بسم الله الرحمن الرحيم
يتنفس كل من الدلفين والحوت عن طريق الرئتين تماماً كما تفعل باقي الثدييات، وهذا يعني أنه من الصعب عليها أن تتنفس في الماء مثل الأسماك وهذا هو السبب وراء زيارتها المتكررة للسطح. تعمل الفتحة الموجودة في أعلىالرأس على إدخال الهواء. صمم هذا العضو بطريقة تؤمن له إغلاقاً آمناً عند الغوص في الماء، حيث تغلق الفتحة أوتوماتيكياً بغطاء يمنع تسرب الماء، وعندما يعود الدلفين إلى السطح يفتح الغطاء أوتوماتيكياً أيضاً.
نظام يسهل النوم دون التعرض لخطر الغرق :
يملأ الدلفين من 80 ـ 90 % من رئتيه بالهواء في كل مرة يخرج فيها للتنفس. هذه النسبة لا تتعدى 15 % عند الإنسان، وهي عند الدلفين عمل إرادي وليس كباقي الثدييات الأرضية التي تتم فيها هذه العملية بشكل لا إرادي 54.
اين يعيش :
يعيش الدلفين في مجموعة كبيرة . ومن أجل مزيد من الحماية تحتل الإناث والمواليد الجدد مركز السرب. أما الأفراد المريضة فلا تترك وحيدة، بل تبقى ضمن السرب إلى أن تموت . تبدأ الروابط التكافلية عند الدلفين منذ اللحظة الأولى التي ينضم فيها المولود الجديد إلى السرب.
يخرج ذيل الدلفين منذ اللحظة الأولى التي ينظم فيها المولود الجديد إلى السرب.
اثبت البحث العلمي في فرنسا ان أبحاث في علوم المحيطات أن الدلافين طورت آلية للتكيف مع محيطها في مواجهة معضلة البقاء مستيقظة لتتمكن من التنفس او الموت اثناء النوم، فيغفو نصف دماغها خلال النوم بينما يبقى النصف الآخر مستيقظا.
ويوضح جون كيرشو، المسؤول عن الحيوانات في حديقة مارينلاند في انتيب على الكوت دازور ان «التنفس لدى الدلفين عمل إرادي وليس لا إراديا كما هي الحال عند الانسان. في وسط المحيط، سيكون الغياب عن الوعي أمرا قاتلا. فإذا توقف عن التنفس، سيموت». ولكي يتمكن من «النوم مع البقاء مستيقظا»، «يطفئ» الدلفين نصف دماغه بينما النصف الآخر يؤمن التحكم بالوظائف الحيوية وفي طليعتها التنفس.
وخلال فترات النوم هذه، تصبح عملية تحول الاغذية بطيئة ولا تعود الحيوانات من فصيل الحوت تتحرك. وهكذا عندما تكون الدلافين نائمة، يمكن رؤيتها عائمة على سطح الماء مع عين مفتوحة وزعنفة خارج المياه. ثم تغير الجهة التي تنام عليها، فتصحو الجهة النائمة من الدماغ وتغفو الاخرى، وتفتح العين المغمضة وتنام الاخرى. ويمكن «للنصف الواعي من الدماغ» ان يؤمن بهذه الطريقة الوضع المثالي للجسم من اجل البقاء على سطح الماء ما يسمح بالتنفس. وتم اثبات هذا «النوم الاحادي الجانب» من خلال ابحاث في المختبر. وتمكن الباحثون من قياس الذبذبات الدماغية البطيئة على النصف «النائم»، فيما الآخر واع وتسجل فيه ذبذبات سريعة. وبعد مرور عشرين دقيقة، يصبح رسم الذبذبات مقلوبا. وتنام الدلافين ثماني ساعات في اليوم بهذه الطريقة بشكل متقطع وتتراوح اوقات نومها بين دقائق الى ساعتين.
المصدر -كتاب العلوم
><
المفضلات