كح كح كح @@""
فيه.. غبار كثير.. هنا ×___________×
كونبانوااااااااا مينااا ساااااااااان~!!
كيف حالكم؟! من زمان عنكم *^*
أولاً لازم أعتذر عن تأخري في آخر 3 فصول ><""
واجهتني ظروف دراسية وهكذا امور جعلتني ابتعد عن المنتدى كل هذه الفترة *^*
وكبداية لعودتي، أُقدم لكم دفعة من آخر فصولِها <3
+ تم تغيير اسم الرواية إلى Darkened Ards Rover لعلاقتها بالقصة أكثر ولتشابه الاسم مع لعبة XD
بلا مقدمات طويلة
تفضلوا وأتمنى لكم قراءة ممتعة~ <3



حَملتُ التُّويجاتِ وإحتفظتُ بِها فِي زُجاجَةٍ فِضِّيَّةٍ داخِلَ غُرفَتِي، مَددتُ جَسدي عَلى سَريري ورفعتُ رأسي ناحيةَ السقفِ مُفكراً بما سنفعلُه.. آخرُ أيّامِ السنة، الليلة سأحتفلُ لأوّلِ مرةٍ مُنذُ عشراتِ السنين مع أشخاصٍ لا أدري ما كنتُ سأفعلُ لولاهُم.. ثُمَّ تَسائلتُ مَع نَفسي، لماذا لَم أَشعُر بِهكذا مَشاعر طوالَ هذهِ السِّنين..؟ ليسَ وكأنَّ تَفكيرِي تَغيّر، بَل بِشيءٍ غريبٍ ونقلةٍ سريعةٍ أَشعُر..
,,
على الرّغمِ من تساؤلاتِي فعلتُ ما لَمْ أفعلهُ سابِقاً، نَهضتُ وبَسمةٌ ترسمُ نفسَها على شِفاهِي.. إِنّها لَيلةٌ مُميّزةٌ سنقضيها سوِيّةً، لِمَ لا أَبحثُ عنْ شيءٍ أُهديهِ لِرفاقيَ الثلاث يَجمعُنا سويَّةُ أَينما كُنّا..؟ هَكذا بَدّلتُ ثِيابيَ السوداءَ مُرتدياً سُترةَ أبي البيضاء وَقُبّعتهُ السوداء ونظارتهُ الكبيرةَ كَي لا يتعرّفَ عليَّ بشَرٌ فيهلعوا..
,,
سِرتُ أَنحاءَ المدينةِ أبحثُ وأَبحثُ بَين أَسواقِها الكبيرةِ مُحاولاً إِيجادَ ضالّتي، لَم أَتجوّل هكذا مُنذُ أَمدٍ بعيدٍ إذْ كان المكانُ كأَنَّهُ انقلبَ على حينِ غَفلة.. بَقيتُ أتجوّلُ حتى الرابِعةِ عصراً إذْ كُنتُ يائِساً مِنْ إيجادِ ما يبحثُ عَنهُ قَلبي، حَتّى لَمحتُ صائِغي مُجوهراتٍ يَصوغُون الطَلباتِ على الفور خلالَ فترةٍ قَصيرة.. يبدُو بأَنَّ التكنولوجيا والناسَ قد وَصلوا إلى أَمرٍ بَديعٍ مع هَكذا أمر..
,,
تَقدمتُ ناحِيةَ أَحدِهِم ورأيتُ أُموراً جميلةً حقاً، سأَلتُهُ إِنْ كانَ بإِمكانِهِ صُنعُ مثيلاتٍ أربعَ من قلائِدَ فضِّيةٍ طِوال حِينَ تجتمعُ تُكوِّنُ زهرةً مِن ثمانِ تويجاتٍ قِرمزيّة ذات أربعِ وُريقاتٍ خُضرٍ زُمردية فأَومأَ بالإيجابِ قائِلاً أَنّها ستكونُ جاهِزةً بعدَ ساعَتَين.. شَكرتُهُ وَخرجتُ عائِداً مُنشرِحَ الصدرِ كأَنَّ قلبِي ولأوّلِ مرّةٍ كانَ يَنبِض..
,,
أَخذتُ هذهِ الساعاتِ القليلةَ بالنومِ والراحةِ استِعداداً لهذهِ الليلةِ الحافِلة، أَجل، لقد نِمتُ مُبتسِماً وَلمْ تُراوِدنِي كوابيسٌ مجدداً.. نهضتُ علىَ نغمةِ رسالةٍ مِنَ الصائغِ يقولُ فِيها أَنْ هَلُمَّ فِقدِ جهزتْ طلَبيّتُك.. لا أَدري ما جَرى لِقدَمَيَّ تِلكَ اللحظة، ولَكِنْ كُنتُ مُدرِكاً بِأنِّي فقدتُ إِحساسِي بالعالمِ إِذ كُنتُ أُجاري الرِّيحَ بِسرعَتي وَقتَها..
,,
كانتِ القلائِدُ كَما أَرادَها قَلبِي تماماً، دَفعتُ ثَمَنَها وأَثناءَ عَودتِي إلى القصرِ إذا بِرسالةٍ تَصِلُنِي مِن لانس يَدعُونِي فِيها للعَشاءِ فِي مَطعَمٍ عَلى السَّاحِل.. أَعجبَتنِي الفِكرةُ وذهَبتُ حَيثُ طَلبَ مِنِّي دُونَ تَردُّد.. حِينَ وَصلتُ إِلى هُناك ذُهِلتُ بشَكلِ ذاكَ المـَطعَمِ وحَجمِهِ وتَصمِيمِهِ الفاخِر، كانَ لانس واقِفاً يَنتظِرُنِي أَمامَ سيَّارتِهِ السَّوداء البرَّاقة الجَميلة.. تَقدَّم أَحدُنا تِجاهَ الآخَر ورُسِمَتْ إبتسامَةٌ لَطيفَةٌ على وجهَ لانس وإبتِسامةٌ طَفيفَةٌ عَلى وَجهي كَذلِك، دَخلنا إِلى المَطعَمِ سَويَّةً واتّجهنا ناحيةَ قاعةِ الأَشخاصِ المُهِمِّين..
,,
ذَهبنا إلى طاوِلةٍ مُطِلّةٍ على السّاحِلِ، أَخذنا مقاعِدنا وأَخذنا الوَقتُ ونَحنُ نتحدّثُ عَن هَذهِ اللّيلةِ وَما سَنفعلُ وكَيفَ سنَقضيها.. ضَحِكاتٌ وأَوقاتٌ تَمنَّيتُ لَو شعرتُ بِها سابِقاً، لِوَهلةٍ أَحسستُ بِأَنَّها أَيّامِيَ الأخيرةُ هُنا لِسببِ لا أَدري ما هُوَ.. وعلى الرغمِ من هذا الإحسَاس، إِستمتَعنا بِوقتِنا فِي الكَلامِ ثُمَّ طَلبنا مُثلَّجاتٍ وَخرجنا نَتناولُها وَنحنُ نتمشَّى قُربَ السّاحِل.. كان الجَوُّ جَميلاً جِدَّاً وبارِداً بَعضَ الشَّيءِ مِنْ جِهَتِي لِأنَّني أَكادُ لاأُحِسُّ بالبَردِ هَذهِ الأَيَّام.. تَحدَّثنا بِشأنِ الرِّحلَةِ وكَيفَ أَنَّنا عَلينا جَمعُ القِطَعِ الزُّمُرُّدِيَّة مَرَّةً أُخرى ذَلِكَ أَنَّها تَناثَرَتْ وَعادَتْ إِلى أَماكِنِها بَعدَ فَشَلِي فِي الرِّحلة..
,,
أَخذَ لانس طَرفَ الحديثِ أَولاً إِذ قال: "سيكونُ أَمراً مُمتِعاً، أَليسَ كذلِك؟ رِحلةٌ ومُغامرات، لَمْ أَقُم بشيءٍ يُماثِلُها مُنذ مُدّة.." فرددتُ قائِلاً بِسُخريةٍ أَنْ: "لكِنَّكَ ستكونُ المُتفرِّجَ وَحسب يا لانس!" فابتسمَ بِخُبثٍ قائلاً: "من الواضِحِ بأَنَّنِي طِفلٌ لِتقلَقَ عَليَّ هَكذا صَحيح؟!" فرددتُ أَن: "لا بَل أَنتَ رَضيعٌ صغيرٌ ضعيف!".. نَهَضَ لانس قائِلاً أَن مَنْ يَصِلُ إلى الميناءِ آخِراً هُوَ الطِّفلُ الرّضيع، فَانطَلقنا نَستبِقُ كالأَطفالِ تارِكينَ الدُّنيا وَرائنا فَكنتُ الأَولَ وبالتأَكيدِ لانس هو الطِفلُ الرضِيع..
,,
توقّفنا مُحاولَينِ التقاطَ أنفاسٍ قَليلةٍ مُزجَتْ بضحِكاتٍ ساخرةٍ، يبدو بِأَنَّ هذا الجُنونَ هو مِنْ تأثيرِ المُثلّجاتِ في طقسٍ باردٍ كهذا.. خلالَ هذهِ اللحظاتِ نطقَ لانس: " أَنتَ سَريعٌ يا دارك!." فرددتُ أَن: "ماذا تَوقَّعتَنِي سُلحفاةً بِخَمسَةِ أَرجُل؟!!" فانفجَر لانس ضاحِكاً ثُمَّ أَتبعَ ينظُرُ الى البحرِ قائلاً: "أَوتعلمُ يا دارك؟ أَحسبُكَ كالبحرِ في عُمقِه.. مخزناً لأَسرارِ الناسِ وعواطِفِهم، على الرغمِ من برودتِهِ حينَ تُلامِسُه إلاَّ أَنَّ دفئَ المشاعرِ الأَخَّذِ حينَ النظرِ إليهِ يكونُ العكسَ تماماً"
,,
"أحمق.." رددتُ ويَدِي على كَتِفِهِ ثُمّ أَتممتُ أَنْ: "رُبما هذا كان أَعمقَ وَصفٍ لي.. لكِنِّي لا أرى البحرَ مُكتمِلاً لولا الساحِلُ والسماءُ والطُيور.. أَعتقد.. بأنَّكَ السماء والساحِلُ ماليسّا، والطيورُ كايتي.. لكُلٍّ منكُم صِفةٌ أكملتْ تواجُدي.. لانس.." نَظرتُ صَوبَ عَينَيه قائلاً: "شُكراً لَكُم".. ارتسمتِ البسمةُ على وَجهَينا ثُمَّ ما شعرنا بالوقتِ إلاًّ وقد سطعتِ النُجومُ وبرزَ القمرُ فلاحظنا أَنها كانتِ التاسِعةَ والنّصف والطريقُ طويلٌ جداً مِنْ هُنا الى متنزهِ النجومِ اللامِعَة..
,,
أَثناءَ طَريقِنا في السيّارةِ تحدّثتُ ولانس عن امورٍ عِدَّةٍ ومِنها الطفلة كايتي وكَيفَ كانَ لِقاؤنا، فما لبثنا منَ الوقتِ طويلاً حتّى وصلنا الى حَيثُ مُرادُنا.. وأَثناءَ سَيرِنا في الطريقِ بعدَ تركِينِ السيّارةِ إذا بِنا نُكمِلُ حَديثَنا عن الآنسة ماليسّا كريستابيل، قَرصَ ذراعِي لانس قائِلاً: "مُنذً مَتى وأَنتَ تَعرِفُ هَذهِ العالِمة ها؟!" فاحمرَّتْ وجنتايَ وأَشحتُ نظري جانِباً فأَتبعَ ساخِراً: "انظُر كيفَ أنَّ وجهكَ أَصبحَ كالبندورة!!" نظرتُ صوبَ عَينيهِ قائِلاً: "لا تأخُذِ الأمرَ هكذا! كُلُّ ما في الأمرِ أَنّنا التقينا في مؤتمرٍ علميٍّ قبلَ الرحلةِ وبَعدها ثُمَّ حَدَّثتني أكثرَ بعد المؤتمرِ فعرفتُ بِأَنَّ والِدتها كانت صديقةَ والِدَتِي"
,,
صفّقَ لانس قائِلاً بِخُبثٍ: "وُهوو~ لقاءٌ لطيف" فَقرصتُ ذراعهُ لدرجةِ أَنَّهُ كادَ يصرُخُ أَلماً، ثُمَّ تسائلتُ مَعَ نَفسِي أَيُعقلُ أَنَّنِي مُعجبٌ بها لدرجةِ الاحمرار..؟ مُحال! سيتبيَّنُ كلُّ شيءٍ حينَ أراها الليلة.. أكملنا سَيرنا ولَعِبنا لعبةَ "قَنصِ الهَدايا" وكُنتُ بِالتَّأكيدِ أَفضَلَ مِنْ لانس ذَلِكَ أَنَّنِي إِعتدتُ عَلى حَملِ السِّلاحِ والتصويبِ فَترةً طَويلةً مِنْ حَياتِي..
,,
بَعدَ فَترة جَلسنا على إحدى المقاعِدِ وكَانتْ السَّاعَةُ تُشِيرُ إِلى الحادِيةَ عَشر والنصفْ، نِصفُ ساعَةٍ ويَبدَأُ العامُ الجَدِيدُ أَخيراً.. نَهضتُ مكانِي وأَمعنتُ النظرَ إِلى النُّجومِ فِي السَّمَاء.. وفِي لَحظَةٍ مِنْ تِلكَ اللَّحظات، سَمِعتُ صَوتاً يُنادِيني "سَيِّد دااااارك!!" أَشحتُ بِنظَرِي لِأَرى تِلكَ الطِّفلَةَ البَريئَةَ كايتي تَركُضُ ناحِيَتِي، رَكعتُ عَلى رُكبَتِي فاتِحاً لَها ذِراعَيَّ وإِبتِسامَةٌ هادِئَةٌ عَلى وَجهِي فَقفَزَتْ فِي أَحضانِي مُعانِقةً إِيَّايَ بِلَهفَةٍ وفَرحَة..
,,
بادَلتُها عِناقاً هادِئاً كَذلِك ثُمَّ بَعدَ قَلِيل، أَبعَدتُ ذِراعَيَّ عَنْ ظَهرِها وربّتتُ عَلى شَعرِها والإِبتِسامَةُ لَم تُفارِق شَفَتايَ مُطلَقاً.. قَبّلتُ جَبهتَها قائِلاً: "اشتقتُ لكِ يا أَميرتِي" فاحمرّت وجنَتاها مُقبِّلةً خَدِّي تضحكُ ضحكةً خفيفةً "وأنا اشتقتُ لكَ أكثر!"..
,,
حَملتُها ووَضَعتُها بِجانِبِي عَلى الكُرسِيِّ ولانس يُحدِّقُ فِيَّ طالِباً إِجابَةً سَريعَةً فأَجبتُهُ عَنِ استِفسارِهِ بِأنَّها الفتاةُ التي حدّثتُهُ عَنها في السيّارةِ فَقبّلَ يدَها الصَغيرةَ قائِلاً: "سُرِرتُ بمعرفتكِ كايتي، أُدعى لانس وأَنا صَديقُ دارك" فابتسمتِ الصّغيرةُ ابتسامةً مِلؤها الدِّفئُ والفرحَةُ مُعانِقةً إِيّاهُ أَن: "ليَ الشرفُ بمعرفةٍ أَصدقاءِ السيِّد دارك!" ضَحِكنا قليلاً فجاءَ والِداها ناحِيَتنا، سَلّما عَلينا ولِأَولِ مرةٍ هُناكَ أُناسٌ لا يرهبونَنِي ويثِقونَ بِي..
,,
تَرَكنا والِداهَا بَعد حينٍ فَتابَعنا أَحَاديثنا وَضَحِكاتِنا، نهضنَا مِنْ أَماكِننا وتمشَّينا بعدَ أَنْ تأَكّدتُ مِنْ ارتداءِ القُبَّعةِ والنظّارة.. فجأةً مِنَ العدمِ إذا بآنسةٍ تَقفُ أمامِي بنظرةٍ وابتسامةٍ ساحرةٍ يميلُ لَها القَمرُ ويحمرُّ خجلاً.. فستانُها المخمليُّ ذاك كانَ انعِكاساً غامِقاً لِعَينَيها والذي كانَ يستُرُ جَسدها الضَّئيلَ ذاك.. فجأةً شاحَ نَظري بَعيداً خوفَ أَنْ أُصبِحَ ضحِيّتها بعدَ أَنْ أَدركتُ أَخيراً أَنَّها كانت، ماليسّا..
,,
"مساءُ الخَيرِ جَميعاً" بصوتٍ عذبٍ خَجولٍ نَطقتْ شِفاهُها فكانَ ردُّنا أنا ولانس أَن "مساءُ النورِ ماليسا".. لَمحَتْ وتلألأتْ عَيناها حِين رَأَتْ كايتِي فسألَتها "ظريفة! ما اسمُكِ يا حُلوتي الصّغيرة؟" فأَجابَتْها بسرعةٍ وَحولَها هالةٌ من القلوبِ: "كايتي! أأنتِ حَبيبةُ السيدِ دارك؟!".. مرّتْ لحظاتٌ من السكونِ والاحمرارُ يكسو وَجهَينا فلا نَدري ماذا نَقولُ ردّاً على هَذهِ الصدمةِ المُفاجِئة..
,,
"كلا، نحنُ.. رِفاق!" قُلناها ونحنُ نُحاوِلُ كسرَ الجوِّ لِلعَودةِ الى لونِ بَشرتِنا الطبيعيِّ ولَم أُدرِكْ مقدارَ صَبري وكَيف امسكتُ نَفسي عَن تسديدِ لكمةٍ على وجهِ لانس الّذي كَانْ يُحدِّقُ بِنظرةٍ مِلؤُها الشَّرُّ والخُبث، يا لَكَ مِنْ ثَعلبٍ مَاكِر! ذَهبنا إلى المَطعمِ وَاحتَسَينا بعضَ القَهوةِ الساخِنةِ إلاّ أَنا وماليسّا حَيثُ طلبناها بارِدةً عَسى وَلعلَّ هذهِ الحرارةَ تنخفض..
,,
كايتي كانتْ تهمهم وترمِقُنا بِنظراتٍ غريبَةٍ فَسأَلتُها أَنْ: "ما الخطبُ؟" فأَجابَتْ: "ولكِنّكُما تصلُحانِ لِـ.."، "واه انظروا الى الوقت! يجب أَنْ نذهبَ حَيثُ التجمُّعُ للعدِّ التنازُلِيّ للسّنةِ الجَديدة!! هَيّا بِنا نَذهبُ لِنَأخُذَ مكاناً جَيِّداً!!!" قاطَعتها ماليسّا بِسُرعةٍ قَبلَ أَنْ تَقولَ مَا يتمنّاهُ لانس في هذهِ اللحظة.. أَخذتُهُم إِلى حَيثُ الشّجرةُ الكَبيرَة فنطَقتُ قائِلاً: "يا رِفاق.. هَلّا أَغمضتُم عُيونَكُم وأَغلقتُم جُفونَكُم قَليلاً؟" فَفعلوا وأَلبستُهُم واحِداً تِلوَ الآخر تِلكَ القلائِدَ الجَديدَة..
,,
كُنتُ أَرى دُموعاً تترقرقُ لَكِنّها لَمْ تُسكَبْ فابتسَمتُ قائِلاً "قَدْ تكونُ ساعاتٍ قَليلةً الّتِي قَضيتُها مَعكُم، لكِنِّي أَشكُرُ لَكُم إِخلاصكُم وثِقَتَكُم بِي.. يا أَصدِقائي".. فوجِئتُ بعناقٍ جَماعِيٍّ فبادلتُهُم بالمِثلِ، كانتْ أُمنِيَتِي الوحيدة لِهذهِ السّنة هِيَ أَن أبقى فَترةً أَطولَ مَعهُم..
,,
تبقّتْ دقيقةٌ واحدةٌ نَطقَ فيها لانس قائِلاً: "هذهِ الدقيقة.. تمضِي وكَأَنَّها ستُّونَ ثانِية" انفجَرنا ضَحِكاً وكادَ العدُّ التنازُليُّ يبدأ، كُلُّ رقمٍ كانَ قَلبِي ينبِضُ مَعهُ بِقُوَّة.. المُستقبلُ أَمامِي لا أَعرِفُ ما يُخبِّئُ لِي، وَهذهِ الضّرباتُ ناحِيةَ صَدري لَمْ أَدرِ إِنْ كانتْ تُشيرُ للسَّعادةِ أَمِ القَلَق..
,,
"سَنةٌ مَجيدةُ سعيدة!!!" كانتْ صرخةً أَفاقَتنِي مِنْ حَبلِ أَفكاري ذاك، كانَتْ أولَ مرةٍ أرى فِيها شُهُب السماء، ولَمعانَ النُّجومِ وجَمالَ الأَلعابِ النّاريّة.. إنتَهى ذاك اليَومُ وَعُدنا إِلى مَنازِلِنا والبَسمةُ لم تُفارِق وُجوهَنا.. بَقيتُ مُستلقِياً على فِراشِي ونَظري صوبَ سَقفِ الغُرفة وعَقلِي يُفكِّرُ بِأصدِقائي الثلاث، لانس.. الَّذي عَلَّمَنِي مَعنى الأُخوَّة، المَعنى الّذي حَلمتُ بمعرفتِه، كايتي.. الطفلَة الَّتِي لَم أَعرِفْ أَروعَ مِنها فِي حَياتِي فقد أَعادَتِ البَهجَةَ إِلى وَجهِيَ الحَزِين، ماليسّا.. الآنِسةُ الَّتِي كُلَّما كانَتْ مَوجودةً مَعنا شَعرتُ بِوُجودِ أُمِّيَ الحَبيبَة وأَحسَستُ بِأنَّها لَمْ تُفارِقِ الحَياةَ بَعد، غَفوتُ إِلى نومٍ عَميقٍ بَعدَ تَفكِيرٍ مُطوَّلِ وعَميقٍ بالمستقبلِ وما يَنتظِرُنِي غَداً..
,,
أَفقتُ وصُداعُ رأسٍ غريبٍ يُطوِّقُ رَأسِي بِقُوَّةٍ فأَحسستُ بِهٍ كادَ يَنفَجِر، نَهظتُ مِن فِراشِي وَنظَرِي إِلى السَّاعةِ موجّهٌ لِأراها تُشيرُ إلى.. ما الأَمر؟! السَّابِعَة.. مَساءً !!! كَيفَ وما الَّذي جَرى لِي؟! نَظرتُ ناحِيةَ هاتِفِي فَرأيتُ 20 مُكالمةً فائِتةً مِنْ لانس.. ذَهبتُ وغَسلتُ وَجهِي علَّنِي كُنتُ أَتوهَّمُ ذلكِ ولَكنَّها حَقيقةٌ لا خَيال! إِتَّصلتُ بِهِ وأَخبرتُهُ بِما حَصلَ وكيفَ أَنَّنِي بَقيتُ نائِماً لِهذهِ السَّاعةِ فأَجابَنِي بالأَسوأ..
,,
"دارك! ماليسّا قدِ اختُطِفَت والجَميعُ يَشُكُّ في كَونِكَ الخاطِف إِذْ أَنَّ شاهِدَ عيانٍ أَخبرهُمْ بأنَّها شُوهِدَتْ مَعكَ لَيلَةَ أَمس ولَمْ يُسمَع لَها صَوتٌ بَعدها! أَنا الآنَ أَمامَ مَنزِلِكَ فافتَحِ البَابَ بِسُرعة!!!".. رَميتُ هاتِفِي ورَكضتُ كالفَهدِ ناحِيةَ البوّابةِ فَدخَلَ لانسْ مُسرِعاً فشددتُ على كَتِفَيهِ بِقوّةٍ وصُراخٍ عالٍ: "متى حَصل كُلُّ هذا؟!" فأجابَ أَن: "عَصرَ اليومِ، بعيداً عن هذا ما قِصَّةُ نَومِكَ الغريبة هذِه؟!"
,,
جَرَينا صَوبَ الغُرفةِ وأَمعنّا النَظَرَ فإِذا بِنا نَلحظُ قارورةَ مُنوِّمٍ على النافِذةِ رُبطَتْ على عُنُقِها رِسالةٌ فَتحتُها والغضبُ يَغلِي فِي داخِلي والغَيظُ أَكَل عَقلِي فَكانَتْ تَقول: "دارك، أَيُّها القاتِلُ الأَسود.. حَبيبتُكَ بِرِفقَتِي حالياً، شِبهُ صاحِيةٍ لكِنّها سالِمَةٌ مُعافاة.. إِنِ بَغيتَ لُقياها، هَلُمَّ إليّ وواجِهنِي بِمُفردِكَ حِينَ تَصحُو مِنْ غَفوتِكَ الهادِئَة.. أراكَ فِي الحَيِّ القديمِ عَلى أَطرافِ المـَدينَةِ السَّوداء، أَنا فِي إنتظارِك، عَدوُّكَ اللَّدود..
فارياس جاك مايرفاير.."
"ماذا..؟" كانتِ الكلمةَ الوحيدةَ الّتي نَطَقَ بِها فَمِي...