
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ~~خالد~~
جزاك الله خيرًا.
للشيخ عبد العزيز الطريفي تغريدة جميلة، يقول فيها:
((تحليل المعازف لا يجلب الشك في حكمها بقدر ما يجلب اليقين بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف".))
~~~
أخي الفاضل، القصة التي أوردتها يستشهد بها العلماء على جواز الضرب على الدف في الأفراح، ولا يستشهدون بها على تحليل الغناء.
والدين لا يُتخدث فيه بالرأي والهوى، فمن الذي قال إنها لم تحرم إلا لأنها تستخدم في الكفر؟!
أغابت عن العلماء هذه العلة التي ذكرتها من عهد الصحابة حتى يوم الناس هذا؟!!
أم أن الصحابة والعلماء لم يفهموا الدين كما ينبغي، ويجيء فلان وعلان ليفهمنا الدين؟!!
يجب أن نعود في أحكام الدين إلى العلماء الموثوق بعلمهم.
أما دغدغة المشاعر بالحديث عن أغاني الطفولة وأثرها في نفوسنا فلا يزيدنا إلا تمسكًا بالهوى، وعلى المرء أن يقدم مرضاة الله سبحانه على ما تهواه نفسه، فحين يكبر الطفل ويعلم أن هذا أمر حرمه الدين سيبتعد عنه مطمئن البال راضي النفس لأن غايته رضا الله سبحانه وتعالى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
عذرًا على التأخير في الرد لأني مشغول هذه الأيام
إن شاء سأحاول في هذا الرد على حضرتك أن أزيل مفهوم "احتكار الرأي" من عندك والذي تتحجج به بدعوى أن العلماء كلهم قد أفتوا بتحريم الغناء والمعازف...
سأضع مجموعة من الأئمة والتي أفتت بما يجيز الموسيقى والمعازف. وسيكون هذا الرد مخصص للذين يعتقدون أن الموسيقى والمعازف لا يوجد فيها مجال من الشك على أنها حرام... ووضعي لهؤلاء الأئمة الفضلاء لا يعني بالضرورة أني أحللها، إنما فقط لأبين لك بأن الأمر فيه خلاف ورأي...
أولًا:الإمام الشوكاني: قال الإمام الشوكاني
في " نيل الأوطار"
ذهب أهل المدينة ومن وافقهم من علماء الظاهر إلى الترخيص في الغناء،
ولو مع العود واليراع.
وحكى الأستاذ أبو منصور البغدادي الشافعي في مؤلفه في السماع: أن عبد الله بن جعفر كان لا يري بالغناء بأسًا، ويصوغ الألحان لجواريه، ويسمعها منهن على أوتاره . وقال إمام الحرمي وابن أبي الدنيا:
" نقل الأثبات من المؤرخين : أن عبد الله بن الزبير كان له جوار عوادات، وأن ابن عمر دخل إليه وإلى جنبه عود، فقال: ما هذا يا صاحب رسول الله؟! فناوله إياه، فتأمله ابن عمر فقال: هذا ميزان شامي ؟ قال ابن الزبير : يوزن به العقول !"
ثانيًا: أبو المحاسن الروياني (وهو قاضي وفقيه شافعي،
سافر إلى بخارى وآمل ونيساب وروغزنة ومرو
وغيرها ليطلب الحديث والفقه. برع في الفقه ومهر وناظر وصنف التصانيف العجيبة. كان صاحب جاه عريض، وحشمة وافرة، وقبول تام، وعلم غزير، ودين متين، وتصلب في المذهب، وصيت في جميع البلاد، وباع طويل في الفقه.) حكي الروايانيعن القفال أن مذهب مالك بن أنس أباح
الغناء بالمعازف أي بالموسيقى
،
وحكى الأستاذ أبو منصور الفوراني عن مالك جواز العود،
وذكر أبو طالب المكي في قوت القلوب عن شعبة أنه سمع طنبورًا في بيت المنهال بن عمرو المحدث المشهور . وحكى أبو الفضل بن طاهر في مؤلفه في السماع أنه
لا خلاف بين أهل المدينة في إباحة العود.
قال ابن النحوي في العمدة : ( وقال ابن طاهر : هو إجماع أهل المدينة . قال ابن طاهر : وإليه ذهبت الظاهرية قاطبة . قال الأدفوي : لم يختلف النقلة في نسبة الضرب إلى إبراهيم بن سعد المتقدم الذكر وهو ممن أخرج له الجماعة كلهم .
ثالثًا: من كتاب الرخصة في الغناء والطرب بشرطه للعلامة أبي عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي. لُخص هذا الكتاب والذي كان من إعداد عبدالسلام يوسف عيسى الجديع: "إن كتـاب "الإمتـاع في أحكـام السـماع" للأدفـوي والـذي اختصـره الـذهبي؛ مـن أنفـس ما كتـب في هذا الباب من الفقه كما شهد بذلك السبكي، وابن قاضي شهبه، وحاجي خليفة، وغـيرهم. فقـد جاء الكتاب جامعاً شاملاً لأحكام الغناء والموسيقى وما يتفرع عنهما. ولقد لخصت من هذه الدراسة إلى ما يلي:- انتفاء وجود نص من القرآن تكلم عنهما.- انتفاء وجود إجماع على حكم الغناء والموسيقى اجتماعاً وافتراقاً.- جميــع مـا ورد مــن الأحاديــث الشــريفة الصــريحة في تحــريم الغنــاء وآلاتــه، هــي إمــا ضــعيفة، أومنكرة، أو موضوعة، وما صح من الأحاديث في هذا الباب، فهي ليست صريحة في التحريم.- مذاهب الصحابة في الغناء وآلاته: المنقول عنهم في ذلك بالأسـانيد الثابتـة يـدل علـى أنهم لم يكونـوا يـرون حرمـة الغنـاء، والـذي يسـتقرأ عبـاراتهم لم يجـد ذلـك، غايـة مـا يسـتفاد مـن بعضـها كراهة الغناء في وقت ينبغي فيه الاشتغال بما هو أولى.- ومــذاهب مــا بعــد الصــحابة مــن التــابعين: لا تجــد فيهــا شــيئاً يفيــد تحريمــاً صــريحاً للغنــاء ولا المعـازف لـذاتهما، وإنمـا غايـة المـذكور عمـن شـدد مـنهم مـا يـدل علـى كراهتـه وبغضـه لـه، ولـيسهذا بتحريم، إلا ما نقـل عـن بعضـهم كوكيـع بـن الجـراح شـيخ أحمـد بـن حنبـل، بـل كـان بعـض أولئك التابعين من يهوى الغناء والموسيقى ويستعملها، مع الصلاح والدين والثقة."
-طبعًا القائمة طويلة ولا يسع لي من الوقت إلا أن أكتفي بثلاث أمثلة لأؤكد فيها أن الموسيقى المعازف هو أمر فيه اختلاف بين العلماء. طبعًا السبب أني وضعت وجهة النظر هذه هو لأني رأيت أنها منسيّة في هذا الموضوع للأسف.
-ثم بعد هذا كله، هل هؤلاء الأئمة هم "أصحاب هوى" و"أصحاب الشياطين" وإلى آخره من الادعاءات؟!!!!!!! أتساءل حقًا لماذا من يختلف معكم في رأي ما يكون هكذا...
أمّا بكلامك على أني أريد "دغدغة المشاعر" بذكري لأغاني الطفولة، فأنا أقول لك أن هدفي ليس كذلك أبدًا، استخمدت هذا المثال لكي أوضح الجانب الإيجايي من الموسيقى لا أكثر.
وفي النهاية أرجو أن تعيد النظر أخي الحبيب في هذا الأمر.
سيكون هذا ردي الأخير في هذا الموضوع
~والسلام عليكم ورحمة الله وبراكته.~
المفضلات