الفرق بين الآيتين في سورة الفرقان:

(
إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحيمًا (70))

و (
وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71))

في عموم القرآن إذا كان السياق في العمل يقول (عملاً صالحاً).

ننظر إلى السؤال وإلى السياق الذي وردت فيه الآيات: (
إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحيمًا)

السيئات هي أعمال غير صالحة والحسنة عمل صالح (
فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ) هذه أعمال سيئة وحسنة.

ثم يختم الآية (
وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحيمًا) غفور يغفر الأعمال السيئة.

نكمل الآية الأخرى (
وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا) هذا تائب أصلاً يتوب إلى الله متابًا وليس هناك عمل

في الآية الأولى الله تعالى يتكلم عن العمل يبدل سيئاتهم حسنات (يبدلها، يغيرها)، هذه أعمال سيئة وأعمال حسنة وكان الله غفورًا رحيمًا يغفر لهم الأعمال السيئة.

أما في الآية الثانية ليست في ذلك وإنما في التائب (
فإنه يتوب إلى الله متابًا) تلك في العمل: سيئات وحسنات وغفران للعمل وهذه في التائب

ولذلك لما كان السياق في العمل قال عملاً صالحًا ولما كان السياق في التائب لم يكررها وقال عمل صالحًا (
تاب وعمل صالحًا).

إذن لما يكون السياق في العمل يقول عملاً صالحًا كما في آخر سورة الكهف أيضًا (
مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا (110))

لأنه تكلم عن الأشخاص الذين يعملون أعمالاً سيئة ويكون السياق في الأعمال (
قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103)
( الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104))

والسورة أصلاً بدأت بالعمل (
وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2)).

فمع العمل يقول عملاً أما مع التائب فلا يذكرها فإذا قال خارج القرآن (ومن تاب وعمل عملاً صالحاً) هذا يسموه التوكيد وبيان النوع.

(د.فاضل السامرائي)