بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمات الحرب .. المعتدون وأنصارهم
المرحلة الثانية

وظهرت تعقيدات خطيرة في العالم الرأسمالي عندما تفجرت الأزمة الاقتصادية العالمية عام 1929 . وقد أضافت هذه الأزمة التي لم يسبق لها مثيل في حدتها وقوتها التخريبية الكثير من الحدة إلى التناقضات الرأسمالية . وسارعت بالسير في انهيار النظام الذي وضعته فرساي وواشنطن وفي التمهيد لاندلاع نيران الحرب العالمية الجديدة .

ولعل من أبرز مظاهر الحرب الماضية أنها لم تتخذ الصورة العالمية الشاملة منذ اندلاعها ، فقد تطورت إلى حرب عالمية بين عامي 199 و 1941 أي عندما أقحمت الدول الكبرى واحدة إثر الأخرى فيها ..وبالرغم من أن هذه الصراعات المسلحة كانت ذات طبيعة محلية إلى حد ما إلا أنها جميعا كانت تشترك في تكوين حلقات في سلسلة واحدة .

وبدأت السلسلة بغزو اليابان لأقاليم الصين الشمالية الشرقية في عام 1931 ثم سارت عبر الحرب الصينية اليابانية بين عامي 197 و1945 إلى أن انتهت باستسلام اليابان في شهر سبتمبر من عام 1945 . وليس اغتصاب إيطاليا للحبشة في عام 1935 إلا حلقة أخرى في هذه السلسلة كما أن استسلام إيطاليا في عام 1943 يؤلف حلقة أخرى . وهناك صلة واضحة بين أحداث عام 1936 عندما بدأ التدخل الإيطالي الألماني في أسبانيا وبين الاستسلام النهائي بلا قيد أو شرط لألمانيا عام 1945 وهو الاستسلام الذي أنهى حرب أوروبا .

وقد شمل الخط التاريخي للحروب الجديدة المدة المنصرمة بين عامي 1931 و1945 وإن كانت العمليات العسكرية الواسعة على النطاق العالمي الشامل هي الجزء الذي تميزت به الأعوام بين 1939 و 1945 .

وكانت للحروب التي اندلعت في المراحل المبكرة من هذه الفترة مظاهرها الخاصة وإن ظلت هذه المظاهر نفسها ظاهرة وواضحة حتى بعد تحول الحرب إلى صراع عالمي شامل . ولقد بدأت الدول الفاشية هذه الحروب كلها إذ كانت قد عقدت عزمها على سحق الطبقة العاملة وحركات التحرر الوطني وعلى استعباد الشعوب وإعادة تقسيم العالم لمصلحتها ، وحاربت الشعوب ببسالة دفاعا عن حريتها واستقلالها الوطني وعن مصلحة الديموقراطية ضد الفئة الرجعية من القوى الامبريالية وهي الفئة الفاشية .

وكان هدف سياسات ( عدم التدخل أو الحياد ) التي اتبعتها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا في الواقع تشجيعا للعدوان ، وتشجيع الدول الفاشية على تحطيم حركات التحرر الوطني والقوى الديموقراطية والثورية ولاسيما الاتحاد السوفياتي . وأدت هذه السياسة إلى صراع مسلح بين فئتي الدول الامبريالية وذلك لأن ألمانيا وإيطاليا واليابان كانت تريد استغلال السياسة الغربية إلى أقصى حدود الاستغلال ، في سعيها لمهاجمة ممتلكات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا التي كانت على استعداد لتقبل كل ذلك طالما أنهم يغرقون أنفسهم في أمل استخدام الدول الفاشية لتحقيق أهدافهم .


لم تنته المرحلة الثانية بعد .. والبقية غدا بإذن الله

أخوكم
N E Z A R