"لكن ماذا عن صغاري الرائعين؟ , هل يوجد من يضاهيهم في العالم؟ , انظر لهؤلاء الشباب والفتية! يالها من خامة! إنني بهم أستطيع صنع عالم جديد.. شباب نشيط قوي عنيف، شباب مهيمن جبار.. هذا ما أريده وما أنا وراء تحقيقه الآن.. شباب لاضعف فيه ولا ميوعة، شباب لايبالي بالألم، شباب .. أريد أن أرى أعينه تبرق مرة أخرى بالزهو وبمقدرة الوحش الكاسر".

ادولف هتلر




ميلاد الطاغية
Tha Birth of a Tyran


في مساء ليلة العشرين من ابريل عام 1889 , ولد طفل لأب نمساوي في الثانية والخمسين من عمره مسئولاً بالجمارك وام ريفية في العشرين من عمرها. سمى المولود الجديد [ أدولف] وهو اسم غير عادي لطفل غير عادي , لأنه قدر لهذا الطفل , الثالث في ترتيب اولاد ابيه ان يصعد يوماً إلى اعلى درجات السلطة والنفوذ ويقود آلة الحرب الألمانية الرهيبة ضد العالم اجمع.

كبر الطفل وصار فتى ضعيف البنية مترهل البدن له عينان متحجرتان وشارب غريب , ثم بعد ذلك فتح قارة بأكملها ومزقها اشلاء تسبح في بحار من الدماء , وانطلق نحو العالم يريد ان يفعل به كما فعل بهذه القارة العظيمة , فتطلّب ذلك إتحاد العالم والدول ضد قوته الهائلة .. وتم ذلك اخيراً على حساب باهظ.

إن قصة هتلر ليست حكاية جميلة ابداً , بل على العكس انها قصة بشعة دموية , لا تحتوي على أي قدر من الرحمة والشفقه , إنها قصة إنسان شاذ دموي قاتل اطلق على نفسه (( الألماني الأكثر أصالة )) , (( الزعيم الديمقراطي الأعظم على مر العصور )).

ولد الطاغية في بيئة ريفية قاسية حيث جاء طرفا عائلته من بلدة تدعى فالد قيرتل بجنوب النمسا , كان يعيش في هذه المنطقة الخلفية المحاطة بالتلال مجتمع من صغار الفلاحين الكادحين , فقد كان معظمهم فقير , كانت طباعهم قاسية لقساوة عيشهم هناك , فـ نادراً ما يضحكون او يبتسمون , وكانوا يعيشون متقاربين مع بعضهم البعض ويتزاوجون فيما بينهم.

كان جد هتلر [يوهان جورج هيدلر] فلاحاً اجيراً يعمل متنقلاً من قرية لأخرى , ثم صار بعد ذلك صاحب مطحنة يطحن الحبوب للفلاحين القادمين من القرى المحيطة. وفي احد الأيام تقابل مع فتاة ريفية تدعى [ماريا آنا شيكلجروبر]. وفي عام 1837 وضعت مارياآنا طفلاً اسمته [ألويس] , نشأ وتربى هذا الـ ألويس والذي هو والد الزعيم النازي أدولف هتلر في بيت عمه [نيبوموكهيدلر].
كان ذلك قبل ان يولد أدولف باثنى عشر سنة , وفي ذاك الوقت بسط الأب [ألويس] اسم العائلة هيدلر إلى هتلر , واصبح معروفاً بهذا الأسم الأخير.




الإبن ضد ابيه


Boy Against Father


كانت والدة أدولف [كلارا بويلتزل] ربة بيت هادئة أمينة ومجتهدة , وكانت فوق ذلك تتسم بالرصانة والوقار , وصورها تؤكّد ذلك ايضاً , وكانت زوجة نشيطة تحافظ على البيت براقاً دائماً , وكانت مطيعة لزوجها تحاول إرضاءه بكل السبل.

كان أدولف إبنها المقرب , وقد قالها هو بنفسه :"أنا دلوعة أمي" , كان هتلر يحب امه حباً جماً وكانت تبادله الحب نفسه , واستغل هو ذلك الحب فـ كل ما يطلبه يجده , لم يكن يجد صعوبة في تلبية طلباته فـ قد كان سهل التأثير عليها . ومع هذا فـ قد كانت تصفه بالشذوذ عن باقي الأطفال وكانت صارمة في تأديبه عندما يخطئ.
كان والد هتلر رجلاً قاسياً عنيفاً متحجر القلب لا يعرف الحلول الوسطى .. ربما هتلر اخذ منه هذه الصفات.
تقاعد الأب ألويس مبكراً وشعر بالفراغ في وقته , ولكنه شغل نفسه بتربية النحل وبيع وشراء الأراضي.
لقد كان هذا الأب الصعب صارماً للغاية في بيته , ما يقوله قانون لا يمكن لأحد الإعتراض عليه او حتى إيداء الرأي فيه !! , ولم ينجُ هتلر من سوطه , حيث كان بينهما خلاف مستمر , ربما يكون هذا الخلاف بسبب فارق السن الكبير بين الأب والولد , فعندما كان هتلر في الثانية عشر من عمره كان والده في الرابعة والستين ! , وكان هتلر يخشى الاقتراب من عتبة البيت خوفاً من عقاب والده الصارم.
كان الوالد يهزأ بالابن ويوبخه بعنف من اجل تربيته , لكن الإبن كان دائماً ضد إرادة ابيه التي كان محورها المستقبل , فقد كان الأب يريد من ابنه الإجتهاد في الدراسة للتخرج والحصول على وظيفة حكومية مرموقة , لأن الأب ينظر على ان الوظيفة الحكومية امان في المعيشة والراتب , لكن أدولف يكره سماع ذلك , وقد صارح ابيه في احد الأيام بانه يريد ان يصبح رساماً , فصرخ الأب في وجهة على الفور قائلاً : "لا وألف لا" .. "لا يمكن ذلك " .. " ابداً ما دمت حياً " .
ولكن أدولف اكتشف طريقة يمكنه فيها الإسمرار في عناده وتنفيذ رغبته , كانت الطريقة ان يرسب في الدراسة فيضطر والده لدفع تكاليف إعادة قيده في الفصل الدراسي نفسه إلى ان ييأس ويخضع للأمر الواقع !.

يـتبـع..