ذائقة الموت

[ منتدى قلم الأعضاء ]


النتائج 1 إلى 20 من 24

الموضوع: ذائقة الموت

العرض المتطور

  1. #1

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,485
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ذائقة الموت


    (15)

    ذائقة الموت

    المشهد الأوّل

    على مايقرب عن خمسة أشهر من شهر أوت/أغسطس 2019 إلى شهر جانفي/يناير 2020 كان لي نسق كثيف،حثيث، أصلُ الّليل بالنّهار آملاً في العثور على بُقعة ضوء تحت هذه الشمس ، مسألة شخصية لي مُدة وأنا أسعى إليها جاهدًا أخذتُ بالأسباب وعملت كلّ ما في وسعي في سبيل تحقيقها لكن في كلّ مرّة أجد الأبواب مؤصدة وزاد في الطّين بلة أن تزامنت الأشهر الأخيرة بظهور جائحة "كوفيد 19" وباء بدء شيئا فشيئا ينتشر كالنّار في الهشيم على كامل أصقاع العالم وأخبار عن وفايات في كل أرض وصلها ووافق مع بداية سنة 2020 أن كانت بوادر أخبار سارة في الأُفق فتحت لي باب أمل غير تلك الأبواب التي أوصدت وكان الإنتظار بشغف عظيم و كانت الآمال كبيرة ومن المفترض أن تتحقق في آخر جانفي ثم بداية شهر فيفري ثم وسطه وآخره، وتلاه شهر مارس وكان الرّجاء كل الرّجاء في الأسبوع الأوّل غير أنّه لم يحدث شيء وبتصاعد وتيرة العدوى وكثرتها بسبب الوباء وتفاقم عدد الوفايات يوميّا من هنا وهناك حلّ الهلع في أنحاء المعمورة وأغلقت كل دولة حدودها برّا وجوّا وبحرا وبدأ العالم في حالة فريدة مُستجدّة دولة تبعتها أخرى في "الحجر الصحّي الشامل" الكل في المنزل لا للخروج ،،،الموت أقرب من شراك النعل!

    يتبع بمشيئة الرحمن




  2. #2

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,485
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ذائقة الموت


    (16)

    ذائقة الموت

    المشهد الثاني

    بعد مضي عشرة أيام من بداية شهر فيفري/فبراير 2020 بدأت أشعر بحرارة في الجسم لكنها داخلية
    كٌلّما ألمس الفراش أجده ساخنا أو حتى عندما أجلس على الأريكة
    تواصل الأمر كذلك، لم ألتفت لهذه الحالة فعقلي منشغل أيّما إنشغال بما أنتظر تحقيقه
    على أحرّ من الجمر

    مع بداية شهر مارس،و
    مع هذه الحالة ظهرت أعراض أخرى إحمرار في وجهي مباشرة تحت العينين تظهر تارة وتارة أخرى تغيب

    حتى أنّني
    أسأل بوجس بعض أقاربي فيطمّنوني بما أنني لا أحتمل الشمس وأشعتها مع بداية فصل الربيع فربما تكون حساسية لكن تشعّبت الأمور فأصبح الإحمرار في الخدّين كحُمرة الخجل ووصل إلى الأذنين كأنّي أرى دمًا سيتدفّق ويسيل ويخرج كطوفان عظيم كُلّ هذا تحت أعين الأهل والأقارب ومن يراني وأتحدّث معهم
    لا أحد لاحظ أو لمّا لاحظ تساءل ولا أوجس في نفسه خيفة !!!!!!!!،أمّا أنا صاحب الأعراض أشعر بأنّي لستُ بخير
    غير أنّ ذلك الأمر الذي شُغِلتُ به أنْسَاني الألَم الذي تفاقم يومًا إثر يومٍ


    يتبع بمشيئة الرحمن



  3. #3

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,485
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ذائقة الموت


    (17)

    ذائقة الموت

    المشهد الثالث

    إنتصف شهر مارس ومع فقدان الأمل لما أسعى إليه جاهدًا وهيهات ! إزداد الألم والإحمرار في الوجه والحرارة التي أشعر بها تُحيّرني،
    بما أن كلّ دولة من دول العالم تبيتُ مفزوعةً على وجلٍ ولا تدري ماذا تصنع
    وباء مستجد سلاح فتّاك فعّال أخافها وأقلق ليلها ونغّص نهارها وجعل أهلها مشرّدين أو يريدون أن يتشردّوا في أنحاء العالم كأنّما يريدون الفرار من الموت،جعل الله تبارك وتعالى من جُنده كائنًا حيّا هو أدقّ الكائنات الحيّة فيروس
    ("التاج" كوفيد 19) فيروس لا يُرى في الغالب إلّا إذا كُبّر ربع مليون مرّة ونصف مليون مرّة من أجل أن تراه العين المُجرّدة بالميكروسكوبات الدقيقة الحديثة التي تُكبّر هذا التكبير العظيم،
    أُغلقت بسببه الموانئ والمطارات والحدود البرّية وتُمنع بسببه الرِّحلات وتعطى لأجله الإجازات وأُنفقت من أجل الحياطة منه مليارات البليارات وهو لا يُرى ولا يُنظر ولا يدري أحدٌ من أين يأتيه و قد مسّني الضرُّ وأنا حينئذ كنت أعيش في عالم لوحدي خارج شبكة التغطية !!

    لم تكن لي المعلومات الشافية عن هذا الفيروس هذا المٌخيف المُفزع ،
    هذا العدو المُفضعُ خِلت لوهلة أنني -سلّمني الله وإياكم - قد أُصبت بهذا الفيروس

    يوم 16 مارس 2020 من باب التأدّب والخُلق ،قلت لوالدي أشعر بأنّني لستُ على مايرام سأذهب إلى الطبيب غدًا بحول الله،
    قال لي : إنتظرني يوم غد منتصف النّهار نذهب معا غير أنّه رجع إلى البيت مع آذان المغرب
    وكأني به نسي أمري وله الحق في ذلك فقد عشت دهرا في منزل جدّي أين نشأت وترعرت وعدت إلى منزله حديثًا
    فأصبح غيابي عن العائلة شيئا مألوفًا فكانت هذه البرودة!!!
    إتفّقنا من الغد صباحًا
    على أن نذهب إلى طبيب عام سوري الجنسيّة فرّ بجلده قديما حين كان حافظ الأسد رئيسا للجمهوريّة العربية السوريّة

    يوم 18 مارس 2020 ذهبنا للطبيب "خَلدون" باقتراح من والدي
    ، في تونس بدأنا في التباعد الجسدي بين أفراد العائلة وبين النّاس في حالة الخروج و غسل الأيدي بالماء والصابون أو تنظيف اليدين بفركهما بمُطهّر كحولي الكثير من المرّات في اليوم وإرتداء "اللثام" عند الخروج من المنزل وهي أصحُّ لغويَّا من"الكمّامة" كما وضّحها بعض أهل اللغة المعاصرين في الطريق بما أنّه ذهب في إعتقادي قد أكون مُصاب بالفيروس لحيرتي لما أنا فيه وتزامنا مع ظهور هذا الوباء وجهلي بأعراضه بسبب ماشٌغلت به دار حوار بيني وبين والدي حول هذا الأمر فبدأ يزوّدني بمعلومات ثم إستوقفني للتجربة عمليّا
    قال لي : خُذ نفسًا عميقًا هل تحس بوجع في صدرك؟
    قلت : لا
    قال : لا تقلق ..

    كان أحد المارّة متوقّفا ينتظر وسيلة نقل و كان يشاهد التجربة العمليّة والتنفّس،عندما
    إقتربنا منه قال: كورونا،كورونا!!وكم هم المتطفّلون عديمي الأخلاق في مجتمعنا،لولا إحترامًا لوالدي لرجعت لهذا اللُّكع ولرُبما وكزته وأنا في حالة لا يعلمها إلاّ الباري عزّ وجل

    يتبع بمشيئة الرحمن

  4. #4

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,485
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ذائقة الموت


    (18)


    ذائقة الموت

    المشهد الرّابع


    مُنذ زمن بعيد يعود إلى فترة الطفولةلم ألج عتبة باب عيادة الطبيب "خلدون"،لما دخلت العيادة عاد بي طيف الذّاكرة
    ،تقريبا لم يتغير شيء: البهو،قاعة الإستقبال،الجدران العتيقة،السقف،وكراسي "مُوديل" قديم! أمّا المرضى فكانوا كثر
    يومها الكل في قاعة الإستقبال رغم بعض التباعد ففي عيادات أخرى يدخل المرضى فُرادى ويستعملون المطهّر الكحولي ومن
    يسعل أو عنده كٌحة يعطونه اللّثام أو هذا القناع الواقي
    إنتظرت دوري طويلاً،كنت أشعر بالإختناق لقدم مبنى العيادة وظُلمتها المهم الحصول على المال أما العيادة فلما تبذير النقود ؟! المهم المضمون لا الشكل كذا لسان حال "خلدون" يقول

    أخيرًا حان دَوري، مايزال "خلدون" على لهجته السوريّة لم يتمكّن من إتقان اللهجة التونسيّة رغم أنّه يعيش فيها منذ أكثر من أربعين سنة ،مازال يتتعتع جملة فسيفسائيّة تونسيّة -سوريّة
    قاس لي ضغط الدم،ثم
    أخرجني من مكتبه إلى غرفة أخرى فيها آلة تصوير تشخيصي طبي
    قائمة كالخزانة تلصق بأحد أطرافها ثم يُطبق الطرف الآخر على جسمك قال "إرفع إيديك لفوق"،ثم عدنا إلى مكتبه قاس لي الحرارة ثم قال 37 وشويّييييية !أطال في كلمة شوية لخفظ التوتر الذي لاحظه
    عندي
    قال لابأس عليك وتحدّث معي قليلا ثم أمدنّي بوصفة دواء أحدهما إسمهُ Kela Vit energy أقراص غنيّة بالمعادن والفيتمينات
    و يُنصح به لمن يعاني من الضغط اليومي



    ثم قال لي كُل البرتقال!

    لامني بعض أبناء الجيران وصديق الطفولة لمّا قابلني في طريق العودة من عيادة الطبيب "خلدون" فـ"خلدون" مدرسة قديمة أكل عليها الدهر وشرب كيف أذهب
    إليه ؟!،دعا لي بالشفاء وأوصاني بطبيبين الطبيب فُلان أوّلا ثم الطبيب الآخر إذا ما استجد أمر ما ولا تعد لخلدون
    السباق ضد السّاعة ومراطون فاق الخمسة أشهر من الركض وراء أُمنية ، وبعض أشهر كنت صائمًا عن الطعام لا صوم نافلة وعبادة بل صوما لقلّة الوقت الذي أجده لنفسي في سبيل تحقيق ماأريد تحقيقه وغضبُ دخيلٌ على طبعي بدأ يخنقني والإكثار من إحتساء بعض أنواع القهوة السوداء القويّة لستُ من عُشّاقها وقلّة النوم من الأرق سبّب لي إرهاقا وإنهيار نفساني قوي
    إمتثلت لوصفة خلدون غير أن الأمر إزداد سوءً مع الدواء الذي لم يكن فعّالا معي لأن التشخيص كان تقريبا ساذجًا وافق مع
    20 مارس 2020 أن أعلنت الحكومة التونسيّة عن الحجر الصحّي الشامل وفرضت إغلاقا عاما
    خبرُ زاد في الطين بلّة ساءت حالتي كثيرا بعد ثلاثة أيّام من ذهابي للطبيب مساء السبت
    21 مارس 2020 إرتفعت حراراتي ،بمجرّد أن تأخذني سِنة أفيق مرتجّاً كزلزال عظيم ،آلام كبيرة ،أوجاع لم أعتد عليها من قبل ،لم أستطع النّوم تلك اللّيلة جسمي يرُجُّ رجًّا كلّما أردتُ النوم!
    من الغد ، يوم الأحد الثانية ليلاً
    وأنا أدور كالرحى أو كجمل بئر روطة في مدينة "القيروان" موقوف على بئر يدور ويدير ناعورة ليُخرج ماءً رقراقا في قواديس من فخِار مُلوّنة ؛أتألّم،أصيح، أرقي نفسي تارة ،أُناجي ربّي تارة أخرى وأسأله السلامة والعافية ،عقلي يكاد ينفجر
    كثوران بركان "ماونت بيناتوبو"

    الأحد ليس يوم عمل في تونس بقطع النظر عن الحجر الشامل والذّاتي وتم إغلاق تقريبا كافة المؤسسات والمحلّات
    باستثناء المنشآت الحيويّة المستشفيات والمخابز والدكاكين وبعض المؤسّسات يوم الأحد بالنسبة لأصحاب العيادات فيوم راحة ،في حالة مثل ما أنا عليها حينئذ لم يكن في خاطري أن العيادات مغلقة
    بقيت على حالي وأنا أعاني الأمرّين لم أرد أن أوقظ والدي
    إنتظرت الساعة التّاسعة صباحًا ذهبت لأوقظه : أبي ،،،سأموت !

    يتبع بمشيئة الرحمن

  5. #5

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,485
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ذائقة الموت



    (19)

    ذائقة الموت


    الفصل الأخير


    إستيقظ والدي ولا يزال نومه ثقيلا لم يكد يفهم ما أقوله ، كانت ليلة رهيبة مهما وصفتها لا أفي بماشعرت به قلت له أشعر بأوجاع أريد الذهاب إلى الطبيب لو سمحت إهتف لعمّي يأتي بسيارته لأني لا أقدر على المشي،عارضني في الأول تركته في غرفته وعُدت إلى غرفتي أنتظره ،مضت ساعة ولم يأتي ،وفي ذلك الوقت وأنا أغوص عميقًا في أنين الألم متكئا على فراشي أنزل الله الرؤوف الرحيم السَكينة فغلبني النُّعاس بعض الوقت ثم إستفقت وعدت لوالدي وجدته يستعمل حاسوبه لا أدري عما يبحث قلت له سأموت يا أبي أجد لي سيّارة توصلني إلى العيادة قال لي اليوم يوم أحد وحدها المستشفيات مفتوحة كان الجميع حينئذ يخاف الذهاب إلى المستشفى لبداية ظهور الإصابات فكان النّاس في حالة رعب وأخيرا تحرّك والدي ذهب لمنزل عمي القريب من منزلنا فلم يجده كان في ضيعته عندما صدر قرار الحجر الصحّي الشامل ومنع التنقل
    بين المدن والقرى ، لم يكن لي خيارا إلا الذهاب على قَدماي بعد 200 متر مشيا قال لي أبي لا داعي للذهاب إلى المستشفى فلنحاول علّنا نجد عيادة مفتوحة
    قطعت كيلومترين مشيا لأصل لعيادة طبيب عام كفؤ وهو أحد الأطبّاء اللذين دلّني عليهم صديق
    الطفولةوابن جيراننا عند منزل جدّي ،غير أننا وجدناه مغلقا ،ذهبت إلى محل تمريض لقياس ضغط الدم فوجدت الضغط مُرتفعًا بعض الشيء ،عدنا إلى المنزل ماباليد حيلة فقط الصبر والتصبّر قدر الله نافذُ في الإبتلاء عساه طهورًا ،كفّارة للذنوب

    عدت بألمي ووجعي ماديّا ومعنويا خُذلت وأنا في
    أمسّ الحاجة

    إلى الغير قريبا أم بعيدا، من هاتفناهم كانوا مرعوبين كرعب بعض المسلمين أمام التَّتر وجدتُ نفسي أمام قدري

    في المساء عاودتني الأوجاع بعدما سكنت بعض الشيء نفس الأعراض تتزامن مع بعضها البعض وفي نفس التوقيت إرتفاع في الحرارة ،واحمرار في الوجه والأذنين وألم في المعدة طال اللّيل وأنيني متواصل
    في الغد ذهبت إلى الطبيب الذي ذهبت إليه يوم الأحد لكني وجدته مغلقا فذهبت إلى الطبيب الآخر
    كان يُدخل المرضى فُرادى مع تنظيف اليدين بالمطهّر الكحولي كانت في مكتبه شاشة تريه سائر الغرف كان مرعوبا هو الآخر حتى مُعاينته كانت في بضع دقاىق لكن أكثر حرفيّة بمراحل على الطبيب "خلدون"
    قال لي لديك ضغط رهيب أربك الجسم ولديك حرقة في المعدة وارتجاع معدي مريئي، أمدّني بأدوية
    أعانتني قليلا ثم عادت الإرتجاجات في كل غفوة !!!!
    منذ 18 مارس 2020 إلى غاية 5 ماي2020 ذهبت إلى أربعة أطبّاء منهم الخاص والعام زيادة لبعض التحاليل في بعض المخابر ،أطبّاء ليس لهم همّ إلاّ المال أظهر جشعم الوباء

    في كل مرة تأتيني أعراض جديدة من جرّاء الضغط الذي انبثق عنه الإنفعالات والأعصاب ولرُبما من بعض الأدوية التي كانت قويّة على جسمي الهزيل المُنهك من قلّة الأكل والنوم وكثرة التفكير والقلق وحرق الأعصاب بغضب طارئ مع مُنبّهات كالقهوة السوداء القويّة
    الحمدلله على ماقدر وقضى لك الحمد ربي مِلئُ أرضك والسماء حمدا ً يليق بوجهك وعظيم سلطانك

    وفي الإبتلاء دروس نتعلّمها وعبر نستخلصها في أحلك الأوقات تظهر معادن الرّجال ،
    زميلتي في الدراسة تلك الفتاة المثقّفة "شُرطيّة إسكوتلاند يارد " كما كنت أطلق عليها لم تكن تدرس في الجامعة حينئذ وليس لها تخصّص في علم النفس ولم تتعرّف عن بعض أعماقي وهي تجلس معي في نفس المقعد الدراسي في كامل العام بل عندما كانت تراقبني عن بعد قبل أن تدرس معي أمّا هؤلاء فهم كسراب بقيعة؛

    هي نقاء الأرواح وصفاء الطويّة هي العلاقات الإنسانيّة في أسمى معانيها حين تُعطّر الذّات بأزكى عطور الدنيا فتُضفي على القلب بصيرة،،،،


    تمّت بحمد الله

    ******



    جزيل الشكر والإمتنان ووافر الثناء وجميل العرفان لمن سمح (ت) لهذه النصوص أن تُنشر في هذا الصرح الطيب ولكل من مرّ من هُنا بهدوء أو بصخب


    دمتم بخير




  6. #6

    الصورة الرمزية Mitake san

    تاريخ التسجيل
    May 2020
    المـشـــاركــات
    20
    الــــدولــــــــة
    لا يوجد
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ذائقة الموت

    السلام عليكم،
    وللرقي ذائقة أيضا أمر من هنا أنثر قراءتي النقدية المتواضعة لهذه الفاصل الجميلة
    قرأت باهتمام هذه الصفحات أكثر من مرة غير أني قبل أن أسترسل في القراءة مرة إثر مرة قادني فضولي لمشاهدة فلم آسف على الإزعاج لأكون في صلب الموضوع لا خارجه
    إسمح لي بداية أن أبدى إعجابي بما حبرته وقد تراءت لي قراءات مابين السطور استعرضها بعد إذنك وأذيلها بأسئلة خامرتني وأوقدت في ذهني تأويلات لا أجزم بها لعدم يقيني منها واتطلع أم تجيني عنها فضلا
    بعيد قراءتي الأولى شاهدت فلم آسف على الإزعاج وقد لاح لي الرابط وثيقا فهي رجة بالفعل أدبية تأخذ بلباب القارئ إلى متاهات جميلة
    أما أولى ملاحظات فتتعلق بالقسم الثاني واستعمالك لمصطلحات من قبيل المشهد الأول، الثاني، إلخ،وكأننا في حضرة نص مسرحي بدلالته الاصطلاحي والمجازي كأنك توهم القارئ أن القسم الثاني حري أن يكون خيالا وليس القسم الأول
    لشدة واقعية القسم الأول الذي بقراءتنا له نعتقد أن هناك نهاية مأساوية بسبب العنوان : ذائقة الموت
    وظفت في كتابك الشعر و الفن و الغناء من خلال ماجدة الرومي ونزار قباني وهذا إيحاء باطني لرقيك
    القسم الأول كان فوضى حواس يحبس الأنفاس لأنك منذ البدأ عنونت نصوصك بعنوان رهيب ماشدني أنني تمثلت المشاهد و الأحداث وقفت مليا عند حادثة سكب المياه
    اما القسم الثاني وهو لب الموضوع غلب عليه الألم المادي بمنحى مسرحي فلسفي عكس القسم الأول وألمه المعنوي ان جاز التعبير
    أما أسئلتي فكلما ذكرت زميلتك لونت اسمها باللون الوردي فهل لهذا معنى؟
    معذرة، أشفقت على هذه الفتاة بدأت كأنك قاسيا غير مبالي مع وجود جمال الخَلق والخُلق
    مع ذكرك لعدة تفاصيل أحسست كأنك أعرضت عن البعض منها والنص الأخير في القسم الأول يدل على ذلك
    هل من تفسير لزخم هذه الروايات وحضورها كل يوم
    ختاما، أكرر إعجابي بمانثرت هنا كتابة مذهلة بقسميها وان كان قسمها الأول فريدا تعكس ثقافة راويها
    أغدق عليك المولى نعمة الصحة والعافية وشكرا للذائقة الراقية

  7. #7

    الصورة الرمزية Moroboshi Dai

    تاريخ التسجيل
    Oct 2017
    المـشـــاركــات
    3,485
    الــــدولــــــــة
    تونس
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ذائقة الموت

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Mitake san مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم،
    وللرقي ذائقة أيضا أمر من هنا أنثر قراءتي النقدية المتواضعة لهذه الفاصل الجميلة
    قرأت باهتمام هذه الصفحات أكثر من مرة غير أني قبل أن أسترسل في القراءة مرة إثر مرة قادني فضولي لمشاهدة فلم آسف على الإزعاج لأكون في صلب الموضوع لا خارجه
    إسمح لي بداية أن أبدى إعجابي بما حبرته وقد تراءت لي قراءات مابين السطور استعرضها بعد إذنك وأذيلها بأسئلة خامرتني وأوقدت في ذهني تأويلات لا أجزم بها لعدم يقيني منها واتطلع أم تجيني عنها فضلا
    بعيد قراءتي الأولى شاهدت فلم آسف على الإزعاج وقد لاح لي الرابط وثيقا فهي رجة بالفعل أدبية تأخذ بلباب القارئ إلى متاهات جميلة
    أما أولى ملاحظات فتتعلق بالقسم الثاني واستعمالك لمصطلحات من قبيل المشهد الأول، الثاني، إلخ،وكأننا في حضرة نص مسرحي بدلالته الاصطلاحي والمجازي كأنك توهم القارئ أن القسم الثاني حري أن يكون خيالا وليس القسم الأول
    لشدة واقعية القسم الأول الذي بقراءتنا له نعتقد أن هناك نهاية مأساوية بسبب العنوان : ذائقة الموت
    وظفت في كتابك الشعر و الفن و الغناء من خلال ماجدة الرومي ونزار قباني وهذا إيحاء باطني لرقيك
    القسم الأول كان فوضى حواس يحبس الأنفاس لأنك منذ البدأ عنونت نصوصك بعنوان رهيب ماشدني أنني تمثلت المشاهد و الأحداث وقفت مليا عند حادثة سكب المياه
    اما القسم الثاني وهو لب الموضوع غلب عليه الألم المادي بمنحى مسرحي فلسفي عكس القسم الأول وألمه المعنوي ان جاز التعبير
    أما أسئلتي فكلما ذكرت زميلتك لونت اسمها باللون الوردي فهل لهذا معنى؟
    معذرة، أشفقت على هذه الفتاة بدأت كأنك قاسيا غير مبالي مع وجود جمال الخَلق والخُلق
    مع ذكرك لعدة تفاصيل أحسست كأنك أعرضت عن البعض منها والنص الأخير في القسم الأول يدل على ذلك
    هل من تفسير لزخم هذه الروايات وحضورها كل يوم
    ختاما، أكرر إعجابي بمانثرت هنا كتابة مذهلة بقسميها وان كان قسمها الأول فريدا تعكس ثقافة راويها
    أغدق عليك المولى نعمة الصحة والعافية وشكرا للذائقة الراقية

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته

    القراءة بتدبّر تفضي إلى رؤى نقديّة للنّص الأدبي الذي يحتمل أكثر من تأويل
    إجابة عن الأسئلة صحيح القسم الأول لم أسرد فيه بعض الأحداث وكان فعلا تعمّدا منّي
    اللون الوردي كان لابراز التباين والفروقات ضمن محور النصوص ولماذا كٌتب النص وغايته وصفوة القول يحدث أنك تجد في الغريب ما لا و"لن الزمخشرية" تجده في القريب
    التصرف بلا مبالاة يوحي بقسوة ظاهرة لكن لست من هؤلاء لو إسترسلتُ في الأحداث لتبيّن الأمر
    عندما زرتهم في البيت عاينتُ مكتبة رهيبة تقريبا كلّها بالإنجليزية كان صديقها الكتاب دائما معها متعلقّة بالقراءة فأرادت أن تسترعي إنتباه ذلك الفتى الذي سمعت عنه وفق إستخباراتها وتحريها أنه بدوره يحب المطالعة
    اللهم آمين
    جزيل الشكرعلى الإطراء
    ووافر العرفان لمروركم وإثرائكم نصّي المتواضع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...