وإليكم هذين النموذجين التوضيحيين حول الوصف الوجداني، وذلك لتمرين الطلاب لمن يحب ذلك:

نص: (الغد)
الغد شبح مبهم يتراءى للناظر من مكان بعيد، فربما كان ملكًا رحيمًا، وربما كان شيطانًا رجيمًا، بل ربما كان سحابة سوداء إذا هبت عليها ريح باردة حللت أجزاءها، وبعثرت ذراتها، فأصبحت كأنما هي عدم من الأعدام التي لم يسبقها وجود.
الغد بحر خضم زاخر يعب عبابه وتصطخب أمواجه، فما يدريك إن كان يحمل في جوفه الدر والجوهر، أو الموت الأحمر.
لقد غمض الغد عن العقول، ودق شخصه عن الأنظار، حتى لو أن إنسانًا رفع قدمه ليضعها في خروجه من باب قصره، لا يدري أيضعها على عتبة القصر أم على حافة القبر.
الغد صدر مملوء بالأسرار الغزار، تحوم حوله البصائر وتتسقطه العقول، وتستدرجه الأنظار، فلا يبوح بسر من أسراره، إلا إذا جاءت الصخرة بالماء الزلال.
كأني بالغد، وهو كامن في مكمنه، رابض في مجثمه، متلفع بفضل إزاره، ينظر إلى آمالنا وأمانينا نظرات الهزء والسخرية، ويبتسم ابتسامات الاستخفاف والازدراء.
مصطفى لطفي المنفلوطي _ كتاب النظرات.