أيام غريبة تمر بي، ولا أعلم لها تفسيرًا
تارة الحرارة تكاد تزهق مقدرة صدري على التحمل
وتارة البرد يمنعني النوم بل يمنعني حتى الوقوف
لم أشعر يومًا بمثل هذا الضعف والانهيار
والدواء هذه الأيام لا يختلف في شيء عن الهواء!
الطبيب يهز رأسه عجبًا مما يراه واستنكارًا
بين الوعي واللاوعي أنا الآن أحيا هذه الأيام
أكون في حيويتي على تهالكها، فأغيب عن الوعي بغتة ساعات طوال!
أستيقظ خلالها لحظات معدودات، فقط لأشعر بالغليان الناري في جسدي
وأكون متعبًا متهالكًا تغمض عيني رغمًا عني، لتفتح نفسها وأنهض عاجزًا عن الاسترخاء!
الالتهاب أرهق حلقي وحنجرتي وأوتاري الصوتية في آن واحد
البلع بات أمرًا مستحيلًا، وإعجازًا نادرًا
حبة الدواء تنزل مع قطرات الماء القليلة، مسببة آلامًا لا تحتملها سنواتي الأربعون
الدموع تسيل من عينيَّ رغمًا عنهما
وأفهم ذلك وأتفهمه، وأنا في قمة آلامي الجسدية
لكني لا أستوعب سببه، إذ يحصل بعد هدوء الألم نسبيًا على أثر الأدوية المسكِّنَة!
ما سبب هذه الدموع التي تحرق عينيَّ وتكاد تلهب وجهي بأكمله لحرارتها وقسوتها؟
فأين أنا من نفسي؟
أين أنا من صحتي ونشاطي؟
أرهقني الشعور بالعجز التام، وأنني لا أستطيع القيام بالتدريس
ربما يفرح الطلاب لغياب أستاذهم _ وهذا حقهم _ لكني أتمنى ألا تطول فرحتهم هذه كثيرًا، وهذا _ على ما أظن _ حقي!
أين أنا يا أنا؟
وإن كانت أنا نفسها لا تجد إجابة ما تحاول إقناعي بها
فمن يا تراه لهذه الإجابة واجدًا؟
من؟ ومتى؟
(عمر قزيحة: 12/3/2019م: الساعة: 18:56 دقيقة مساء)
المفضلات