به قفي!
به قفي!
قفي أمامي!
بذاك السَّاحر، قفي!
قفي يا صغيرتي، يا كبيرةَ القلبِ وأساسَ حركةِ ما فيه من أوتار وشرايين...
قفي، قد ناداكِ الأنين...
بالانقطاع يُهدِّدني الوتين!
إلى رؤاكِ يستمرُّ الحنين...
يا صغيرتي الَّتي أخفاكِ نهرٌ أسودُ في زمانٍ بدا لنا ناصعًا يومًا ما...
فخدع أعيننا؛ لا، ثمَّ لا، نحن من أنفسنَا خَدَعْنا، وظننَّا بذاك ذكاءً نادرًا...
وكان الليل بنا في مهاوي جوع مياه الأنهار سادرًا!
يا صغيرتي انهضي من أسر حوريَّات البحر اللواتي سَبَيْنَكِ في صدفةٍ ضعيفةِ الغلاف...
لكنَّها متينة القاع، فانهضي يا نجمة البحر العميق، وبالأحمر التهبي!
سيري دمعًا وبكاء...
سيلي دمًا ودماء!
فإنَّ في عينيَّ عبراتٍ، وفي قلبي تشقُّقاتٍ أوجدها زلزال ذلك اليوم البعيد...
وكان يومًا صفا فيه الطَّقس خارجًا...
لكنَّما في الكيان عواصف تلتهب فتمطر مياهًا نيرانيَّة...
يا صغيرتي قفي، أين ذهبتِ؟
أما أدركْتِ أنَّ الخطَّ الأحمر هزم إرادة العيون في حضوره، ثمَّ حطَّمها إذ غاب عنها بغتة بدون إنذار؟
يا طفلتي قفي، فإنَّ قلبَكِ الصَّغير يعلم كلَّ ما خزانة وعيي من الأسرار...
يا صغيرتي، إنَّ عينيَّ تضطربانِ، إذ قلبي لكِ ذاكر!
يا طفلتي، إنَّ أصابعي نفسها إيَّاكِ تذكر...
وبهمسِها اسمكِ تبكي!
فباتت الحروف صعبة، والكلمات أشدَّ منها قسوة ودمارًا...
فإلى اللقاء الوداعيِّ الَّذي لا لقاء من بعده ولا وداع...
أرجو من ربِّي أن يحفظَكِ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ...
وأن يُحرقها بالنَّار!
د. عمر قزيحه - شهر 3 - سنة 2024م
رد مع اقتباس





المفضلات