حكاية إبريق الزيت اللبنانية:
نحن في لبنان نقول لمن يكرر كلامه بشكل ممل، أو يدور حول المعنى ذاته ولو لم يكرر الكلام: (عمل متل حكاية إبريق الزيت).
حكاية تتعلق بكنيسة تتبع إلى مار إلياس، أصاب البَلى عمرانها، فقام الكاهن في القداس، ليحكي قصة يرغِّب فيها الناس في التبرع، مسميًا إياها بحكاية إبريق الزيت، قال للناس إن المطر انحبس عن الأرض، وهلك كثير من الناس بسبب ذلك، وصدف أن مَرَّ مار إلياس بامرأة تجمع العيدان اليابسة، وطلب منها كسرة خبز، لكن المرأة قالت له إنها لا تملك سوى حفنة دقيق وقليل من الزيت في إبريق، وستخبز فطيرة لها ولابنها، ليأكلاها ثم يموتا، لكن مار إلياس بشرها بأن الدقيق لن يفرغ بعد ذلك، وإبريق الزيت لن ينقص أبدًا، على أن تصنع فطيرتها وتقسمها بينها وبين ابنها وبينه هو (مار إلياس)، وصدق مار إلياس في كلامه! وبعد هذه القصة قال الكاهن للناس، إن بيت مار إلياس _ أي الكنيسة _ صار قديمًا ولا يليق بشفيع القرية، وأعطوه مما عندكم من الزيت ليبارك خيرات بيوتكم ويكون صادقًا معكم كما صدق مع المرأة، فمضى كل رجل إلى بيته ليحضر ما يستطيع من الزيت (كان الزيت هو الناتج الأساسي في القرية)، لكن التبرع لم يكن كافيًا لبناء كنيسة جديدة، ومن هنا ظل الكاهن يكرر حكاية إبريق الزيت في كل قداس! ويحصل على تبرعات جديدة من الزيت، حتى وصل إلى هدفه... ومن هنا بات من يكرر كلامه نفسه أو معانيه أو حتى تصرفاته التي يتم تنبيهه إليها لكنه يظل يعيدها، يقال له: (مثل حكاية إبريق الزيت).

حكاية إبريق الزيت السورية:
في سوريا لدينا حكايتان لـ(مثل حكاية إبريق الزيت):

الحكاية الأولى تقول إن عائلة كان عندها إبريق زيت قديم، ولأن الجيران اشتروا إبريق زيت جديدًا، قررت هذه العائلة أن تفعل ذلك، من باب الغيرة، فكسرت إبريق الزيت القديم عندها، واشترت واحدًا جديدًا، لكن الزيت كان يرشح منه، فَرَمَتْه جانبًا واشترَت إبريقًا ثالثًا، لتجد أن الزيت يرشح منه كذلك، واستمر الأمر معها على هذا المنوال، تكسر ما لديها وتشتري الجديد، لكن من دون إفادة.

الحكاية الثانية وهي الأشهر، تقول إن حكاية إبريق الزيت أساسها نوع من نكاية الأم _ أو الجدة _ بالأطفال إذا لم يناموا بعد ما تحكي لهم قصة ما قبل النوم، وعندها تبدأ هذه النكاية في محاولة للتسبب لهم بالضجر كي يناموا:

_ ما بدكم أحكي لكم حكاية إبريق الزيت؟

_ بلى.
_ يعني أحكي لكم إياها أم لا أحكي لكم؟ ما بدكم أحكي لكم حكاية إبريق الزيت؟
(ويستمر الحوار نفسه بهذه الطريقة المكررة، حتى لو استسلم الأطفال):

_ ما بدكم أحكي لكم حكاية إبريق الزيت؟
_ لا.
_ يعني بدكم تناموا؟ وقبل ما تناموا، ما بدكم أحكي لكم حكاية إبريق الزيت؟
(ويبقى الأخذ والرد قائمًا حتى يضجر الأطفال نهائيًا، ويعلنوا أنهم سينامون)!