استمرَّت أحلام في حكاية نياهاهاها المجنونة وضرب الطِّفلة مع كلِّ ضحكة، ثمَّ ساد سكون غريب في ذاك البيت...
ساد السُّكون بعد أن انتبهت أحلام إلى أنَّها تضرب الطِّفلة منذ مدَّة، والطِّفلة لا تردُّ بأيِّ صوتٍ كان!
كارثة تضاف إلى ما سبق من الكوارث، بل تزيد سوءًا على كلِّ الكوارث...
من الواضح لكلِّ ذي عينين أنَّ الطِّفلة ماتت، وانتبهت أحلام أخيرًا على ما فعلتْه بحماقتها...
احتضنت أحلام الطِّفلة، وهي تهتف: أرجوكِ، ردِّي عليَّ، أرجوكِ، إنَّني أحبُّكِ، لا تموتي، سأعوِّضكِ عن هذا الألم، لكن عودي! لا تموتي!
هل أنتِ ذكيَّة يا أحلام؟ هل احتضان القتيل وإخباره بأنَّنا نحبُّه يعيده إلى الحياة؟ يا للحماقة!
حملت أحلام الطِّفلة وبدأت تركض في الشارع، وهي تصرخ، وانتبه الجيران والناس، وركضوا للمساعدة، لكن بلا جدوى طبعًا...
وفي المستشفى، قالت أحلام إنَّ الطِّفلة اختنقت فجأة، وأرجوكم أنقذوها!
لكنَّ الأطبَّاء ليسوا أغبياء ولا عميانًا يا أحلام!
وجه الطِّفلة متورِّم تمامًا، وأنفها مهشَّم، والدَّم يملأ وجهها بالكامل، هل هذه بوادر الاختناق!!
طلب الأطبَّاء رجال الشُّرطة، ولقد جاؤوا مسرعين، هنا انهارت أحلام، هنا بكت أحلام، وأخذت تؤكِّد وتحلف إنَّها تحبُّ هذه الطِّفلة كثيرًا كأنَّها ابنتها، وكانت تغنِّي لها كلَّ يوم!
اعُتقلَت أحلام، وجاء إخوتها مسرعين، أحلام أختنا، ماذا فعلْتِ يا غبيَّة؟ لِمَ لَمْ تعودي إلينا؟ هل تظنِّين أن يرميَكِ زوجُكِ ونرميَكِ نحن؟؟
بكت أحلام من جديد، بكت أحلام ودموعها تسيل أنهارًا، وما من أمل...
زوجها؟ حقَّقوا معه، لكن لم يوقفوه ولا يومًا واحدًا، ولن يحاكَم، فهو لم يخطئ في شيء (قانونًا)، من حقِّه أن يتزوَّج...
أمَّا النَّصب فلم تستطع أحلام إثباته، هي من أعطته المال، وهو اشترى البيت، أين المشكلة في هذا؟
آخر ما في القضيَّة أنَّ أحلام فقدت وعيها، وهي تسمع القاضي ينطق بالحكم الرَّهيب...
حكم الإعدام...