ركنَ إلى الجذرِ ولم يرفع عنانَهُ للسماءِ ؛ فسيخلدُ إلى الأرضِ مفوِّتًا استلامَ النجوم !
.
.
لا أعلم لِم، ولكن اسم ياسغ ظهر في رأسي 😁

🐢🐢🐢