أيامي المطبخية

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 20 من 40

الموضوع: أيامي المطبخية

العرض المتطور

  1. #1


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,309
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: أيامي المطبخية

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الأخت المملَّحَة



    وما زلْتُ (أبدع) في مواهبي المطبخية كل الإبداع، مهما تغيرت الظروف وتناقضت! ولا أبالغ في ما أقول طبعًا، وسأثبت لكم ذلك، إذ (ملَّحْتُ) أختي حينما كنت أحب السكر كل المحبة، كما أنني (ملَّحْتُها) بعد ذلك بسنوات طوال، وأنا أكره السكر كرهًا شديدًا!
    في ذلك اليوم، من العام 1988م، وكان عمري، آنذاك، يقترب من السنوات التسع، قرَّرَت أختي، الضحية المعتادة لإبداعاتي المطبخية، أنها ستصنع لنا (البوظة) بنفسها، وستكون أطيب بوظة وألذها على الإطلاق، وربما نرفض أن نأكل البوظة من بعد ذلك، ما لم تكن من صناعتها هي، (هكذا تقول بكل تواضع)! طبعًا، قالت لنا أختي ذلك، وهي تدير عينيها في ما بيننا بفخر، وكأنها (أنجزت) ما تريده، وحصلت على النتيجة المبتغاة فعلًا، مع أنها لم تفعل شيئًا بعد، وارتفعت الهتافات السعيدة التي تهتف بأختي وحياتها، على غرار (تعيش، تعيش، تعيش)، وكان على أختي أن تنفذ وعدها، وإلا!
    ولم تكذب (المسكينة) خبرًا، ما كادت حماسة تلقي بشارتها الرائعة هذه لنا تخفت، حتى انطلقت إلى المطبخ، لتعمل بأصابعها السحرية على تنفيذ ما تريده، واستغرقت في عملها، وهي لا تعلم أن عينين متلهفتين تراقبانها، وترصدان حركاتها في صناعة البوظة، وصاحبها يجري في ذهنه عملية تقييم شاملة لما تفعله أخته، ليحكم عليها بالفشل الأكيد، إذ لم تضع كمية (كافية) من السكر في الخلطة التي تقوم بإعدادها، بل اكتفَتْ بملعقة صغيرة جدًا منه، والسكر بالنسبة إلى هذا المراقب حياة ثانية من الفرحة والسعادة، وحتى فنجان الشاي الصغير يجب أن يحتوي من السكر على ما يقارب نصفه أو ثلاثة أرباعه، وبالتالي لا بد من تصحيح الخطأ، وبأسرع وقت ممكن!
    وطبعًا لا داعي لإخباركم باسم هذا المراقب، أعتقد، مجرد اعتقاد، أنكم قد عرفتموه! المشكلة الحقيقية أن أختي تحمست فعلًا لعملها، وبالتالي لا يمكن أن نعتمد عليها في شيء! ستبقى تعمل في خلطتها السخيفة هذه، ولن تتركها حتى تنتهي، وكان لا بد من (الحيلة) لإبعادها من المطبخ، وبكل حماسة اندفعت نحوها أهتف بانفعال شديد: (أسرعي، أسرعي، إنهم يريدونكِ، الهاتف يرن)، وأسرعت أختي فعلًا لِتَرُدَّ على الهاتف، مع أنه لم يكن عندنا أي هاتف آنذاك، ولم نكن نحلم بوجوده، لا الهاتف المحمول ولا الهاتف الأرضي.
    وإلى الآن، وقد مضت إحدى وثلاثون سنة، لا أدري كيف وقعت أختي في هذا الفخ الغريب! كنت أدرك، آنذاك، أن الوقت أمامي قليل جدًا، وأنني سأرى أختي عائدة إلى المطبخ خلال ثوانٍ، وهي تصرخ في وجهي لهذا المقلب، فحملت علبة السكر، وأفرغتها بالكامل تقريبًا في الخلطة، وانطلقت مسرعًا لأختبئ، وأنا أسمع صراخ أختي الهدار، بعد أن (فهمت) أخيرًا أنه لا يوجد في بيتنا هاتف، وبالتالي يستحيل أن يطلبها أحد عبر الهاتف!
    ولم أتمالك نفسي من إطلاق الضحكات الشامتة، والتي أعتقد أنها رَجَّتْ البيت ودوَّت في أذني أختي مثل القنابل، وسمعتها، من حيث أختبئ، تتمتم بأمثال وحِكَم، ربما من وزن (العقل زينة والمجانين بالدزينة)! و(الله يجيرنا نحن البنات من عقول الصبيان)! وليتكِ تخبرينني، يا عزيزتي، أين كانت هذه الزينة العقلية التي تتحدثين عنها، وأنتِ تركضين بلا وعي لتجيبي نداء هاتف غير موجود! أما أنا فإن عقلي شغال وبقوة، رغم أنني أصغركِ سنًا، لأنني أقوم بتصحيح أخطائكِ لتقدمي بوظة طيبة، يشكركِ الناس بفضل طعمها الطيب!
    تابعت أختي عملها بحماستها المعتادة، لكني لم أتابع مراقبتها، لقد أدَّيْتُ واجبي، وانتهى الأمر، فانسحبتُ مرتاح الضمير إلى غرفتي لأرتاح، ومرَّت ساعات طوال، ثم ارتفع صوت أختي تهتف بسعاة غامرة: (تجمدت البوظة تجمدت، تجمدت البوظة تجمدت، إلى البوظة، هياااااااا)!
    تركت غرفتي لأتجه أنا وإخوتي نحو غرفة الجلوس، وهتافاتهم السعيدة ترتفع مرة أخرى، ودوَّت (تعيش، تعيش، تعيش) بقوة، وعادت أختي تقول فَرِحةً جَذِلةً: (ستأكلون البوظة المميزة الآن)، وارتفعت الهتافات السعيدة مرة ثالثة، ولكني لم أشارك في شيء، كنت أشعر بالسعادة نعم، لكني كنت في تلك الآونة شديد التواضع، لذا لم أعلن عن نفسي، ولم أتكلم عن إبداعي، انسحبت إلى غرفتي مرة أخرى، وقد اتخذت قرارًا (نبيلًا)، سأنسب الفضل كله إلى أختي، وذلك جبرًا بخواطرها، و...
    _ أووووووووع! ياااااااااااااااء! آآآآآآآآآآآآآآآء!
    انطلقت تلك الأصوات بغتة، وأحسست بإخوتي يركضون في كل اتجاه، وأصوات مثل التقيؤ تتردد، ما سبب لي شعورًا بالاستنكار، فأنا واثق كل الثقة مما قدَّمْتُه، لكن هل ارتكبت أختي خطأ غبيًا وهي تتابع عملها؟ ليتني راقبتها حتى النهاية إذًا!
    _ أين أنتِ؟
    _ تعالي إلى هنا حالًا يا (...)!
    _ ما هذا أيتها الحمقاء؟
    _ هل تمزحين معنا؟
    _ ستأكلين ورغمًا عن أنفكِ!
    الله المستعان فعلًا، يبدو أن إخوتي لا يعرفون (طعمة فمهم)، ولا يستحقون ما قدَّمْتُه لهم من (المعروف)، ويا له من منظر مؤثر فعلًا! لقد أمسكوا بأختي (التعيسة)، وملأوا ملعقة كبيرة من البوظة بضعف ما تحتمله، وأدخلوها فم أختي ليطعموها إياها رغمًا عنها، وتنطلق صرخة المسكينة مدوية، تحمل كل معاني القرف والاشمئزاز، وتسرع إلى المغسلة لتفرغ ما في فمها، وصوت ذلك يصل إليَّ واضحًا، وأخي يسألها غاضبًا: (من أين أتيتِ بهذا الذكاء؟ من يضع هذا الـ... مع البوظة؟ أتظنين أنكِ تصنعين لنا بوظة على نكهة طعمة البحر مثلًا)؟ ولا أعلم هل أرادت أختي الرد أم لا، إذ تابع أخي بلهجته الغاضبة ذاتها: (وسنفترض أنكِ جُنِنْتِ وفعلتِها، هل من الضروري أن تضعي لنا كل هذا الملح يا بنت)؟
    شعرتُ بالغيظ هنا، ووجدتُ نفسي أندفع نحو إخوتي _ وكانت أختي المسكينة قد عاودت الانضمام إليهم _ هاتفًا بهم بغضب شديد: (ألا تعرفون طعمة أفواهكم يا أغبياء)؟ _ بدا الامتنان على وجه أختي هنا_ (يا ضياع المعروف معكم)! _ كادت عينا أختي تدمعان هنا تأثرًا _ (كل هذا السكر الذي وضعتُه لكم، وتقولون الآن إنه ملح؟! يبدو أنكم قادمون من المريخ بحق)! أعتقد أن أختي أصيبَتْ بصدمة كهربائية! صحيح أن أعين إخوتي جميعًا اتسعت دهشة لهذا الاعتراف الخطير، لكن أختي انتفضت بعنف، وشعرت بالنيران تندلع في عينيها من دون مبالغة، فأسرعت أحاول التصحيح: (أقصد الذي وضعَتْه لكم، هي وضعَتْه لكم، ولكن)... وارتفع صوت أختي هنا صارخة بصوت ربما لا يستطيع طرزان شخصيًا تقليده (مع أننا لم نكن نعرف هذا الطرزان آنذاك)، وانقضت أختي عليَّ صارخة مثل الوحوش: (كدت أتحول إلى سمكة مملحة بسببك، سترى الآن)!
    هربْتُ بأقصى ما تستطيعه قدماي، وأنا أفكر في مدى قلة التركيز في ذهن أختي! ما معنى أنني سأرى (الآن)؟ هل تظنني أعمى لا يرى، وعلمَتْ أنني سأرى الآن؟ لكنْ، لم يكن هناك وقت لسؤالها، وصوت خطواتها يتردد بعنف شديد خلفي، دخلت غرفتي وأغلقت الباب، ولكن...
    ارتد الباب نحوي بعنف، ودخلت أختي، وفي يدها العصا الغليظة التي يتكئ عليها والدي أحيانًا، اتسعت عيناي هنا من المفاجأة غير المتوقعة، وأختي تعيد إغلاق الباب، وتهوي بالعصا بعنف شديد، ولا أعلم لماذا شعرتُ بحرارة فظيعة في ساعدي وقتها، ودهشتْ لذلك، فالطقس معتدل، غير أن أكثر ما أثار الدهشة أن الباب نفسه صرخ بصوت متألم: (آآآآآآآآي)!! شعرتُ بالتعاطف مع الباب، لكن العصا ارتفعت مرارًا وتكرارًا، وانطلقت صرخات الباب المسكينة، وأنا أشعر كأن عظامي باتت في فرن مشتعل، والآلام تنبعث في جسدي هائلة، ولا أعرف سبب ذلك!
    مرت الأيام والسنوات تباعًا، وتدريجيًا كرهت السكر _ ولا علاقة لهذا بحادثة أختي هذه _ وأخذت أشرب الشاي من دونه نهائيًا، مستطيبًا طعمه اللذيذ، ولأنني أكره السكر ولا أستخدمه، حصلت تلك الحادثة، في العام 2007م، أي بعد حوالي تسع عشرة سنة من حادثة تمليح أختي بالبوظة التي قمْتُ بــ(تصحيح) إعدادها لها في طفولتنا
    كانت أختي، كلما دخلت البيت تسرع لِتُعِدَّ لي كوب الشاي المفضل عندي، بزجاج شفاف ومن دون سكر، وفعل (دخلت) يشملنا معًا، كلما (دخلْتُ) أنا، وهي حاضرة، أو كلما (دخلَتْ) هي، وأنا حاضر، وفي ذلك اليوم كنتُ راجعًا من التعليم، ونزلتُ عند أهلي، وقامت أختي كعادتها، فهتفت بها أن تبقى مكانها، وأنا (شخصيًا) من سأقوم بإعداد الشاي لها، ولا أعلم لماذا ظهر الامتعاض على وجهها! يجب أن تقبِّل يديها عرفانًا وامتنانًا، فهي ستتذوق الشاي (المميز) الذي كنت أشتهر بإعداده لنفسي حينما لا أطيق صبرًا على رجوعها، ولم يتذوقه أحد من أهلي وأعاد التذوق مرة ثانية بعدها، لكن ربما لأن طعمته المذهلة تجعلهم يشبعون الشاي الخاص بي إلى آخر عمرهم!
    وأختي هذه تحديدًا لم يسبق لها تذوقه من قبل قط، وآن أوان رد الجميل لها الآن، وتجاهلت تمتماتها المذعورة: (كوسا)، (متبل)، (زيت)، (نعناع)، موقنًا أنها أصيبَتْ بنوبة هذيان فظيعة، لأنها لم تحتمل هذا (الحنان) المفاجئ مني، يا لها من مسكينة! تفتقد الحنان ولا تقول؟ سأحِنُّ عليها دائمًا بعد الآن!
    وبكل حماسة، وامتنان، انطلقتُ نحو المطبخ، ولا أعرف لماذا وقعتْ ثلاثة طناجر كانت على حرف المجلى أرضًا، مع أنني لم ألمسها (هكذا أعتقد)، واخترت الركوة التي أريد إعداد الشاي بها، متجاهلًا سقوط (زميلتين) لها كذلك، وقمت بغلي الماء جيدًا، ولأن أختي تحب السكر، وضعتُ لها كمية جيدة في الكوب الكبير، ولم أحركه جيدًا، لأنني أعلم أن من يحبون السكر زيادة عن اللزوم، يفرحون إن رأوا بعضًا منه لم يَذُبْ تمامًا، ويتناولونه بالملعقة بعد انتهائهم من شرب الشاي.
    وما إن انتهى إعداد هذا الشاي، حتى أسرعت بالكوب إلى أختي، والتي أرادت أن تشرب كعادتها، تتناول جرعة منه، وتضعه جانبًا حتى تخف سخونته قليلًا وتتابع شربه، وكنت مترقبًا متلهفًا إلى سماع رأيها في (شايي) الذي أقوم بإعداده بطريقتي التي لا أبوح بسرها لأحد، ولم تخيب أختي نظرتي فيها، تناولتْ مباشرة رشفة من الشاي، ولسان حالي يقول لي بفخر شديد:
    أنا الذي هرب الأعمى من شايي ___ وأفحمَتْ محتوياتُه من به صمَمُ!

    _ نياااااااااااااااااوو!!
    ما هذا؟ هل تحولت أختي قطة فجأة؟ ماذا يحصل يا ترى؟ أختي تضع يدها على فمها، وصوت آخر ينطلق، يتردد صداه في الغرفة: (أووووووووووه)! بكل الألم الماحق، فهتفت بها مستنكرًا: (عيب عليكِ! إلى هذا الحد تشعرين أنكِ "مشحوتة" على الشاي؟ اشربي قليلًا قليلًا! صحيح أنني أنا من قمتُ بإعداد الشاي، ولكن)...
    قاطعني صوتها مرة أخرى يتردد: (أووووووووووه)! وأختي تسرع نحو المغسلة، وعيناها تدوران في مكانهما، وأنا أهتف بها، داعيًا إياها ألا تكون (قليلة ذوق) إلى هذا الحد مرة أخرى، وأن تشرب بالتدريج، كي لا تضيع من فمها طعمة (أطيب شاي) في الكرة الأرضية كلها، وأن...
    وخرجت أختي من الحمام، وأخذت تنظر إليَّ كأنها قد أصبحَتْ (تمثال الحرية) الجديد، فقلت لها واعظًا: (اشربي متمهلة المرة المقبلة، من المؤكد أن لسانكِ قد احترق من الجرعة الهائلة التي تناولتِها بكل شراهة، استحي على دمكِ)! وصرخت أختي كأنها ريح هدارة: (أتضع لي الملح في الشاي يا أخي؟ آآآآآآآآه)؟ ومع أنني لم أفهم ماذا تقصد بادئ الأمر، فأنا أشرب الشاي من دون سكر، فكيف أضع الملح لأختي؟ الإجابة المنطقية (الوحيدة) هنا أنني أخذت علبة الملح، ودلقت منها تلك الكمية في كوب أختي، ولكني لا أُلام، فأنا لا أعرف أين تضع أمي السكر أساسًا!
    أردت أن أشرح لأختي هذه النظرية وتلك الفرضية، لتزيد معلوماتها (العلمية) لكنها لم تمهلني ولا ثانية، فهتفت متحمسًا: (أتريدين أي شيء مني يا مامااااااااااا)؟ وطبعًا الـ(ما) الثانية في كلمة (ماما) مددتها طويلًا، وأنا أسرع نحو باب المنزل لأفِرَّ بروحي المسكينة، وأسنان أختي تهدف إلى انتزاع ذراعي من مكانها! فتحت الباب وألقيت بنفسي خارجًا، وإن كنت لم أنجح في تفادي أسنان أختي تمامًا قبل ذلك، لكن على الأقل خففتُ كثيرًا من الضرر الذي كان يمكن أن يقع، ولم أهرب لأنني أخاف العض، بل لأنني فم أختي مليء بالملح، وأنا لا أحب أن أملح ذراعي، فقط لأجل ذلك، (لا) تصدقوني!


    انتهت حكاية اليوم...
    لكن لا بد من أذكر لكم مقصد أختي من (الكوسا) و(المتبل) و(الزيت) و(النعناع) يومًا ما...
    ولا بد كذلك من الرجوع زمانيًا إلى عام 1994م، أيام كانت لي مساعدة (قيمة) لأختي المتزوجة حديثًا، أدت إلى تعانق ثلاث أخواتي لي، بمنتهى الحنان، ومن أعينهن تسيل دموع الامتنان...
    تابعوا معنا.



    عمر قزيحة: 15_6_2019م: الساعة: 12:50 دقيقة ليلًا.


  2. #2

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,485
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: أيامي المطبخية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أ. عمر مشاهدة المشاركة
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الأخت المملَّحَة!




    وما زلْتُ (أبدع) في مواهبي المطبخية كل الإبداع، مهما تغيرت الظروف وتناقضت! ولا أبالغ في ما أقول طبعًا، وسأثبت لكم ذلك، إذ (ملَّحْتُ) أختي حينما كنت أحب السكر كل المحبة، كما أنني (ملَّحْتُها) بعد ذلك بسنوات طوال، وأنا أكره السكر كرهًا شديدًا!
    في ذلك اليوم، من العام 1988م، وكان عمري، آنذاك، يقترب من السنوات التسع، قرَّرَت أختي، الضحية المعتادة لإبداعاتي المطبخية، أنها ستصنع لنا (البوظة) بنفسها، وستكون أطيب بوظة وألذها على الإطلاق، وربما نرفض أن نأكل البوظة من بعد ذلك، ما لم تكن من صناعتها هي، (هكذا تقول بكل تواضع)! طبعًا، قالت لنا أختي ذلك، وهي تدير عينيها في ما بيننا بفخر، وكأنها (أنجزت) ما تريده، وحصلت على النتيجة المبتغاة فعلًا، مع أنها لم تفعل شيئًا بعد، وارتفعت الهتافات السعيدة التي تهتف بأختي وحياتها، على غرار (تعيش، تعيش، تعيش)، وكان على أختي أن تنفذ وعدها، وإلا!
    ولم تكذب (المسكينة) خبرًا، ما كادت حماسة تلقي بشارتها الرائعة هذه لنا تخفت، حتى انطلقت إلى المطبخ، لتعمل بأصابعها السحرية على تنفيذ ما تريده، واستغرقت في عملها، وهي لا تعلم أن عينين متلهفتين تراقبانها، وترصدان حركاتها في صناعة البوظة، وصاحبها يجري في ذهنه عملية تقييم شاملة لما تفعله أخته، ليحكم عليها بالفشل الأكيد، إذ لم تضع كمية (كافية) من السكر في الخلطة التي تقوم بإعدادها، بل اكتفَتْ بملعقة صغيرة جدًا منه، والسكر بالنسبة إلى هذا المراقب حياة ثانية من الفرحة والسعادة، وحتى فنجان الشاي الصغير يجب أن يحتوي من السكر على ما يقارب نصفه أو ثلاثة أرباعه، وبالتالي لا بد من تصحيح الخطأ، وبأسرع وقت ممكن!
    وطبعًا لا داعي لإخباركم باسم هذا المراقب، أعتقد، مجرد اعتقاد، أنكم قد عرفتموه! المشكلة الحقيقية أن أختي تحمست فعلًا لعملها، وبالتالي لا يمكن أن نعتمد عليها في شيء! ستبقى تعمل في خلطتها السخيفة هذه، ولن تتركها حتى تنتهي، وكان لا بد من (الحيلة) لإبعادها من المطبخ، وبكل حماسة اندفعت نحوها أهتف بانفعال شديد: (أسرعي، أسرعي، إنهم يريدونكِ، الهاتف يرن)، وأسرعت أختي فعلًا لِتَرُدَّ على الهاتف، مع أنه لم يكن عندنا أي هاتف آنذاك، ولم نكن نحلم بوجوده، لا الهاتف المحمول ولا الهاتف الأرضي.
    وإلى الآن، وقد مضت إحدى وثلاثون سنة، لا أدري كيف وقعت أختي في هذا الفخ الغريب! كنت أدرك، آنذاك، أن الوقت أمامي قليل جدًا، وأنني سأرى أختي عائدة إلى المطبخ خلال ثوانٍ، وهي تصرخ في وجهي لهذا المقلب، فحملت علبة السكر، وأفرغتها بالكامل تقريبًا في الخلطة، وانطلقت مسرعًا لأختبئ، وأنا أسمع صراخ أختي الهدار، بعد أن (فهمت) أخيرًا أنه لا يوجد في بيتنا هاتف، وبالتالي يستحيل أن يطلبها أحد عبر الهاتف!
    ولم أتمالك نفسي من إطلاق الضحكات الشامتة، والتي أعتقد أنها رَجَّتْ البيت ودوَّت في أذني أختي مثل القنابل، وسمعتها، من حيث أختبئ، تتمتم بأمثال وحِكَم، ربما من وزن (العقل زينة والمجانين بالدزينة)! و(الله يجيرنا نحن البنات من عقول الصبيان)! وليتكِ تخبرينني، يا عزيزتي، أين كانت هذه الزينة العقلية التي تتحدثين عنها، وأنتِ تركضين بلا وعي لتجيبي نداء هاتف غير موجود! أما أنا فإن عقلي شغال وبقوة، رغم أنني أصغركِ سنًا، لأنني أقوم بتصحيح أخطائكِ لتقدمي بوظة طيبة، يشكركِ الناس بفضل طعمها الطيب!
    تابعت أختي عملها بحماستها المعتادة، لكني لم أتابع مراقبتها، لقد أدَّيْتُ واجبي، وانتهى الأمر، فانسحبتُ مرتاح الضمير إلى غرفتي لأرتاح، ومرَّت ساعات طوال، ثم ارتفع صوت أختي تهتف بسعاة غامرة: (تجمدت البوظة تجمدت، تجمدت البوظة تجمدت، إلى البوظة، هياااااااا)!
    تركت غرفتي لأتجه أنا وإخوتي نحو غرفة الجلوس، وهتافاتهم السعيدة ترتفع مرة أخرى، ودوَّت (تعيش، تعيش، تعيش) بقوة، وعادت أختي تقول فَرِحةً جَذِلةً: (ستأكلون البوظة المميزة الآن)، وارتفعت الهتافات السعيدة مرة ثالثة، ولكني لم أشارك في شيء، كنت أشعر بالسعادة نعم، لكني كنت في تلك الآونة شديد التواضع، لذا لم أعلن عن نفسي، ولم أتكلم عن إبداعي، انسحبت إلى غرفتي مرة أخرى، وقد اتخذت قرارًا (نبيلًا)، سأنسب الفضل كله إلى أختي، وذلك جبرًا بخواطرها، و...
    _ أووووووووع! ياااااااااااااااء! آآآآآآآآآآآآآآآء!
    انطلقت تلك الأصوات بغتة، وأحسست بإخوتي يركضون في كل اتجاه، وأصوات مثل التقيؤ تتردد، ما سبب لي شعورًا بالاستنكار، فأنا واثق كل الثقة مما قدَّمْتُه، لكن هل ارتكبت أختي خطأ غبيًا وهي تتابع عملها؟ ليتني راقبتها حتى النهاية إذًا!
    _ أين أنتِ؟
    _ تعالي إلى هنا حالًا يا (...)!
    _ ما هذا أيتها الحمقاء؟
    _ هل تمزحين معنا؟
    _ ستأكلين ورغمًا عن أنفكِ!
    الله المستعان فعلًا، يبدو أن إخوتي لا يعرفون (طعمة فمهم)، ولا يستحقون ما قدَّمْتُه لهم من (المعروف)، ويا له من منظر مؤثر فعلًا! لقد أمسكوا بأختي (التعيسة)، وملأوا ملعقة كبيرة من البوظة بضعف ما تحتمله، وأدخلوها فم أختي ليطعموها إياها رغمًا عنها، وتنطلق صرخة المسكينة مدوية، تحمل كل معاني القرف والاشمئزاز، وتسرع إلى المغسلة لتفرغ ما في فمها، وصوت ذلك يصل إليَّ واضحًا، وأخي يسألها غاضبًا: (من أين أتيتِ بهذا الذكاء؟ من يضع هذا الـ... مع البوظة؟ أتظنين أنكِ تصنعين لنا بوظة على نكهة طعمة البحر مثلًا)؟ ولا أعلم هل أرادت أختي الرد أم لا، إذ تابع أخي بلهجته الغاضبة ذاتها: (وسنفترض أنكِ جُنِنْتِ وفعلتِها، هل من الضروري أن تضعي لنا كل هذا الملح يا بنت)؟
    شعرتُ بالغيظ هنا، ووجدتُ نفسي أندفع نحو إخوتي _ وكانت أختي المسكينة قد عاودت الانضمام إليهم _ هاتفًا بهم بغضب شديد: (ألا تعرفون طعمة أفواهكم يا أغبياء)؟ _ بدا الامتنان على وجه أختي هنا_ (يا ضياع المعروف معكم)! _ كادت عينا أختي تدمعان هنا تأثرًا _ (كل هذا السكر الذي وضعتُه لكم، وتقولون الآن إنه ملح؟! يبدو أنكم قادمون من المريخ بحق)! أعتقد أن أختي أصيبَتْ بصدمة كهربائية! صحيح أن أعين إخوتي جميعًا اتسعت دهشة لهذا الاعتراف الخطير، لكن أختي انتفضت بعنف، وشعرت بالنيران تندلع في عينيها من دون مبالغة، فأسرعت أحاول التصحيح: (أقصد الذي وضعَتْه لكم، هي وضعَتْه لكم، ولكن)... وارتفع صوت أختي هنا صارخة بصوت ربما لا يستطيع طرزان شخصيًا تقليده (مع أننا لم نكن نعرف هذا الطرزان آنذاك)، وانقضت أختي عليَّ صارخة مثل الوحوش: (كدت أتحول إلى سمكة مملحة بسببك، سترى الآن)!
    هربْتُ بأقصى ما تستطيعه قدماي، وأنا أفكر في مدى قلة التركيز في ذهن أختي! ما معنى أنني سأرى (الآن)؟ هل تظنني أعمى لا يرى، وعلمَتْ أنني سأرى الآن؟ لكنْ، لم يكن هناك وقت لسؤالها، وصوت خطواتها يتردد بعنف شديد خلفي، دخلت غرفتي وأغلقت الباب، ولكن...
    ارتد الباب نحوي بعنف، ودخلت أختي، وفي يدها العصا الغليظة التي يتكئ عليها والدي أحيانًا، اتسعت عيناي هنا من المفاجأة غير المتوقعة، وأختي تعيد إغلاق الباب، وتهوي بالعصا بعنف شديد، ولا أعلم لماذا شعرتُ بحرارة فظيعة في ساعدي وقتها، ودهشتْ لذلك، فالطقس معتدل، غير أن أكثر ما أثار الدهشة أن الباب نفسه صرخ بصوت متألم: (آآآآآآآآي)!! شعرتُ بالتعاطف مع الباب، لكن العصا ارتفعت مرارًا وتكرارًا، وانطلقت صرخات الباب المسكينة، وأنا أشعر كأن عظامي باتت في فرن مشتعل، والآلام تنبعث في جسدي هائلة، ولا أعرف سبب ذلك!
    مرت الأيام والسنوات تباعًا، وتدريجيًا كرهت السكر _ ولا علاقة لهذا بحادثة أختي هذه _ وأخذت أشرب الشاي من دونه نهائيًا، مستطيبًا طعمه اللذيذ، ولأنني أكره السكر ولا أستخدمه، حصلت تلك الحادثة، في العام 2007م، أي بعد حوالي تسع عشرة سنة من حادثة تمليح أختي بالبوظة التي قمْتُ بــ(تصحيح) إعدادها لها في طفولتنا
    كانت أختي، كلما دخلت البيت تسرع لِتُعِدَّ لي كوب الشاي المفضل عندي، بزجاج شفاف ومن دون سكر، وفعل (دخلت) يشملنا معًا، كلما (دخلْتُ) أنا، وهي حاضرة، أو كلما (دخلَتْ) هي، وأنا حاضر، وفي ذلك اليوم كنتُ راجعًا من التعليم، ونزلتُ عند أهلي، وقامت أختي كعادتها، فهتفت بها أن تبقى مكانها، وأنا (شخصيًا) من سأقوم بإعداد الشاي لها، ولا أعلم لماذا ظهر الامتعاض على وجهها! يجب أن تقبِّل يديها عرفانًا وامتنانًا، فهي ستتذوق الشاي (المميز) الذي كنت أشتهر بإعداده لنفسي حينما لا أطيق صبرًا على رجوعها، ولم يتذوقه أحد من أهلي وأعاد التذوق مرة ثانية بعدها، لكن ربما لأن طعمته المذهلة تجعلهم يشبعون الشاي الخاص بي إلى آخر عمرهم!
    وأختي هذه تحديدًا لم يسبق لها تذوقه من قبل قط، وآن أوان رد الجميل لها الآن، وتجاهلت تمتماتها المذعورة: (كوسا)، (متبل)، (زيت)، (نعناع)، موقنًا أنها أصيبَتْ بنوبة هذيان فظيعة، لأنها لم تحتمل هذا (الحنان) المفاجئ مني، يا لها من مسكينة! تفتقد الحنان ولا تقول؟ سأحِنُّ عليها دائمًا بعد الآن!
    وبكل حماسة، وامتنان، انطلقتُ نحو المطبخ، ولا أعرف لماذا وقعتْ ثلاثة طناجر كانت على حرف المجلى أرضًا، مع أنني لم ألمسها (هكذا أعتقد)، واخترت الركوة التي أريد إعداد الشاي بها، متجاهلًا سقوط (زميلتين) لها كذلك، وقمت بغلي الماء جيدًا، ولأن أختي تحب السكر، وضعتُ لها كمية جيدة في الكوب الكبير، ولم أحركه جيدًا، لأنني أعلم أن من يحبون السكر زيادة عن اللزوم، يفرحون إن رأوا بعضًا منه لم يَذُبْ تمامًا، ويتناولونه بالملعقة بعد انتهائهم من شرب الشاي.
    وما إن انتهى إعداد هذا الشاي، حتى أسرعت بالكوب إلى أختي، والتي أرادت أن تشرب كعادتها، تتناول جرعة منه، وتضعه جانبًا حتى تخف سخونته قليلًا وتتابع شربه، وكنت مترقبًا متلهفًا إلى سماع رأيها في (شايي) الذي أقوم بإعداده بطريقتي التي لا أبوح بسرها لأحد، ولم تخيب أختي نظرتي فيها، تناولتُ مباشرة رشفة من الشاي، ولسان حالي يقول لي بفخر شديد:
    أنا الذي هرب الأعمى من شايي ___ وأفحمَتْ محتوياتُه من به صمَمُ!

    _ نياااااااااااااااااوو!!
    ما هذا؟ هل تحولت أختي قطة فجأة؟ ماذا يحصل يا ترى؟ أختي تضع يدها على فمها، وصوت آخر ينطلق، يتردد صداه في الغرفة: (أووووووووووه)! بكل الألم الماحق، فهتفت بها مستنكرًا: (عيب عليكِ! إلى هذا الحد تشعرين أنكِ "مشحوتة" على الشاي؟ اشربي قليلًا قليلًا! صحيح أنني أنا من قمتُ بإعداد الشاي، ولكن)...
    قاطعني صوتها مرة أخرى يتردد: (أووووووووووه)! وأختي تسرع نحو المغسلة، وعيناها تدوران في مكانهما، وأنا أهتف بها، داعيًا إياها ألا تكون (قليلة ذوق) إلى هذا الحد مرة أخرى، وأن تشرب بالتدريج، كي لا تضيع من فمها طعمة (أطيب شاي) في الكرة الأرضية كلها، وأن...
    وخرجت أختي من الحمام، وأخذت تنظر إليَّ كأنها قد أصبحَتْ (تمثال الحرية) الجديد، فقلت لها واعظًا: (اشربي متمهلة المرة المقبلة، من المؤكد أن لسانكِ قد احترق من الجرعة الهائلة التي تناولتِها بكل شراهة، استحي على دمكِ)! وصرخت أختي كأنها ريح هدارة: (أتضع لي الملح في الشاي يا أخي؟ آآآآآآآآه)؟ ومع أنني لم أفهم ماذا تقصد بادئ الأمر، فأنا أشرب الشاي من دون سكر، فكيف أضع الملح لأختي؟ الإجابة المنطقية (الوحيدة) هنا أنني أخذت علبة الملح، ودلقت منها تلك الكمية في كوب أختي، ولكني لا أُلام، فأنا لا أعرف أين تضع أمي السكر أساسًا!
    أردت أن أشرح لأختي هذه النظرية وتلك الفرضية، لتزيد معلوماتها (العلمية) لكنها لم تمهلني ولا ثانية، فهتفت متحمسًا: (أتريدين أي شيء مني يا مامااااااااااا)؟ وطبعًا الـ(ما) الثانية في كلمة (ماما) مددتها طويلًا، وأنا أسرع نحو باب المنزل لأفِرَّ بروحي المسكينة، وأسنان أختي تهدف إلى انتزاع ذراعي من مكانها! فتحت الباب وألقيت بنفسي خارجًا، وإن كنت لم أنجح في تفادي أسنان أختي تمامًا قبل ذلك، لكن على الأقل خففتُ كثيرًا من الضرر الذي كان يمكن أن يقع، ولم أهرب لأنني أخاف العض، بل لأنني فم أختي مليء بالملح، وأنا لا أحب أن أملح ذراعي، فقط لأجل ذلك، (لا) تصدقوني!


    انتهت حكاية اليوم...
    لكن لا بد من أذكر لكم مقصد أختي من (الكوسا) و(المتبل) و(الزيت) و(النعناع) يومًا ما...
    ولا بد كذلك من الرجوع زمانيًا إلى عام 1994م، أيام كانت لي مساعدة (قيمة) لأختي المتزوجة حديثًا، أدت إلى تعانق ثلاث أخواتي لي، بمنتهى الحنان، ومن أعينهن تسيل دموع الامتنان...
    تابعوا معنا.



    عمر قزيحة: 15_6_2019م: الساعة: 12:50 دقيقة ليلًا.


    أضحك الله سنّك أستاذ ضحكتُ حتى الثمالة
    رهيبة فعلا مشاكستك
    والله عن تجربة أستاذ ،في مالذي جعل أختك الفاضلة الطيبة تصغي إليك والحال أنه لاوجود لهاتف في المنزل عن تجربة منذ عامين والدتي ذهبت إلى كندا عند أخي سافرت قبل أسبوع من شهر رمضان وتركت في المنزل ذكورا أنا وأخي الأصغر ووالدي وكنت أنا من أطبخ؛ الشاهد أن عندما أدخل للمطبخ وأبدأ في إعداد الوصفات أحس أن عقلي يغيب لشدة المسؤولية فيحدث أن أضع علبة الملح في الثلاجة ثم أبحث عنها ولا أجدها هناك نواميس أخرى في المطبخ ..فمابالك بأختك الفاضلة وهي في عمرها الصغير
    نحن نقول في تونس الإنسان يِتْمَهْمش يعني
    يضطرب فهذا تحليلي البسيط قد أكون مخطئا


    طرائف ومُلح مستظرفة مرآة لصاحبها الجميل الأنيق المشاكس اللطيف
    دائما تُمتعنا بحديث الذكريات والزمن الجميل
    حفظك الباري أستاذ

  3. #3


    تاريخ التسجيل
    Jul 2017
    المـشـــاركــات
    1,309
    الــــدولــــــــة
    لبنان
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: أيامي المطبخية

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Moroboshi Dai مشاهدة المشاركة

    أضحك الله سنّك أستاذ ضحكتُ حتى الثمالة
    رهيبة فعلا مشاكستك
    والله عن تجربة أستاذ ،في مالذي جعل أختك الفاضلة الطيبة تصغي إليك والحال أنه لاوجود لهاتف في المنزل عن تجربة منذ عامين والدتي ذهبت إلى كندا عند أخي سافرت قبل أسبوع من شهر رمضان وتركت في المنزل ذكورا أنا وأخي الأصغر ووالدي وكنت أنا من أطبخ؛ الشاهد أن عندما أدخل للمطبخ وأبدأ في إعداد الوصفات أحس أن عقلي يغيب لشدة المسؤولية فيحدث أن أضع علبة الملح في الثلاجة ثم أبحث عنها ولا أجدها هناك نواميس أخرى في المطبخ ..فمابالك بأختك الفاضلة وهي في عمرها الصغير
    نحن نقول في تونس الإنسان يِتْمَهْمش يعني
    يضطرب فهذا تحليلي البسيط قد أكون مخطئا


    طرائف ومُلح مستظرفة مرآة لصاحبها الجميل الأنيق المشاكس اللطيف
    دائما تُمتعنا بحديث الذكريات والزمن الجميل
    حفظك الباري أستاذ
    أدام الله الابتسامة لك.
    وحفظ لك أهلك بكل الخير
    (يِتْمَهْمَش) مصطلح جديد سأضيفه إلى ما أتعلمه منك في اللغة التونسية
    وتحليلك موفق، وأتفق وإياك به، فهو منطقي جدًا
    حفظك الله تعالى للكلام الطيب، وأدامك بكل الود.

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...