الكاتب : Sakura
ظلال تمشي خفية..
ظلال بين القبور ...
والموت في كل مكان ..
سرت خائفة ... ضائعة لا أدري أي هو المفر
أهو في حفرة عميقة مفتوحة.... أم على قبر لا أدري من هو ذاك الذي داخله ؟؟..
كنت أسير في قافلة
قافلة حزينة لا يدري أي شخص إلى أين سيذهب ؟؟
أيذهب إلى الجهة التي أتينا منها حتى نموت في الحرب ؟؟
أم الجهة الأخرى الي فيها الأمان لكن إذا وصل الأعداء عندنا سيقتلوننا
لا أدري كنت خائفة من ظلام هذا الليل والقمر غير ظاهر للعيان..
كنت أسير ..
وأسير وأسير..
بلا هدى .. مع شقيقتي التي تكبرني وهي تذكر الله وتبجله
تذكرت ..فقد قتل والدانا في الحرب ونحن كنا ضحايا الحرب
أذكر ذكريات حزينة مقطعة ..
أصدقائي الذين كنت ألعب معهم.. لقد احترقوا أمام عيني الصغيرتين
وكنت أسئل أختي الكبيرة: لماذا هم يشتعلون ؟؟؟ أهم ألعاب نارية ؟؟؟؟
قالت لي وهي تدير ظهري وتمسك يدي قائلة : لا تنظري إليهم فقط أركضي
وكنت أركض معها حتى وصلت إلى منزلنا ولكن وجتدته ركاما لا حياة فيه فصرخت أختي تبحث عن والدينا ..لم تجدهم .. بكت أختي ونمنا ليلتنا على ذاك الركام .. اضطر البعض الذين شاهدونا لأخذنا إلى بيتهم وقرروا هؤلاء أن يهربوا إلى منطقة أبعد عن طريق مقبرة وغابة متصلة ما بين حدود المدينة و حدود المدينة الأخرى حيث الأمان...
وعندما كنت أسير مع أختي قلت لها ببراءة : أخاه أنا نعسة دعينا ننام
وكأن صوتي تدوى في كل القافلة التي معنا فقالت لي أختي: فيما بعد فيما بعد
لكن قال رجل : سنتوقف هنا ونرتاح ثم نكمل طريقنا
جلس الجميع ما بين نائم وما بين جالس يأكل الطعام
عندئذ سقطت نائمة لم أكل ولم أقم بشئ آخر ..
لكنني شاهدت كابوسا فاستقظيت ورأيت أختي نائمة على الأرض فحركتها ورأيت رأسها مثقوب وعينيها جاحظتان فهززتها بيدي الإثنتان : أختاه أختاه استقظي لم تتحرك .. خفت كثيرا ثم ركضت بأقصى سرعتي ..
وقفت قليلا ثم تحركت ولكنني سقطت بقوة على وجهي وعندما استدرت رأيت امرأة مثل أختي نائمة وعينيها مفتوحتان
ارتعبت كثيرا وبدأت بالركض حتى سقطت أبكي وأقول لماذا أنا ؟؟ أمي.. أبي
وفجأة سمعت صوتا كأنه الأمل الذي دب في قلبي : من هناك وأشعل الضوء على وجهي بقوة فاغمضت عيني وفتحتها وعلمت أنها الحملة الثانية للهروب
لقد خدعوا الأعداء وبدأوا باللحاق بنا وعلموا أن الحملة قتلت على يد خائن وبقيت أنا الوحيدة الحية من بين الجميع ...
وبدأ موكب السير الحزين يسير مرة أخرى إلى مبر الأمان ..
وكنا نسير ليلا ونختبئ صباحا
تلك الأيام لن أنساها
وعندما وصلنا إلى قرب الحدود
انفجرت الأجساد
وغرق المكان بالدماء
وهرب الناس ..
وقلت في نفسي
ألن يذهب شبح الحرب من أرضنا ؟؟؟
ألن نعيش في سلام ؟؟؟
ما ذنب الأطفال والنساء والشيوخ ؟؟؟
عندئذ قرر من بقى التوجه إلى جهة الشمال حيث البحر وسنستقل أحد السفن ونهرب ..
دب الأمل في قلوب الكثير
وما زلنا نسير ونسير
سقط الواحد بعد الآخر أما ميتا أو مريضا لا أحد يعلم ما هو مصيره
وسارت قافلة الحزن بين الغابات خوفا من الأعداء
وسقط شخص آخر
سقط ميتا أمام عيني
الذي تكفلني
بكيت كثيرا
وقلت بكلماتي الصغيرة ذو ستة ربيعا:
ألا من أمل يوجد هنا ؟؟؟
ألا من مستغيث يذب عنا ؟؟؟
وكأن كلماتي قد استجابت اذ صرخ البعض البحر !! البحر
فرحنا للغاية ورغم بكائي قفزت خائفة هاربة
وحصلنا على سفينة تنقلنا إلى مبر الأمان ...
حيث الهدوء والسلام
حيث العائلة الجديدة التي ستهتم بي
كنت واقفة في نفس المكان بعد عشر سنوات عائدة إلى وطني على ظهر السفينة أتابع منظر الغروب وأقول
هل الآن الآن وقت السلام ؟؟
هل حان أخيرا رؤية الوطن وهو حر ؟؟؟
هل ما زال هناك أناس يعيشون في هذا الوطن ؟؟
طالما هناك وطن
هناك أناس
ويكون هناك أناس يكون الإعمار
وطالما يكون الإعمار يكون الأمل
الأمل الذي لا يغيب
ولا يموت ............

رد مع اقتباس

المفضلات