الكاتب : king of hearts
العنوان : لعبة الموت
في مساء ممطر و الغيوم تحجب النور الذي يعكسه القمر ، تقدم رجل ضخم الجثة معقوف الأنف ذو شعر طويل أسود اللون عيناه ذات لون أزرق يرتدي معطف رمادي و لا يحمل معه مطلة نحو الشارع ليعبره فاضطر سائق الأجرة لإيقاف السيارة بسرعة قبل أن يرتطم بذلك الرجل فتح السائق باب السيارة الصفراء و صرخ في وجه الرجل : أيها الأحمق ماذا دهاك؟؟
التفت الرجل إلى سائق الأجرة ، فعلت السائق معالم الرعب
قال في نفسه : يـ .. يا إلهي .. ما هذه العين الباردة
تابع الرجل المرعب طريقه بينما السائق بقي واقفًا لا يقوى على الحراك إلى أن سمع صوت السائق الذي خلفه : ألن تقود هذه المركبة القذرة ؟
استيقظ السائق من دهشته و أغلق الباب و قاد سيارته إلى بيته و خيال ذلك الرجل لا يزال في فكره
عند عودته الى بيته الممتثل في غرفة نوم صغيرة بالإضافة إلى مطبخ و حمام و غرفة معيشة
استلقى على مضجعه الغير مرتب و أخذ يفكر في ذلك الرجل و في تلك الأثناء انقطعت الكهرباء و أصبحت الغرفة مظلمة كالورقة الملونة بالأسود
سمع السائق صوت إناء يتحطم فصرخ : من هناك ؟؟ من دخل إلى بيتي ؟؟
و لكنه لم يلقى جوابًا سوى ضحكات مرعبة
بدأ الخوف يطغى على جوارح السائق و أخذ يفكر : لا لا هذا مستحيل .
أخذ الصوت يقترب من تلك الغرفة و كل ما علا صوت الضحك و اقترب ازداد معه الخوف و القلق و الدهشة اللاتي يسيطرون على قلب السائق
و أخيرًا سقط السائق على الأرض إثر ضربة على رأسه أفقدته وعيه

هذا كان آخر ما يذكره السائق بعد ان استيقظ من نومه في مكان مغلق مرعب تعتريه روائح كريهة و ممتلئ بالحشرات من كل أصنافها
دهشت هذه الحشرات من وجود شخص في مثل هذا المكان فأحبت الترحيب به على طريقتها الخاصة فقد اجتمعت على جسمه و أرهقته و هو يحاول أن يقصيها بعيدًا عن جسده الضئيل تذكر الضربة التي تلقاها على رأسه فتحسس على الفور مؤخرة رأسه و لكنه لم يجد أي دماء تسيل منه
أول ما دار في عقله هو : هل من الممكن أن تكون هذه يد إنسان ؟
فلنتسائل معًا ؛ هل من الممكن أن تكون يد إنسان ؟؟ و من هو هذا الإنسان ؟ أظن أنكم تفكرون كما أفكر به ؛ هل تظنون معي أنه الرجل الضخم ؟؟ فلنكمل الآن و نرى .

بينما أفكار السائق تتضارب في رأسه فتح باب الغرفة التي هو بها فخرج على الفور فوجد مجموعة من الرجال مجتمعين ناحية المسجل الوحيد الموجود في القذارة التي لا تستحق أن تسمى منزل
ما إن رأى أحد الرجال السائق قال : شخص آخر أيضًا؟؟
اقترب منهم السائق و قال : لم أنتم هنا؟؟
لا نعرف < كان ذلك الرد الذي صرخ به الخمسة الموجودين في المنزل
فجأة قال أحدهم : لقد عمل الجهاز
التف حوله الرجال و أخذوا يستمعوا لما يقال :
إذا كنتم تستمعوا لهذا الشريط فهذا يعني أن الستة أشخاص كلهم مجتمعون هنا ، لقد جمعتكم هنا لتلعبوا لعبة صغيرة ، إنها عبارة عن لعبة موت ، بإختصار الرجل الذي يبقى حيًا يخرج من هذا المكان و يربح مبلغ من المال تقدر قيمته بـ 70 مليون يورو و الآن بدأت اللعبة
قال أحد الأشخاص بيأس : إذًا هل سنقتل بعضنا ؟؟
صرخ السائق : هل هناك من سيفعلها ؟؟
لم يسمع إجابة شافية فاتجه إلى غرفته كما فعل الجميع
لم يحدث أي شيء جدير بالذكر

بينما هم في مضاجعهم فلنتسائل معًا : هل من الممكن أن يتقاتلوا معًأ من أجل المبلغ ؟؟ هل من الممكن أن تسفك دماء في هذا المنزل القذر ؟؟ أظن أنهم الآن سيخرجون من غرفهم لذا فنتابع ما سيحدث

خرج الجميع من غرفهم مذعورين بسبب الصرخة التي سمعوها تصدر من غرفة الجزار ( كل شخص يعمل عمل مختلف عن الآخر) فاتجهوا مسرعون نحو غرفته فاقتحموها ليروا جثة الجزار ملقاة على الأرض
فاتجه السائق نحوه ليتفحصه و لكن للآسف فات الآوان

بينما السائق يحاول حل القضية لم لا نتسائل معًا : من الفاعل ؟؟ و هل سيعرفه السائق ؟؟ من تراه يكون القاتل ؟؟ أهو الطباخ أم الشرطي أم الموظف أم الكاتب؟؟
نعود للقصة

قام السائق بسؤال الجميع سؤال واحد فقط: أين كنت لحظة وقوع الجريمة؟
و قد أجمعت الإجابات : كنت نائمًا في غرفتي الرثة.
فاتجه نحو الجثة ليفحصها مرة ثانية
فرأى أن الجرح القاتل قطره ليس كبير
فسأله الشرطي : هل توصلت لشيء؟؟
قال :لا ، ولكنني مصر على أن أكشف القناع عن وجه اللئيم الذي قتله
و أكمل في نفسه : و الذي يحبسنا
انفعل الموظف و قال : ماذا ؟؟ هل هي جريمة قتل ؟
رد السائق : و هل من المعقول أن يطعن نفسه في هذه المنطقة ؟
قال الطباخ : إذًا .. إن القاتل واحد منا .
صرخ الشرطي و قال : فلنفتش أنفسنا .. لأن القاتل يمكنه أن يخبئ الإبرة في مكان ما في ثيابه
أردف السائق : نعم هذا ممكن

انتظروا أيها القراء الأعزاء .. سأشرب كأسًا من الماء .. فقد جف حلقي من الكلام .

قال السائق في نفسه بعد انتهاء التفتيش : شيء غريب لماذا لم نجد أداة الجريمة ؟؟
بعدها عاد الجميع إلى غرفته و بقي السائق يتفقد الجثة
ولكنه رأى شيئًا غريبًا في وجه الجثة فقال في نفسه : لحظة .. لقد كنت مخطئًا منذ بداية هذا التحقيق
وسمع فجأة صوتًأ مكتومًا يصدر من غرفة الموظف فاتجه مسرعًا و اقتحمها فوجد الموظف ملقى على الأرض و قد لفظ آخر أنفاسه
فاتجه مسرعًا لاستدعاء البقية

يا إلهي .. لماذا تحدث الجرائم في ذلك المكان؟؟ أتمنى أن يتمكن السائق من حل الجرائم التي تحدث هناك .. اعذروني على تطفلي الدائم يا أيها القراء ولكني أعدكم بأن تكون هذه هي المرة الأخيرة .

عندما اجتمع الجميع في غرفة الموظف قال السائق : أظن أنه قتل بنفس الطريقة و بنفس الأداة
قال الشرطي : إذًا فلنفتش أنفسنا ثانيةً
السائق : لا .. لقد أخفى القاتل السلاح في المرة الأولى و لم يكن يملك وقتًا لذلك و الآن فإن القاتل يملك الوقت الكافي لإخفائه
أتبع السائق : اتجهوا إلى غرفة المعيشة و سأوافيكم بعد قليل
بعد أن ذهب الجميع اتجه السائق إلى إحدى الغرف و أخذ يبحث فيها و ابتسم بعد أن وجد ما كان يبحث عنه
اتجه إلى غرفة المعيشة حيث كان الجميع واقفًا و قال لهم : ألم يحن الوقت لكشف هذا الغموض ؟
صرخ الجميع : ماذا؟ هل اكتشفت القاتل ؟؟
السائق بنبرة واثقة : نعم .. و أعترف بأني غفلت عن الدليل الذي خلفه في الحادثة الأولى
أتبع القول : عندما كنا نحاول النوم ، اتجه القاتل إلى غرفة الجزار فأدخله الجزار بعد أن أوهمه بأنه يعرف طريقة للخروج من هنا و لكن القاتل طعنه بإبرة دقيقة كانت كفيلة بموته و عاد مسرعًا إلى غرفته و خبأ سلاح الجريمة ثم خرج و التحق بنا و ملامح البراءة تملأ وجهه و بعد أن انتهينا من التحقيق و عاد الجميع إلى غرفته لم يتجه هو لغرفته بل اتجه إلى غرفة الموظف و قتله بنفس الطريقة
صرخ الكاتب : من.. من القاتل؟؟
قال السائق :

انتظروا يا قراء .. قبل أن نعرف القاتل .. هل توصلتم أنتم له ؟؟

قال السائق : القاتل هو الذي قال جملة فضحته .. القاتل هو أنت ...
نعم أنت القاتل أيها الشرطي
الشرطي مذعورًا : ماذا أنا ؟؟

السائق : نعم أنت يا من تختفي خلف لباس الخير و العدالة
الشرطي : ما دليلك ؟؟
السائق : ههههههههه الدليل ؟؟ بماذا تفسر وجود هذه الإبرة في غرفتك ؟؟
الشرطي مسرعًا : ربما وضعها أحد الأشخاص في غرفتي
السائق : وضعها أحد في غرفتك ؟؟ إذن كيف عرفت أن سلاح الجريمة إبرة ؟
الشرطي : هاا؟؟ لقد استنتجت ذلك بسبب الجرح
السائق : يالبراعتك في الاستنتاج .. و أيضًا سذاجتك
الشرطي غاضبًا : لا أسمح لك بقول هذا
السائق : أنت حقًا ساذج .. فقد كنت تحمل معك الدليل على أنك القاتل طول الوقت
الشرطي : ماذا ؟
الكاتب : يحمل معه الدليل؟؟
السائق : انظروا في جيبه الأيمن
بدأ الشرطي بالبحث في جيبه الأيمن إلى أن تفاجأ بشيء ما ، رفع ذلك الشيء فكانت المفاجأة
قال السائق : نعم إنها عدسات الجزار .. فقد كان يرتدي تلك العدسات قبل أن يتركنا .. ما الذي أوصلها إلى جيبك ؟؟
الشرطي : ربما سقطت في جيبي
السائق : يا إلهي .. تسقط في جيبك و هي مليئة بالدماء؟؟
الشرطي: لا يمكن .. أعترف بجريمتي
فقام الرجال بحبس الشرطي في إحدى الغرف و ذهبوا إلى غرفة المعيشة
و هناك قال الكاتب : يالبراعتك يا صديقي
قال السائق: هل ستواصل التمثيل؟؟
الكاتب : ماذا؟
قال السائق: نعم .. لماذا تحبسنا هنا ؟؟ أنت هو المختطف أليس كذلك؟؟
الكاتب : نعم .. لقد اختطفتكم لأرى ردود فعلكم
الطباخ : و لكن كيف سنخرج ؟
السائق : لا عليك .. بما أن الكاتب هو الذي حبسنا هنا .. فهذا يعني أنه يعرف مخرجًا .. و أظن أن أفضل مكان يضع فيه المخرج .. فهو في غرفته
الكاتب : لقد أذهلتني بذكائك.. نعم المخرج في غرفتي
اتجه الثلاثة إلى غرفة الكاتب و كان هناك باب معدني فتحه الكاتب بمفتاح مخبأ تحت الفراش
هنا خرج الثلاثة سعيدين بنجاتهم .. ولكن الأمر لم ينتهي .. فقد اتصل السائق بالشرطة فقبضوا على الشرطي و أودعوه بالسجن لينال جزاءه



هل تريدون معرفة ماذا حصل لكل منهم؟؟

السائق : افتتح له و كالة تحرِ و سمى نفسه ( المحقق)
الكاتب : انتهى الآن من كتابة أكبر رواياته
الشرطي : أعدم شنقًا
الطباخ : اشترك بمسابقة أفضل طاهِ في العالم
الجزار و الموظف : تم دفنهم في إحدى المقابر

و هاأنا الآن أنتهي من وضع آخر اللمسات على هذه القصة