غسِّلوهم بالدموع
كفِّنوهم بالدماء
دفِّئوهم بالعناق
ثم واروا بالتراب
لن يعيد الحزن يومًا
أيَّ راحل من فناء
إن لله المشيئة
لا اختيار بل قضاء
هذه الدنيا كرحلة
لا بدارٍ للبقاء
مهما حاولنا المكوث
سوف يأتينا سواء
إنَّه يوم الوداع
ليس فيه من شروط!
ليس مهرب أو شفاء
مهما عاندنا أبينا
أو أطلنا في اللقاء
لا يناسبنا الخلود
لو قطعنا من وعود
أي مخلوق سيفنى
أي معروف تجلى
أي مجهول توارى..أيُ طفلٍ أو كبيرٍ
قد يرى ذاك الرقود
ويغطيه البرود
وسيمضي كالغريب
سيغادره الحبيب
وسيَنساهُ القريب
قد يكون الموت رحمة!
إنه للنفس راحة
لو تهاوت للسقوط
ومن الهم استراحة
حين تتعبها الحياة
مهما زادت أمنيات
و ادعت ذاك الصمود
في ضريح سوف تغفو
وسيحضنها السبات
أبديٌّ،لن تعود
ها هنا بالأمس كنا...وتبادلنا العهود
وتناسينا الحقيقة وقوانين الوجود!
حين قررنا الخلود!
قد تحدّينا وزِدنا!
وإلى الله الرجوع؟!
لا بأيدينا القضاء
ما نريد أو نشاء...
ذلك الحكم القديم
بيد الله العظيم
ليس لله مثيل أو شبيه أو كِفاء
إنَّه ربُّ البرِيَّة...صاحب النعم السنيَّة
يوم أعلَنّا التمرد ... وتوهمنا التفّرد
قد غزا في الليل ضيف
ذلك الضيفُ المخيف!
إنه وقت المَنِيّة
واِصطُبحنا بالحداء
بل رأيناه حداد
صوت ناعٍ...
قد أفقنا...
ومن النوم فَزِعنا
يا إله الكون عُدنا
وتراجعنا وصرنا...نأخذ الإيمانَ حِصنا
فتدبرنا وقلنا:إنه حكم جزاء
ومن الله عطاء
حكمة الأقدار تمضي
إنها من أمر ربي ...لو يقدر أو يشاء
فتراجعنا وقلنا: إنها حكم جزاء ..ومن الله قضاء
المفضلات