بسم الله الرحمن الرحيمنفرِّق بادئ ذي بدء، بين مصطلح أطفال الشوارع وأولاد الشوارع، فنحن لا نبحث فقط في أطفال الشارع، أولئك الذين يمضون معظم أوقاتهم في الشوارع، وهم دون الثامنة عشرة من السن، وذلك لأحد الأسباب الآتية:
تمهيد
أ_ أن يكونوا من دون عائلة، بسبب حالة اليُتْمِ مثلًا.
ب_ قد لا يجدون لهم المأوى، كأن تكون العائلة قد هُجِرَّت من بلدها، وهؤلاء نسميهم (ساكني الشوارع)، ويتحولون؛ تدريجيًا؛ إلى أولاد الشوارع.
ب_ قد توجد العائلة، ولكنها مفككة، والأب والأم منفصلان، وربما يتزوج كل منهما، ويبقى الأطفال بلا عائلة حقيقية تؤيهم، ولا يجدون لهم مكانًا سوى الشارع.
ت_ أن يكون هؤلاء الأطفال في عائلات بالغة الفقر، ويرسلهم أهلهم للعمل؛ منذ طفولتهم؛ فيتعودون إمضاء غالب وقتهم في الشارع خارج البيت، وحتى بعد العمل، ربما يبقون في الشارع، إذ لا يجدون انسجامًا في ما بينهم وبين بيوتهم.
ث_ النظر إلى الشارع على أنه وسيلة اللعب واللهو، إذا ما افتقدهما الطفل في بيته.
ونذكر؛ في هذا المجال؛ أن اليونيسف يحدد عدد أطفال الشوارع في العالم، بحوالي 150 مليون طفل! لكننا نريد تخطي مفهوم (الأطفال) إلى (الشباب)، لننظر هل هناك فارق في الأسباب؟
قد ينظر المجتمع إلى الأطفال المشردين في الشوارع بنظرة الإشفاق، أو ربما بنظرة اللامبالاة، وربما يحزن بعضنا لأجلهم قليلًا، ويسأل أين عائلاتهم، ثم يمضي متابعًا حياته الاعتيادية، وهذا أمر طبيعي، بما أن الحل ليس في أيدينا، ولكننا نلحظ نظرة كثير من أهل المجتمع إلى الشباب، الذين يُمضُونَ أوقاتهم في الشوارع، بنظرة استخفاف وازدراء، وذلك لسببين جوهريين:
أولًا: انسياب كلمات السباب واللعنات والشتائم على ألسنة هؤلاء الشباب.
ثانيًا: ملاحقة هؤلاء الشباب الفتيات في الشارع، وإصدار أصوات منكرة للفت انتباههن.
غير أنني؛ ورغم كل هذه السلبيات التي ذكرتُها؛ أرى أن المجتمع يظلم أولاد الشوارع في كثير من الأمور، ويغفل؛ أحيانًا؛ عن نقاط جوهرية للغاية...
ولهذا التوسيع بإذن الله تعالى.
تابعوا معنا.

رد مع اقتباس

المفضلات