// قصص تتوالى ::~~~:: تحدٍ بين تشيزوكو و Hercule Poirot \\

[ منتدى قلم الأعضاء ]


مشاهدة نتائج الإستطلاع: صوّت على القصة الأفضل

المصوتون
12. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع
  • الأولى

    6 50.00%
  • الثانية

    6 50.00%
النتائج 1 إلى 19 من 19

العرض المتطور

  1. #1

    الصورة الرمزية Hercule Poirot

    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المـشـــاركــات
    3,514
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: // قصص تتوالى ::~~~:: تحدٍ بين تشيزوكو وHercule Poirot \\

    {{ القصة الأولى }}


    - يقولون أن ماري أنطوانيت لما سمعت أن شعبها لا يجد خبزًا يأكلُه، قالت فليأكلوا الكعك إذًا!

    - ماذا؟

    - أتحدث عن ماري أنطوانيت..

    - من أين جاء هذا الحديث فجأة؟

    كانت هذه إحدى عاداتي التي يراها الآخرون غريبة.. أبدأ موضوعًا ينبثق من العدم، وأتوقع أن يجاريني الآخرون فيه بما أنه كان يسير بتسلسلٍ سليمٍ في عالم أفكاري..

    فأجيب زميلي بنفاد صبر: من أين سيأتي برأيك؟ إنني أتحدث عن المدير!

    لم ينقل زميلي بصره عن حاسوبه، ولم يكترث بنفاد صبري وهو يعلق ببرود:
    لا أظنني أرى العلاقة..

    تنهدتُ بأسف، وتشاغلتُ أنا الآخر بتقليب الملفات المتراكمة أمامي، وقلتُ ببطء كمن يشرح لطفلٍ صغير: إنه من عالمٍ مختلف.. يمتلك شركةً ضخمةً ويديرها بنفسه..

    لديه قصرٌ ضخمٌ في وسط المدينة، كل الناس تتحدث عن مشاريعه وأراضيه وزوجته الحسناء وأبنائه المحظوظين..

    ونحن نقتات على فتاته!

    نكاد نواصل الليل بالنهار في عملنا لديه وفي النهاية تكاد أجورنا تساوي أجور عمال التنظيف!

    أعمارنا تضيع ونحن هنا..

    بيوتنا علبُ كبريتٍ ضيقةٌ تسرق أجرتُها جلَّ مرتباتنا، ولا نجد من يقبل مشاركتنا هذه الحياة المرَّة!

    واثقٌ أننا لو شكونا له أننا لا نجد خبزًا لطلب منا باستغراب أن نتناول الكعك!

    كنتُ قد بدأت أنفعل عند نهاية الحديث كعادتي عندما نطرق مثل هذه المواضيع التي تثير حفيظتي كثيرًا..

    ولكنَّ الردَّ الذي جاءني من المكتب المجاور كان مجرد نقراتٍ متتابعةٍ على لوحة المفاتيح لم تأبه بخطابي العاطفي!

    شعرت بأنني بدوتُ كالأحمق وأنا أنفعل بمفردي ولا أقابَل سوى بالتجاهل، فسألتُ زميلي بحنقٍ واستنكار: لم لا ترد؟

    فقال ببساطةٍ وبهدوئه المعتاد:
    للجدران آذان!

    ~

    عدتُ إلى منزلي ذلك المساء ولا تزال تلك الأفكار السوداوية تسكن دماغي..

    لستُ محبًا للمال.. إنني أكرهه في الواقع.. أكرهه لأنه يتحكم في حياتنا إلى هذه الدرجة..

    دفتر الديون عند البقال، قبر والدتي التي لم تتمكن من إجراء الجراحة المكلفة، مكالمات المصرف التي تذكرني بالأقساط المتراكمة، كلها تشهد على مدى فظاعة الحياة بغير مال..

    أراهن أن مديرنا المحترم لم يجرب أيًّا من هذه الأمور ولا يعرف معناها حتى..

    أعرف أن السعادة ليست في المال، ولكن بمقدور المال أن يشتري لنا هذه السعادة الضائعة..

    ~

    لا أذكر متى تناولتُ طعامي البارد، وكيف قلَّبتُ الصحيفة بملل، وفي أية ساعةٍ أويتُ إلى فراشي.. فهذا الروتين الممل لم يتغير يومًا، كما أن تلك الأفكار المحبطة لا تتوقف عن مرافقتي حتى أثناء النوم..

    لم أشعر بشيءٍ حتى صحوتُ على صوت طرقٍ عنيفٍ على باب منزلي..

    استعذتُ بالله من الشيطان ونظرتُ إلى ساعة هاتفي، إنها العاشرة ليلاً!

    كانت هنالك تسع مكالماتٍ فائتةٍ على الشاشة كذلك.. لقد كنت مستغرقًا في النوم وكاتمًا لإزعاج الهاتف فلم أشعر بشيء إطلاقًا!

    بدأ بالتوتر يجتاحني الآن.. اتجهتُ نحو الباب لفتحه وتصفحتُ في الوقت ذاته مكالمات هاتفي..

    كانت النتيجة واحدة.. الشخص الواقف أمامي وصاحب المكالمات كان نفس الشخص..

    ومهما كانت توقعاتي حينها فلم أعتقد أبدًا أنني سأرى أمامي حارس الشركة!

    رمقته باستنكارٍ دون أن أنطق، فانطلق هو يتحدث بسرعة وانفعال:
    آه سعيدٌ حقًا أنني وجدتكَ يا سيدي، كنت خائفًا ألا أتمكن من الوصول إليك!

    كنتُ سأقع في العديد من المشاكل حقًا.. لم أجرؤ حتى على إخباره بأنك لا تجيب على هاتفك، وفضلتُ المجيء هنا بنفسي..

    أنت تعرف طبعه الحاد ولا أريد أن يحدث شيءٌ بسبب أمرٍ سخيفٍ كهذا..

    لا أدري حقًا لم لا يتصل بنفسه.. أعتقد أن هذا بالنسبة له جزءٌ من مكانته التي يحب المحافظة عليها و...

    أشرتُ له بيدي أن يتوقف، وقلتُ مقاطعًا سيل كلامه المتدفق بلا معنى: أنا حقًا لا أفهم شيئًا.. عمن تتحدث وماذا تريد مني بالضبط..؟

    بدا متفاجئًا قليلًا ثم قال بسرعة:
    أوه ألم أخبرك؟ المدير يطلبك حالًا!

    ~


    صارت أفكاري أكثر سوداويةً الآن وتذكرتُ عبارة زميلي: للجدران آذان!

    غير أنني أبعدتُ هذا الخاطر بسرعة وبدلتُ ملابسي ورافقتُ الحارس إلى الشركة، فلم تكن هذه المرةَ الأولى التي يحدث فيها شيءٌ كهذا، وإن كان الوقتُ متأخرًا أكثر من العادة هذه المرة..

    فقد اعتاد المدير على استدعائنا متى ما كان هنالك عملٌ إضافيٌّ مفاجئ، حتى لو كان هذا خارج أوقات الدوام أو حتى في أيام العطل!

    على أننا لم نتذمر يومًا، فأجورنا القليلة قد تزداد قلةً بتذمرنا عندها!

    حاولتُ أن أقطع حبلَ الأفكارِ المرهق هذا، وسألتُ الحارسَ كاسرًا الصمتَ القاتل: لماذا طلب منكَ أنتَ أن تستدعيني؟

    أجاب الحارس:
    لأنه لا يوجد أي أحد في الشركة على الإطلاق! المدير وحده موجودٌ هناك!

    هززتُ رأسي بتفهم، فالوقت متأخرٌ فعلًا، والمدير كثيرًا ما يعمل لوقتٍ متأخر، حتى أن بعض الشائعات انتشرت حول قضائه بعض الليالي في الشركة!

    وها أنا ذا سعيد الحظ سأبتلى بقضاء هذه الليلة معه!

    وصلنا الشركةَ أخيرًا، وولج الحارس إلى غرفته مباشرة، بينما صعدتُ أنا إلى مكتبي ولم أكلف نفسي عناءَ المرور بالمدير فقد كانت قائمة الأعمال المطلوبة ملقاةً بجوار حاسوبي.. وفورًا بدأتُ العمل..

    أعتقد أن الأمر استغرق مني ساعةً أو اثنتين، فلست متأكدًا متى وصلتُ الشركة مع الحارس، ولكني واثقٌ تمامًا أنني أنهيتُ العملَ عند انتصاف الليل..

    لا يمكن أن أنسى ذلك أبدًا..

    فقد اتجهتُ بعدها إلى مكتب المدير لأبلغه بإنجازي للعمل وأستأذنه بالانصراف..

    فتحتُ بابه بعد طرقتين أو ثلاث، لأجده غائصًا في كرسيه الجلديِّ الفخم.......

    وغارقًا في دمائه!

    ~

    لا أدري كم من الوقت مرَّ وأنا غارقٌ في صدمتي قبل أن أستدعيَ الإسعاف بيدٍ مرتجفة..

    لم أجرؤ على الدخول فلطالما كنت أخافُ الدم كما أنني لا أفقه شيئًا في الإسعافات الأولية..

    واستدعيتُ الحارسَ لسببٍ أجهله.. لعلها الغريزة التي تجعلنا نصاب بالرعب من فكرة البقاء وحيدين في مثل هذه المواقف..

    لستُ أدري ما إذا كان هذا قرارًا حكيمًا أم لا، فالرجل المسكين كان يرتجف كفزاعة قشٍّ في حقلٍ تمزقه الريح..

    لم تتأخر الإسعاف في الوصول، وكذلك الشرطة..

    لم أستدعها بالمناسبة فلم يخطر لي ذلك -ظننتني سأكون أكثر حكمةً في المواقف الصعبة ولكنني خذلتُ نفسي- ولكني أخبرتُ الإسعاف أن المدير قد أصابه طلقٌ ناريٌّ على ما يبدو فقاموا باستدعاء الشرطة..

    لم يحتج الأمر أكثر من بضع دقائق حتى تم تأكيد أن المدير قد توفي قبل أكثر من ساعة!

    ~

    أمورٌ كثيرةٌ كانت تدور في رأسي..

    هل هذا حقيقي؟ كيف ولماذا؟ منذ متى؟ والشركة؟

    لم تكن أي من هذه الأفكار متسلسلةً أو منطقية.. بل بدا وكأن عوالم من الأفكار المتضاربة تتجاذبني دون رحمة..

    ثم بدأ التحقيق!

    ومنذ الأسئلة الأولى بدأت أدرك أنني كنت وحدي مع المدير في الشركة.. وأنني صاحب الفرصة الأكبر لتنفيذ الأمر!

    خطر لي أن الحارس قد يكون الفاعل.. لعله قتله ثم جاء لاستدعائي ليجد كبش فداء..

    طافت هذه الفكرة ببالي لثوانٍ استرقتُ خلالها نظرةً نحو الحارس، الذي بدا كما لو تمكن من قراءة أفكاري فهز رأسه برعب نافيًا أن يكون قد أقدم على شيء كهذا..

    استمرت التحقيقات طويلًا.. واقترح الحارس فكرة دخول أحدٍ ما إلى الشركة خلال غيابه عن الحراسة ليقوم باستدعائي..

    أظنها كانت أطول ليلة تمر بي في حياتي..

    كنتُ لأروي لكم طرفًا من تلك التحقيقات، ولكنني لستُ هنا لأحكيَ لكم مغامراتي البوليسية، سأكتفي بالقول أن الاشتباه بي لم يدم طويلًا، فقد شهد أحد المارة وساكنٌ من البناية المجاورة أن شابًا دخل الشركة خلال غياب الحارس..

    تم تمييزه من أوصافه..

    وُجد في منزله في حالة رعب وبحوزته مسدس..

    شهد الكثيرون أنه قد تشاجر مع القتيل عدة مراتٍ مؤخرًا بشأن المال..

    لقد كان ابن المدير..!

    ~

    بعد فترةٍ من الزمن سمحوا لي وللحارس بالمغادرة على أن نعود لندلي بشهادتنا لاحقًا..

    كان نور الفجر قد بدأ يتسلل إلى الأفق..

    وكان عقلي قد أصيب بحالةٍ غريبةٍ من الخواء..

    أكانت مصادفةً أن أشهد أنا بالذات ما حصل الليلة؟

    أنا أكره المال.. ولكنَّ باستطاعته أن يشتري السعادة.. أهذا حقيقي؟

    لأول مرةٍ بدأتُ أشك بقناعاتي التي عايشتني أحلكَ ظروفي..

    وجدتُني أنطق دون شعور: حتى ماري أنطوانيت أُعدمت آخرَ الأمر..

    كان الحارس لا يزال يقف بقربي وتوقعتُ منه نظرة بلاهةٍ وعدم فهم، غير أنه هزَّ رأسه متفهمًا وتابع وكأنما كانت سلسلة أفكاره تسير بتناغمٍ مع خاصتي:
    لا أظنني سأحسد الأغنياء بعد الآن!

    ابتسمتُ رغمًا عني فهذا الرجل قد أدلى بالتصريح الذي جبنتُ عن الإدلاء به..

    تابع وكأنما هو على وشك الاعتراف بسرٍّ خطير:
    في الواقع.. ولأكون صريحًا.....

    وتململ قليلًا، وظننتُني قادرًا على تخمين كلماته التالية، غير أنه قال مثبتًا لي كم كنتُ مخطئًا.. مخطئًا تمامًا:
    في الواقع لطالما تمنيتُ أن أكون غنيًّا مثلك!


    ~ تمت ~
    التعديل الأخير تم بواسطة Hercule Poirot ; 28-8-2016 الساعة 12:24 AM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...