أرى طفلةً , الأسى لعينيها عنوانها
أرى دموعاً سبلتها مقلتاها
أرى خوفاً حواه حشاها
...
أرى الفرائص منها ترتجف
و مقطوعة الحزن من شفتيها تنعزف
كل المآسي بها تعترف
...
أراها تائهة و عطشى
من شدة الجوع تخالها سكرى
شربت من الدم حتى غدت ريا
فأفاقت من السكر على المعيشة الضنكى
...
أيا طفلةُ , من أنتِ أخبريني ؟
من أيِّ البلاد ؟ أعلميني ...
تكلمي و قولي .. أجيبيني ..
...
قالت :
فيني لو عقلت آيات للمتوسمين
يعرفني من رآني و لو بعد حين
لا تجد لغيري هذا الأنين
.
أما عرفتني , و أنا الكسيرة و زماني عسير
عظمي كسير , و عيشي فقير
طرفي كسير , و حالي حقير
...
أطرقت قليلا لأقول :
لا تقولي أنك طفلة الأسى من فلسطين !!!
...
طفلة الأسى لا تصفق لأي شيء
ليس لأنها متكبرة
بل لأن يدها مقطوعة !
.
طفلة الأسى لا يملئ عينها شيء
ليس لأنها مغرورة
بل لأن عينها ممسوحة !
.
طفلة الأسى لا تعمل أي شيء
ليس لأنها مخدومة
بل لأنها مشلولة !
.
...
طفلة الأسى تكتسي بالسواد
في كل المواسم لبسها السواد
في الأحزان و الأفراح تلبس السواد
فرحها أن يموت واحد فقط من الأقارب
فرحها أن يسمع لجزء بسيط من جملة المطالب
فرحها أن تسلم يوما من تناوش المخالب
...
طفلة الأسى
كان الله بعونك
و كان الله بعوننا
...
..
.
رسالة خارج الموضوع :
أنا أعتذر للأنني لا أعتمد على حشد الصور في مواضيعي الأدبية
لأني كجماهير الكتاب أفرق بين الرسم التشكيلي و بين الكتابة الأدبية
المفضلات