مساكم الله بالخير أهل مسومس وحياكم في هذه الأيام الفاضلة، وتحية لرواد أكاديمية الترجمة خاصةً. أما بعد:
فقد أرسل إلي أخٌ مترجم فاضل منذ نحو شهر، ترجمةً إنجليزية لكتاب (تعريف عام بدين الإسلام) للشيخ علي الطنطاوي رحمة الله عليه، ناصحًا إياي أن أستفيد منها.
ولا يخفى أن النظر في النصوص المترجمة، والتأمل فيها واستخلاص الفوائد منها أنفع بكثير من النظر في القواميس أو قراءة الكتب النظرية. فإذا أضفنا أن الكتاب العربي هو للأديب الفقيه صاحب القلم العذب الرشيق، وأن ترجمته مكتوبة بإنجليزية جيدة ليس فيها ركاكة أو تأثّر بالأصل العربي، فإن هذا الكتاب بنسختيه من المصادر النافعة لكل مترجم يريد أن يستزيد سواءً في الترجمة من الإنجليزية إلى العربية أو العكس.
حملني هذا على البدء في الكتاب والتأمل في العبارات وكيفية الترجمة والصياغة، والاستفادة من أسلوب النصين، غير أني تعبت من أمرين:
أولًا أني كنت أتنقل بين النوافذ عند كل جملة أو كل عبارة، وهذا أصابني بالملل.
ثانيًا أني كنت أسافر بعيني لأصل إلى المقابل العربي للفقرة الإنجليزية، أو المقابل الإنجليزي للفقرة العربية، إذ لم يكن ترتيب الصفحات -فضلًا عن الفقرات- متوافقًا في الكتابين وهذا أمر طبيعي.
ثم تذكرت أني تعلمت حديثًا برنامج إندزَيْن (InDesign) ورأيت فيه حلًّا لهذه المشكلة، ومن هنا جاءت فكرة هذا الموضوع.
كان الهدف الأساسي جعل النصين في ملف واحد، ومقابلة كل فقرة بأختها من النص الآخر، كي يسهل علي تتبع العبارة ومقابلها، ثم رأيت أن أنشر الملف لتعم الفائدة على المترجمين، خاصةً المبتدئين أمثالي.
فبهذا أضرب عصفورين بحجر، أتعلم البرنامج والترجمة معًا!
إن شاء الله أضع هنا كل فصل تباعًا بعد الفراغ من تنسيقه وتدقيق بعض الأخطاء، وأبدأ بمقدمة الكتاب.
ويجدر هنا أن أشير إلى أمور:
1- اعتمدت نسخة المكتبة الشاملة للنص العربي، وهي مطابقة لطبعة الكتاب، غير أنها كثيرة الأخطاء الإملائية، وشبه خالية من التشكيل، لذا عملي في هذه النسخة هو تصحيح الأخطاء الإملائية وضبط الهمزات ووضع الضروري من التشكيل (إلى جانب تنسيق النص)، وما سوى ذلك من ألفاظ الكاتب وأسلوبه لا أمسها بتعديل إلا ما كان من الأخطاء النحوية الواضحة التي لا تحتمل وجهًا آخر، وهي نادرة، والغالب أنها سهو من الكاتب رحمه الله.
2- النسخة الإنجليزية مفرَّغة آليًّا بتقنية OCR، ولا أراجع فيها إلا أول الفقرة وآخرها لأعرف مكانها ومقابلها في النسخة العربية، أي لا أراجع النص كله، فمن وجد خطأً طباعيًّا -الأرجح أنه سقط من التفريغ الآلي- فلينبهني مشكورًا.
أما النص العربي فأراجعه كلمةً كلمةً.
3- هذا الملف الثنائي يدعم البحث قطعًا.
1- بين يدي الكتاب (المقدمة)
الكتاب العربي وحده
الكتاب الإنجليزي وحده
أرجو أن يكون هذا العمل ذا فائدة مع أني على الحقيقة أضع النص العربي أمام الإنجليزي لا أكثر.
لا ننسى أن حقوق طبع الكتاب الأصلي محفوظة لدار المنارة.
وحقوق تصاميم الموضوع محفوظة للمصممة جواهر، فشكرًا لها.
من كان عنده اقتراح أو تنبيه فحياه الله، وشكرًا لحسن استماعكم.
المفضلات