الكاتب : كـراش
العنوان : تَعَلَمْ حتى من الصغير

اليوم هو بداية فصل ربيعي جميل فقريتي اليوم في أوج نشاطها وسرورها فهذا فصل الربيع في ذلك اليوم وفي كل عادة طلب مني أمي أن أذهب لأبتاع بعض الأغراض في السوق لأننا وبكل بساطة كنا عائلةً فقيرة في المال غنيةً في الأخلاق وعندما كنتُ أبتاع أتى إلي رجل يبدو من ملامحه أنه ليس من أهالي هذه القرية كان على ما أظن في الثلاثينات من العمر فقال لي : سامي . فذهلت فكيف بهذا الشخص الذي لا أعرفه يعرف اِسمي فتكلم الرجل قبل أن أقل له سؤالي فقال: يا بني ، ستعرف فيما بعد كيف عرفتك فهذا سر ستعرفه فيما بعد . فقال لي في لحظة صمتي من شدة الذهول وبعض من الخوف: هل لي أن أشتري هذه الأشياء فأعطاني مبلغاً كبيراً وقال : خذ ولا عليك فأخذت المال لكن طبعاً بعد جدالٍ طويل

و اليوم أنا كبرت و عملت صحفياً في أحد الصحف المشهورة بصحة أخبارها ودقتها ، فطلب مني في أول أيامي الصحفية أن أذهب إلى الصين في أحد الطائرات للبحث عن خبرٍ ملفت و مثير ولكن حدثا مالم يكن في الحسبان و أنا جالس على الكرسي جلس إلى جانبي ذاك الشخص ولم تتغير ملامحه فرحب بي قائلاً : مرحباً يا سامي .قالها بكل تفاؤل وفرح فما لبث إلا وأن أخرج ورقةً من حقيبته ورسمه دائرتان بنفس الحجم فقال لي أيهما تختار و أعلم كيف عرفتك ، فاخترت التي تقع في يمين الورقة فقال لي : أحسنت الآن سأعلمك كيف عرفتك . فأخذ عوداً وركزه على أرضية الطائرة فقال كلمات لم أعرفها وربما لن أعرفها فاستقربت أننا في عالم غير عالمنا فغضبت و قامت الدموع تخرج من عيني قائلاً إلى أين ذهبت بنا ! قال لي بكل فرح : لا عليك يا رجل نحن لسنا من البشر بل ننمو مع طيبة الإنسان في العالم المقابل قلت له غاضباً : وما دخلي في هذه الأمور أرجعني إلى المكان الذي أخرجتني منه فقال لي : لا تخف ، لا عليك هذا أمر بسيط بإمكاننا الخروج منه لكن عليك المرور بهذا الاختبار فحبست في غرفة لوحدي لا أعرف كيف الخروج منها وقمت أضرب الجدران الزجاجية لأخرج من هذا المكان فيئِست ولكن تذكرت أن هناك ربً أعبده فالله ربي ، نعم يجب أن أدعوه فهو مجيب الدعاء فدعوت الله و خرجت من هذا المكان فإذ بي بهذه الطائرة مع هذا الرجل قائلاً : وفقت ، وفقت . فتحدثنا وتحدثنا حتى عرفت كل شيء عنه ولكن واجهنا شيء لم يكن في الحسبان نفذ الوقود من الطائرة ف ظهر إن ذاك كان حلماً من أحلامي أو بالأصح كانت نهايته كابوس فا ستعددت لذهاب إلى عملي ألا وهي الصحافة فكان هناك طفل وبنت صغيرة قالت الصغيرة للطفل أنا لا تصنعني الأحلام بل أنا من أصنعها آه فدهشت بتفكير هذه الصغيرة فكان هذا أول خبر صحفي ولقاء معها فمن ذلك اليوم اهتم بالأطفال والأطفال أصبحوا لا يعملون كالسابق بل يتعلمون فالتعلم هو أساس حياة الإنسان .