ظهور خاطف .. أطرح به آية أخرى ... وإن كان المخطط أن أطرح أكثر .. لكن ضيق الوقت .. حال دون ذلك! ...

سأتحدث عن هذه الآية " وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ " ...

فكلنا نعلم أجر الصيام .. الوافر لمن يخلص العمل والنية .. وعظيم الجزاء ...

لكني سأتحدث هذه المرة .. عن الجانب الطبي .. لهذه الآية ...

فما أثبته العلم الحديث ... أن جسم الإنسان .. وبعد أن تمر قرابة 8 ساعات .. أو تزيد .. من الامتناع عن الأكل والشرب ...

يبدأ الجسم .. بالبحث عن مصدر تعويضي .. إما لتوزيع الغذاء على خلايا الجسم .. أو الحصول على خلايا جديدة .. بأقل مردود من الطاقة ...

فيفرز الجسم .. مواد معينة ... لا تعمل إلا بعد انقضاء مدة الـ8 ساعات .. أو تزيد ... والتي تكون ساعات من النشاط والإنجاز ...

لا ساعات نوم ... لأن جسم الإنسان بطبيعته ... يدخل في وضع أشبه بتوفير الطاقة .. حينما ينام الشخص ...

وبالتالي ستمر الساعات .. دون أن نصل لتلك المرحلة .. التي نحتاج فيها البحث عن ذاك المصدر ...

علاوة على ذلك ..

أجهزة الجسم .. عمومًا ... لا تؤدي وظائها بالشكل الصحيح .. حينما ينام الشخص ... وبالتالي .. قد لا يتمكن الجسم .. من فعل ذلك .. حتى لو احتاجه ...

المهم .. ماذا يحدث في تلك العملية ... التي تدعى " Autophag "؟! ...

هو ببساطة .. تناول خلايا الجسم .. لخلايا الجسم الأخرى ...

ولكن تلك العملية .. لا تحدث بشكل عشوائي! ...

وإنما تُلتهم الخلايا الضارة .. أو التالفة فقط! ...

ماذا يستفيد الشخص من هذا؟!! ...

أولًا .. وقاية من الأمراض ... لأنه قد تلتهم العديد من الخلايا المصابة بالمرض .. والتي ستنشر المرض في الجسم ... فنحد من انتشاره ...

بل أيضًا ... من أكثر من يُدمر من الخلايا المريضة الضارة ... تلك الخلايا السرطانية ...

بمعنى ..

لعل الصيام .. أفضل وقاء ممكن .. من السرطان! ... (فسبحان الله!)

عدا عن ذلك ..

بالتخلص من الخلايا التالفة ... فإن الجسم يُجدد .. فيستعيد حيوته ونضرته ... من خلال التخلص من الخلايا التالفة .. والتي سيحل محلها خلايا جديدة شابة ...

ومن هذا ..

فالصيام .. بمثابة .. درع مناعي + رعاية وعناية بالجسم ... هذا كله غير الأجر .. والثواب العظيم .. من الله ...

فمن قصّر في الصوم .. عمومًا ... فلم يصم سوى رمضان .. وترك السنن والنوافل ...

علمًا أن الطب الحديث ... ينصح بممارسة عملية الامتناع عن الأكل والشرب .. ما بين 2 - 3 مرات أسبوعيًا ...

والنبي - صلى الله عليه وسلم - ... كان يصوم الاثنين والخميس + الأيام البيض ... بمعدل يومين وثلاثة أرباع في الأسبوع ...

فهل نركن نحن للكسل .. وهذا من ديننا ... والغير صار يمارسه .. لأجل أهميته الصحية! ...

لوالله نحن أحق به منهم ... أن نصوم .. على الدوام .. بغير تقصير في الصيام ...

وأن نصوم بجدٍ واجتهاد .. لا بتكاسل وتقاعس .. يفضي بالفرد .. أن ينام معظم ساعات النهار! ...

لأنه من قصر أو تقاعس عن الصيام ... فقد حُرم والله من أجر الدنيا والآخرة! ...


كتب الله لنا جميعًا دومًا الخيرات ... ورزقنا التقوى قوة الصلة به .. ودوام العبادات ...

وأختم كلمي .. بما بدأتُ به .. قائلًا ...

وأن تصوموا خيرٌ لكم .. [ إن ] كنتم تعلمون!

عين الظلام