بشان صورة الطفل تفضلوا


ليس بالطبع ماكتب بالتحت تعبيري ولكن تعبر الشاعر المناهض للذل العربي المهين



أحمد مطر

ما قبل البداية


كُنتُ في
( الرّحـْمِ ) حزينـاً
دونَ أنْ أعرِفَ للأحـزانِ أدنى سَبَبِ
!

لم أكُـنْ أعرِفُ جنسيّـةَ أُمّـي
لـمْ أكُـنْ أعرِفُ ما ديـنُ أبـي
لمْ أكُـنْ أعرِفُ أنّـي عَرَبـي
!

آهِ
.. لو كُنتُ على عِلْـمٍ بأمـري
كُنتُ قَطَّعتُ بِنفسي
( حَبْـلَ سِـرّي )

كُنتُ نَفّسْتُ بِنفسي وبِأُمّـي غَضَـبي
خَـوفَ أنْ تَمخُضَ بي
خَوْفَ أنْ تقْذِفَ بي في الوَطَـنِ المُغتَرِبِ
خَوْفَ أنْ تَحْـبَلَ مِن بَعْـدي بِغَيْري
ثُـمّ يغـدو
- دونَ ذنبٍ -

عَرَبيـّاً
.. في بِلادِ العَرَبِ !

===================


علامة الموت


يومَ ميلادي
تَعَلَّقْتُ بأجراسِ البُكاءْ
فأفاقَتْ حُزَمُ الوردِ
, على صوتي ،
وفَزَّتْ في ظَلامِ البيتِ أسرابُ الضِياءْ
وتداعى الأصدقاءْ
يَتَقَصَّوْنَ الخَبَرْ
ثُمّ لـَمَّا عَلِموا أنّي ذَكَرْ
أجهشوا
.. بالضحكِ ,

قالوا لأبي ساعةَ تقديمِ التهاني
:

يا لَـهَا من كبرياءْ
صوتُهُ جاوزَ أعنانَ السَماءْ
عَظَّمَ اللهُ لكَ الأجْرَ
على قَدْرِ البلاءْ
!

===================


الختان

ألبَسـوني بُرْدَةً شَفّافـَةً
يَومَ الخِتانْ
.

ثُمّ كانْ
بَـدْءُ تاريـخِ الهَـوانْ
!

شَفّـتِ البُردةُ عَـنْ سِـرّي ،
وفي بِضْـعِ ثَوانْ
ذَبَحـوا سِـرّي
.

وسـالَ الدّمُ في حِجْـري
فَقـامَ الصَّـوتُ مِـن كُلِّ مَكانْ
:

أَلفَ مَبروكٍ
..
وعُقبى لِلّسـانْ !

===================