ظلمة أحاطت بي تلفني كغطاء حالك اللون مبهم التكوين

أغمضت عيني بشدة أتجاهل خوفي ، شعرت بالسرير يهتز من تحتي ربما بسبب ارتجافاتي الشديدة ؟

أو .. ربما ..!

فتوارد إلى ذهني كل ما سمعته عن قصص الأساطير والأشباح ..

سمعت نقراً على الزجاج .. ودون إرادة مني طارت نظراتي نحو النافذة !

فتراءت لي ظلال كثيرة أرعبتي فاختبئت تحت الغطاء رغم تشككي بتوفير الحماية منه

وقلبي ينبض كأنه في ماراثون للخفقان !

ثم .. سكنت في مكاني وحل الثلج في عروقي مجمدا سير الدماء !

هل ما أسمعه عواء ! ياويلي هل يوجد ذئب في هذه الأنحاء !.. ذئب ؟

أصبح الصوت أعلى .. وأكثر رعبا اهتزت النافذة بقوة

فتحت شقا صغيراً في الغطاء ونظرت مجدداً باتجاهها فالتمع البرق ورأيت ظل رجل ..!

لكن ما زاد في رعبي هو ..

هو رأس الظل ! لقد رأيت للظل رأس ذئب !!

اختبئت مجدداً تحت الغطاء وأنا أرتجف .. رباه هل أنا أحلم أم أن أسوء كوابيسي يتحقق !

فكرت في كل الخرافات التي سمعتها .. ياويلي لم يتبقى سوى الظهور الدرامي لمصاص دماء بوجه شاحب وعيون قرمزية غائرة

سمعت صوت خطوات تقترب من غرفتي فأغمضت عيني بشدة !

وززززززز سمعت صوت الباب يفتح ، اقتربت الخطوات مني وتوقفت عند سريري !

أردت أن أرطب حنجرتي فشعرت بها جافة كأن حجرا استقر مكانها ثم ...

سحب الغطاء عني والتمع البرق فرأيت وجهاً أبيض شاحباً وعينان محاطتان بهالتين سوداوين

فصرخت بأعلى صوتي " لاااااااااااااااااا " وقابلني هذا الوجه بصراخ مماثل

وفجأة عاد التيار الكهربائي .. صرخ والدي بصوت لاهث " مالذي يجري هنا "

عندها فقط نظرت باتزان فرأيت وجه والدتي المرتعب محاط بقناع للبشرة

هدرت الريح فصدر صوت يشبه العواء نظرت إلى النافذة فرأيت أغصان الشجرة

متدلية نحو النافذة بفعل الرياح .. أوه حسنا .. !

لكنني بالفعل رأيت الرجل الذئب وهذا لا يمكن أن يكون تخيلا

أعاد والدي جملته بصوت أهدأ " مالذي يجري هنا " نظرت إليه فرأيته يرتدي معطفه الواقي من المطر

وقبعته الفرو التي تشبه زي المحاربين الروس في الأفلام القديمة " أوه .. ! أوه أوه !! "

وتوضحت كل تخيلاتي فعلمت أن ما علي محاربته هو الخوف الذي بداخلي فهو ما صور لي الأشياء وحوشا وأشباح

يجب أن أذهب في رحلة إلى عالم الأساطير وأرى تلك المسوخ حتى أتغلب على خوفي أحتاج لجرعة رعب خالصة

لكنني خائفة من خوض غمار هذه المغامرة بمفردي ، رحلتي ستكون مرعبة يجب أن أكون ضمن مجموعة من الأصدقاء لتقوى عزيمتي

أوه لحظة ! لم لا أكون برفقة أصدقائي في مسومس ؟ أتراهم يرضون بمساعدتي ؟

حسنا لم لا أسألهم فلن أعلم الجواب إن لم أسأل