بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
محمد بن عبدالله الصادق الامين
اما بعد
بالطبع لا أحد منا يحب الجلوس مع ثقيل الظل حتى ثقيل نفسه يفر من ثقيل الظل مثله ,
فالكل يحب أن يروح عن نفسه ويخفف عناء الحياة ومشكلاتها .
قيل للخليل بن احمد : إنك تمازح الناس فقال : الناس في سجن ما لم يتمازحوا .
ولما مزح الشعبي في بيته قيل له : يا ابا عمرو , وتمزح ؟
قال : قراء داخل وقراء خارج نموت من الغم .
ولكن البعض قد يتجاوز خفة الظل إلى خفة الدين فيخرج المهموم من
عنده وقد أصبح أكثر هما وعناء ومن هذه التجاوزات
1- الاستهزاء بشيء من الدين
فيتخلى عن دينه و مبادئه ليضحك الآخرين ( قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ) التوبة أية 65-66
ويقول رسول الله صلى الله علية وسلم : ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة يضحك بها جلسائه يهوي بها في النار أبعد منها في الثريا ) .
2- الكذب
يقول صلى الله علية وسلم : ( ويل لمن يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له ).
3- إخافة أخية المسلم بقصد إضحاكه
وهذا يؤدي إلى تضرر أخيه المسلم أخيه صحيا بل قد يؤدي إلى وفاته ,
فمن قتل شبه العمد والذي فيه دية مغلظة إن يضربه في غير مقتل بسوط أو عصا
صغيرة أو بوكزه بيده بيده أو يلقيه في ماء قليل أو يصيح بعاقل في غفلته أو يوهم طفلا صغيرا أنه
سيسقطه من شاهق فيؤدي ذلك الى الموت
فهذا قتل شبه العمد وقد يصيح في إذنه فيقده سمعه
وهذا فيه دية الأعضاء .
ومنهم من يكذب حتى يجعل المكذوب علية يشهق شقة فيموت من هول الفاجعة بحجة
انه يلعب معه الكاميرا الخفية فأين هؤلاء من حديث رسول الله صلى الله علية وسلم
( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده )
فنجد البعض لا يعرف في مزاحه إلا بالكم والضرب بل يتجاوز ذلك
الى رفع السلاح وكم قتل أخ أخاه ووووووووووووو بمثل هذه التصرفات السخيفة
يقول رسول الله صلى الله علية وسلم : ( من حمل علينا السلاح فليس منا )
حتى ولو لم يؤدي إلى قتله أليس هذا من التلاعب
بالأعصاب هل من الذوق أن نزيد صاحب العناء عناء وصاحب الهم هماً ؟
يقول رسول الله صلى الله علية وسلم : ( لا يأخذ أحدكم عصا أخيه لاعبا ولا جادا فمن اخذ عصا أخيه فليردها إليه )
فإذا كان النهي عن أخذ عصا فكيف بأخذ أو إخفاء ماهو أهم من ذلك فيحرجه أو يضيع وقته ويتلاعب بأعصابه .
4- التلفظ بالألفاظ البذيئة أو الجارحة
فقد يتمادى الصديق فينادي صديقه بأبشع الألقاب ويشتمه بحجة أن صاحبه معتاد منه على ذلك
متناسيا قول علام الغيوب العالم بحقائق النفوس وخفاياها
( وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ) الإسراء53
فالله لا يأمرنا أن نقول الحسن وإنما الأحسن ولذلك كان الصحابة
يختارون أطيب الكلام كما ينتقي أطايب الثمر ,
ولكن الاحظ ان الكثير من الأعضاء لا يئولون فرصة في الإفراط في المزاح مع بعضهم
فيلقب العضو في احدى الردود بإحدى الألقاب فسرعان ما يقوم الأعضاء الباقين بحفظه
في ذاكرتهم ويقومون بنشره كما تنتشر النار في الهشيم
لا اعر ف ماذا يفكر أولئك هل يدخلون السعادة إلى قلوبهم من حيث الألقاب السيئة او البحث عن ألقاب تجعل العضو يجنن جنونه من هذا اللقب
ولعله قد ظهر السبب في انتهاء الكثير من الصدقات بل
وتحدولها عداوة نحن هنا لنكون اخوة في الله لا ان نصع العداوه .
انا اعتقد ان هذا الشيء يحدث من عدم الالتزام بمنهج الله في التعامل
إن النبي صلى الله علية وسلم
لما أراد أن يمازح طفل صغير كناه ورفع من قدره فكان يقول له : ( يا ابا عمير مافعل النغير ) .
وأخيراً ولكي لا أطيل عليكم أقول
إن المزاح مثل الملح للطعام إن زيد فيه مج وترك .
ارجوا أن أكون قد وفقت في طرح هذا الموضوع
والسلام وعليكم ورحمة الله وبركاته
albalasi
المفضلات