الذكرى السابعة

أخي الكبير شخص ودود ومحبوب من قبل الجميع ، قلبه الكبير يسع الكل ، وجهه البشوش ينشر السعادة في البيت فتجدنا نبتسم فرحا دون أن نعرف مالذي يحدث.
لكن أخي كان يتعرض دائما لل
كسور في يديه وقدميه ، اخبرتني أمي أنه مرض يدعى هشاشة العظام وهو مرض ولد معه.
لماذا لا يقاوم
المرض؟ أعتقدت في صغري أن أخي الكبير شخص ضعيف ليصاب بكسور حتى بسبب شيء بسيط في حين أنني أسقط وأتعثر كثيرا ولا يحدث لي شيء!
استمرت معاناة أخي ، مرة تُكسر قدمه ومرة يده لكنه لم يكن يتذمر ... استغربتُ من ذلك ، لو كنتُ مكانه لما توقفتُ عن الأنين ... لحرّمتُ النوم على أهل البيت جميعا ،
كيف ينامون وأنا أتالم؟!
لكنه لا يزال يبتسم ، بل ويحكي نكتةً ونضحك نحن من حوله "
أنا هي الضعيفة!" هذا ما تبادر إلى ذهني.
عدنا إلى الوطن ، قَلتْ أصابته بالكسور لكن شيئا ما أصاب عينه ، ماهو ؟ أنا لا أعلم ... المهم أنه مريض ويجب أن يُعالج!
ذهب به أبي إلى الأطباء لكنهم لم يفلحوا في مداواته ، لقد زادوا من حالته سوءا ... ذهب به أبي هذه المرة إلى مشفى آخر و عرضه على أطباء آخرين لكن دون فائدة.
زادت حالت أخي المرضية سوءا ، فحتى مع أنه لم يتعرض لكسر في ساقه أو يده ، لم يعد قادرًا على الحركة ...
كنتُ أساله عن حاله فيجيب "الحمد لله" ، كنتُ أرى أحساسه بالعجز عندما أنظر في عينيه ، حتى ابتسامته لم تعد تستطيع إخفاء ذلك!
عندما أقوم بإطعامه كنتُ أتذكر كيف كانت تخبرني أمي أن زملاءه سألوه عن اسم عائلته ظنا منهم أنه سعودي الجنسية " لقد أخبرني أنهم لم يصدقوه حتى بعد أن أقسم لهم" ثم تضحك بسعادة وأعود فأنظر إلى حاله "الحمد لله على كل حال"!
هنالك خطبٌ ما ، و لكن أحدا لم يخبرني عما يحدث.
بقي أخي الكبير في المشفى عدة أيام ولكن لا بد من حل ما...
"يجب أن نسافر به إلى "تلك البلاد" ... سمعتُ أن لديهم أطباء جيدين" ، استقر رأي الجميع على ذلك.
سافر أخي الكبير ومعه أخي الأكبر وكذلك خالي إلى هناك.
لم أندم يوما كندمي على عدم زيارته في المشفى عندما بقي هناك لأيام ، كنت مشغولة مع الجامعة ... "اختباراتي قد اقتربت كثيرا لذا سأزوره عندما يعود إلى منزلنا بالسلامة إن شاء الله" ... لكنه لم يعد ولن يفعل.
لقد رحل عن دنيانا...
لم تجل ببالي حتى فكرة أنه لن يعود ، كنت أنتظره بفارغ الصبر ... أترقب عودته وأمني النفس برؤيته واليوم هو هناك تحت الثرى.
لو أعتقدت أن الأمور ستؤول إلى ما آلت إليه لما فارقته لحظة ولكن... قدر الله وما شاء فعل.