شكرًا لكِ لج على المراجعة الجميلة ^^

عدتُ ببعض ما قرأته الفترة الماضية.. مؤخرًا أقرأ أكثر من كتابٍ في الوقت ذاته ^^" ولا أنهي أيًا منها XD

ما أنهيته كان تقريبًا من الروايات فقط أما الكتب فلا تزال قيد القراءة (جميعها معًا XD )

لذلك ستكون لي عودةٌ أخرى بإذن الله.. أرجو أن تكون قريبة ^^

~~~

حليب أسود

ألِف شفق


تروي الكاتبة التركية في روايتها هذه تجربتها الشخصية مع اكتئاب ما بعد الولادة.. ولكن الفكرة الأساسية من الرواية كما تبين الكاتبة هو كيفية التصالح مع الذات، وتقبل جميع الشخصيات المتناقضة التي تسكنك.. ولذا فهي رواية موجهة للجميع..

تكثر الكاتبة هنا من الحديث عن "الحركات النسوية".. قصصٌ حقيقية عن نسوةٍ تحدين كل شيء واخترن أن يكن كاتبات على حساب الأمومة، أو في محاولة للتوفيق بينها وبين الكتابة.. تحدثت عن اللواتي آمنَّ بالحركات التحررية للمرأة، واخترن السير في ذلك الطريق..

بالنسبة لي كقارئة اعتبرتُها مجرد فقرةٍ تثقيفية، فهؤلاء النسوة اللواتي ذكرت قصصهن واخترن الخروج عن فطرتهن واجهن في الغالب حياةً مأساوية، ونهايةً فظيعة..

ومن مآخذي على الرواية كذلك سوء الأدب مع الله عز وجل في بعض المواضع، رغم أن الكاتبة تعدّ نفسها متصوفة!

ما الذي أعجبني في الرواية إذًا؟!

إنهن نسوة الأصابع *^*

إنهن نسوةٌ صغار، حجم الواحدة منهن لا يتجاوز حجم الأصبع، ويعشن بداخل كل منا..

تمثل نسوة الأصابع الشخصيات المختلفة، وربما المتناقضة، التي تسكننا..

هنالك ست نسوةٍ يسكن داخل الكاتبة.. العملية، الطموحة، المثقفة، المتصوفة، وأخيرًا اثنتان أقصتهما طويلاً ولم تكتشف وجودهما إلا متأخرًا: الأنثى والأم (أو كما تسمي نفسها: ماما الرز بالحليب!)..

وبالرغم من أنهن يبدين متشابهات أو متقاربات إلا أنهن مختلفاتٌ جدًا، وتحمل كل واحدةٍ اسمًا خاصًا أطلقته على نفسها! العملية مثلاً تكره المثقفة، لأن العملية تهمها النتائج السريعة وإيجاد أفضل الطرق وأيسرها وأسرعها لتسيير الأمور.. بينما المثقفة تميل إلى الفلسفة وتعقيد الأمور كثيرًا!

الطموحة هي تلك التي تحترق ولا يمكن أن تهدأ دون إنجاز! حتى إنها قامت بانقلابٍ عسكريٍّ داخل الكاتبة حين لاحظت أنها بدأت تميل قليلاً لشخصيتَي الأم والأنثى بداخلها.. فالاهتمام بهاتين الشخصيتين أكبر منافٍ للطموح والإنجاز برأيها!

الصراع الداخلي الدائم بين شخصياتها المختلفة هو ما أدى بها إلى الاكتئاب المرضي في النهاية.. والتصالح مع ذاتها والتوفيق بين نسوة الأصابع هو ما خلصها من ذلك الاكتئاب!

وقعتُ حقًا في حب نسوة الأصابع ♥ لذا إن كنت من المهتمين بدواخل النفوس وبالتشبيهات السريالية فهذا الكتاب مناسبٌ لك

~

مهندس على الطريق.. أمير الظل


عبد الله البرغوثي


هي سيرة شخصية كتبها الأسير القسامي عبد الله البرغوثي موجهًا الخطاب فيها إلى ابنته تالا.. التي أرسلت إليه في سجنه المعزول تسأله: من أنت؟ ولماذا أنت؟
كانت تالا في الثالثة من عمرها فقط حين اعتُقل والدها.. كان يحملها بين ذراعيه ليأخذها إلى طبيب العيون حين هاجمته الكلاب البوليسية (بعد أن نصب له أحد العملاء كمينًا).. ألقى بتالا داخل السيارة وأغلق عليها ثم طفق يحاول محاربة الكلاب، ليباغته بعدها جنود الاحتلال ويلقوا القبض عليه بعد مطاردةٍ استمرت لسنوات، ويحكموا عليه بحكمٍ هو الأعلى من نوعه، وليقبع في زنزانة العزل الانفرادي منذ ذلك اليوم.. كما أنهم صادروا السيارة ملقين بالطفلة ابنة الثالثة على جانب الطريق..

تتساءل تالا: لماذا؟ ما الذي أردتَه وما الذي كان مهمًا بالنسبة لك حتى تتركني وحيدةً هكذا؟ من تكون بالضبط؟ ولماذا أنت بالذات؟

وجاءها الجواب من والدها كأروع ما يكون :")

سيرته كانت مفاجئةً لي، بالذات فترة ما قبل التحاقه بالمقاومة، فهو لم يكن شخصًا عاديًا منذ البداية!

أما مسيرته ومقاومته خلال الانتفاضة فهي توثيقٌ رهيبٌ لأحداث تلك الفترة.. للخبايا التي وقعت.. لمقاومة المقاومين ولخيانة الخونة.. ولحكايةٍ طويلةٍ لم تنتهِ حتى هذا اليوم..

رائع جدًا وأنصح بقراءته :")

~

راوية الأفلام


إيرنان ريبيرا لتيلير


هي رواية من الأدب التشيلي.. تتحدث عن حياة طفلة في قريةٍ أُنشئت لعمال المناجم وعائلاتهم..

الفكرة الرئيسية من الرواية هي الفقر وويلاته وتشتيته للأُسر..

قرأتُ الرواية بسبب تقييمها المرتفع والمراجعات التي تناولتها بإعجاب، غير أني لم أحب الرواية كثيرًا ولن أنصح أحدًا بها :/

فهي تتناول الجوانب السلبية للحياة بطريقة كئيبة ولا هدف لها برأيي..

~

سنترال بارك


غيوم ميسو


[حرق]


هي أحدث رواية صدرت لميسو، وتمنيتُ أن أرى فيها شيئًا مختلفًا..

أول رواية قرأتها له كانت "لأني أحبك"، وأحببتُها جدًا ♥

الرواية الثانية "فتاة من ورق" اختلفت تفاصيل الفكرة إلا أن تسلسل الحبكة كان مطابقًا تقريبًا لرواية "لأني أحبك"، مع غياب البعد الإنساني الراقي والمؤثر الموجود في رواية "لأني أحبك"..

والآن "سنترال بارك".. الفكرة جميلة.. وماضي أليس مؤثر ومؤلم جدًا.. النهاية المفتوحة كانت رائعة ومؤثرة :"(

ولكن! الحبكة مطابقة للروايتين السابقتين للأسف :/ لا أفهم إصرار هذا الكاتب المبدع صاحب الأفكار المبتكرة على الالتزام بذات الحبكة هكذا :/

قتل هذا استمتاعي بالرواية، لأني خمنتُ النهاية سلفًا.. صحيحٌ أنني أملتُ أن يكون استنتاجي خاطئًا أثناء القراءة، لكنه في النهاية كان نسخةً عن الروايتين السابقتين..

دائمًا هنالك ماضٍ مؤلم، صديق عزيز، أحداث مثيرة جدًا تواجه البطل يتضح في النهاية أنها مجرد خدعة أو وهم أو تمثيلية قام بها الصديق ليخلّص البطل من عقدة نفسية معينة..

هذا السيناريو بالضبط هو ما ورد في الروايات الثلاث.. وأتساءل إن كانت جميع روايات غيوم ميسو تخضع للسيناريو ذاته

~

رواية لسيدني شيلدون


لا أرغب بذكر الاسم لأني لا أنصح بها بتاتًا.. ذكرتُها هنا لغرض ذكر اسم الكاتب..

سمعتُ عنه مديحًا كثيرًا حتى قررتُ القراءة له..

أسلوبه جميل والأحداث مشوقة غير أنها رواية بلا موضوع :/

صحيحٌ أنني لا أفضل الروايات الرومانسية بشكلٍ عام، ولكن هذه الرواية لا تحكي حتى قصة رومانسية ذات معالم وهدف نهائي!

تسرد القصة المغامرات العاطفية المتنوعة لفتاتين لا صلة بينهما، وكيف التقت طريقهما في النهاية (علاقة مع الشخص ذاته) وانتهى الأمر بجريمة قتل ثم محاكمة القاتلين -_-

ليس في الرواية تصريحٌ سيء، غير أنها بلا معنى وتضيع الوقت فقط..

لا أدري إن كانت كل كتابات الكاتب هكذا ولكني لن أقرأ له مجددًا..

~~~



على الهامش:

ما رأيكم باختيار كتاب بشكل شهري لنقرأه معًا ونناقشه هنا؟

بحيث نختار موضوعًا أو مجالاً مختلفًا كل مرة، ونضع بعض الخيارات لنصوت عليها ونختار من بينها..

هل ستشاركون في القراءة والنقاش إن طبقنا الفكرة؟

بانتظاركم ^^