السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
عِندَما نَقَع، نَحنُ لا نَفشَل، لَكِن عِندَما نَفشَل، نَحنُ نَقَع. الحياةُ لَيسَت خَطَّاً مُستَقيماً،
او بَاباً مَفتوحاً، إنَّما هيَ جَبَلٌ إذا حَاوَلنَا تَسَلَّقنا قِمَمُه، وإذا استَسلَمنا وَقَعنا في قَعرِه،
ودُفِنَّا تَحتَ تُرابِه.سَتُطفَأُ شُموعُنا، وسَتَذبُل أرواحُنا، وسَتٌظلِم أَنفُسنا، ولكن سَتُشرِقُ
شَمسُنا إذا تَشَبَّثنا بإحلامِنا، وَتَعَلَّقنَا بإهدَافِنا، وَرمينا الآمنا، فَحَمَلنَا آمالنا أسلِحةً وَ مَشينا
في وَجهِ أعدائِنا.
الفَوزُ لَيسَ أن لا نَقَع، بَل هوَ أن نَقَع و نَنهَض، ونُتَابِعَ النُّهوض، حَتّى يَتعَب الزَّمانُ
مِن إسقَاطِنا. النَّجاح لَيسَ بإن نُصبِحَ ما يُريدُ الكونُ مِنَّا أن نَكون، بَل هوَ أن نَكونَ
مَن أرادَت أنفُسِنا أن تَكون. قَد نَتَأَلّم، وَقَد نَخسَر مَن أحبَبنا، وَقَد نَخسَر ما مَلكنا،
لَكن لَن تَنهَدَّ الجٌدرانُ التي بَنَتها أحلامَنا وَحصَّنَتها آمالنا. لَن تُهدَرَ الدُّموعُ الّتي نَثَرناها،
أو الجٌّهُودُ الّتي بَذلناها، أو اللّيالِ الّتي بَكينَاها حَتَّى جَفَّت دُموعُنا وَ تَعِبَت أرواحُنا.
في سَمائِنا أشرَقَت شَمسُ السَّلام، وفي كُتُبنا كُتِبَ المُستَقبَل. في ظُلمَتِنا أًنيرَت مَصابيح
وَقُودُها الأَمَل، فأنارَت دُروبَنا وَمَلأَتهَا بالأَفرَاح. لا لَن نَستَسلِمَ ما حَيينا، لِأَنَّ العَيشَ في عَالَمٍ
عَشوائِي كَهذا، يَعني أن نُقَاتِلَ، أن نُقاوِمَ لأَجلِ البَقَاء، و أن نَصمُدَ كَي لا نَسقُط.
إذَا أرَدنَا العَيش، فَعَلينا أن نٌناضِلَ، حتَّى لَو كَانَ عَلينَا أن نُقَاتِل وَ لا يوجَدُ أََحَد بِجَانِبنا
، حَتَّى لَو سَنَكونُ أَوَل مَن يَقِفُ وآخِر من يَقَع، حَتَّى لَو تَخَلَّى الزَّمَانُ وَالمَكان عَنَّا،
حَتَّى لَو خَسِرنَا أحبَابَنا، وَ أسلِحَتنا، وَما نٌقاتِلُ لأَجلِه، لا بُدَّ أن نُثبِتَ أَنفُسَنا، وَنَستَرجِع حَقَّنا،
وَنُحَقِق أحلامَنا، هَكذا يَكون فَوزنا، على الرُّغمِ مِن عَجزِنا أو ضَعفِنا، على الرُّغمِ مِن وُقوعِنا
، وَسُقُوطِنا، وَضياعِنا، سَنَنهَض وَسَنُقَاوِم وَنُقَاتِل، حَتَّى لَو أنَّنَا لا نَملِك مَا نُقَاتِلُ مَعَه أو بِه أو حَتَّى لِأَجلِه،
سَنَهزِم أَعدَائَنا، وَنُحَطِّم آلامنا، لِنَرفَع رَاياتِنا وَنُعلِن فَوزَنا.
الفَوز يُصنَع بالإصرَار وَالأَمَل، وَالإستِمرار بِالعَمل. لَقَد وٌلَدنا أَقوياء لِنَصنَع الفَوز،
وَ لِنَتَسلَّقَ مِن جَديد كُلَّما رَمَتنا الحياة في وِديانِها العَميقَة. هَكَذا يَكون الأَقوياء.
لَن نَنجَح ما لَم نُناضِل، وَلَن نَفُوز ما لَم نٌقَاتِل. فَهَيا بِنَا نَبنِي الغَد، وَنَتَسَلَّق قِمَمَ النَّجاح عالياً،
ليَذكُرَ التَّاريخ وَيسطِر في صَفَحَاتِه قِصَصَ أبطَال كَافَحَت المُستَحيل،
وَحَقَّقَت آمَالَ الشُّعوب، وَبَنَتِ للأجيالِ خَير مُسَتقبَل.
المفضلات