-4-


ظنَّ الناس بها غباءً فاستهانوا!
أيقنوا أنَّ صمتها سكوتٌ من حماقة!
ما بلغ بهم علمهم المحدود أنَّها تعلم ما لا يعلمون...
أعينهم تبحث في الزوايا البعيدة منها والقريبة، لكنَّها لا ترى شيئًا سوى ما يظنُّونه صوابًا...
وهي تقف صامتةً بحكمة السِّنوات السَّبع التي تميِّز حياتها من الكبار...
تقف صامتةً وبكاءَها تكتم عن الأعين تخبئ صوته من الآذان الشامتة...
ولم لا تبكي، وبيروت تدمَّرت أمام أعين العالم؟
لم لا تبكي، والأم تسأل عن ابنها؟
ومن يكون ابنك يا أمَّنا؟ ابني (حلو، وعيونه حلوين)!
اسكبي يا عين من الماء دمعًا ومن الأحزان الغاضبة دمًا...
ابكي يا عينَها كما تشائين، فتلك الفتاة ذهبت إلى قبرها بدلًا من عرسها!
انظري إليها انظري! وبآلامها أنعمي ناظريْكِ وأمعني!
ألا يرى قلبُكِ الممزق كيف تمدُّ يدها كأنما تنتشل روح ابنها من ركام الأنقاض؟
أنتِ تدركين من الآلام جزءًا لن يبلغ آهةً من حرقة قلبِ أمٍ تبكي أولادَها تنادي...
ابكي وغيركِ يضحك سرًّا وجهرًا، لا يبالي بِلَوعَةِ الأمَّهات الباكيات المحطَّمات...
ابكي لأنكِ تعلمينَ أسرارًا لا يعرف منها الآخرون شيئًا...
ولكنكِ لا تستطيعينَ البوحَ بها!

17 آب - 2020م: الساعة: 8:35 دقيقة مساء

أنعمي: تأملي.
أمعني: تفكَّري وتعمَّقي.