بعد ذلك بوقتٍ قصير, بدات المحاضرة الأولى, وأمتلئت القاعة بالطلاب والطالبات وفي وسط الهدوء الذي عم المكان لم يكن يسمع سوى صوت
الشخص الذي يلقي المحاضرة , كانت "ساكورا" تعوم في بحر الشرود وكأنها في عالمٍ آخر, ولم تشعر بما يدور من حولها مطلقاً, و "رينا" كانت تتحدث
بصوت خافت مع الفتاة "ميمي" التي كانت تجلس بجانبها...
بعد مرور ساعتان إنتهت المحاضرة, ورفعت "رينا" يديها عالياً وقالت في إنتعاش:
ـ وأخيراً إنتهى هذا الجو الممل.
ووجهت بصرها نحو "ساكورا" التي إستمرت بالنظر إلى الأمام وهزتها قائلة:
ـ هيه... "ساكورا"... ما الذي تفكرين به؟
بدت "ساكورا" في تلك اللحظة كمن عاد إليه عقله, وقالت في إرتباك:
ـ لا... لاشيء.
ثم أشارت "رينا" إلى "ميمي" قائلة:
ـ هذه صديقتنا الجديدة "ميمي".
بدت الطيبة واضحة على وجه "ميمي" وهي تقول:
ـ سعدت بلقائك.
إبتسمت "ساكورا" ورحبت بها هي الأخرى, وقاطعتها "رينا" قائلةً في تسائل:
ـ بماذا كنتِ تفكرين طوال وقت المحاضرة؟
إرتبكت "ساكورا" وهي تقول بضحكةٍ مصطنعة:
ـ لقد كنتُ أفكر بأمر "تيما".
رمقتها "رينا" بنظراتٍ غريبة وإبتسامةٍ اغرب وقالت في سخرية:
ـ تفكرين بـ "تيما" أم بالشخص الآخر؟
إحمر وجه "ساكورا" وهي ترد عليها:
ـ ما الذي تقولينه؟.... كفي عن المزاح.
ووضعت رأسها بسرعةٍ على الطاولة وسمعت "ميمي" تهمس قائلة:
ـ هل تقصدين الفتى المدعو "آندي"؟
رفعت "ساكورا" رأسها وأقتربت من "ميمي" قائلة في إصرار:
ـ هل تعرفينه؟
هزت رأسها نفياً وقالت متابعة:
ـ كل ما سمعته أنه في المستوى الثاني مع شقيقته "تيما".. ومشتركان في مسابقة رسم أفضل لوحة.
صرخت كلٌ من "ساكورا" و "رينا" قائلتان:
ـ مستحيـــــــــــل...
ضربت "ساكورا" بيدها على كتف "ميمي" وقالت:
ـ هل أنتِ واثقة؟
أجابتها "ميمي" مستغربة:
ـ نعم.... لقد سمعت بعض الطلاب يقولون هذا.
شعرت "ساكورا" بالإرتياح وعادت إلى مكانها وهي تقول:
ـ حمدلله.
عقدت "رينا" يديها وقالت موجهةً كلامها إلى "ساكورا":
ـ لكن.. هل أنتِ واثقة بأنك ستصبحين صديقةً له؟
صرخت في وجهها قائلة:
ـ هذا ليس من شأنك.
وقطع هذا الشجار صوت تساقط كتبٍ على الأرض ومرافقٌ له صوت صرخة فتاة, ثم نظروا إلى الخلف ورأوا شاباً يقف بجانب فتاة تجلس على الكرسي
وتصرخ عليه قائلة:
ـ كيف تجرؤ على رمي الكتب على قدمي؟... ألا تعلم بأن هذا مؤلم.
إنحنى الشاب "هنري" أمامها وقال معتذراً:
ـ أعتذر على تصرفي هذا.
وجلس على الأرض وبدأ بجمع الكتب الذي سقطت وحين أنهض إنحنى لها مرةً أخرى وغادر القاعة من الباب الخلفي, شعرت "ساكورا" بالتضايق من تصرف
الفتاة "لوسكا" وذهبت إليها قائلة :
ـ لماذا فعلتي هذا...؟
رفعت عينيها لتنظر إلى من يقف أمامها وتسائلت ببرود:
ـ من أنتِ؟ وما شأنك؟
أخفضت "ساكورا" حاجبيها وقالت في آسى:
ـ لقد أشفقت على ذلك الشاب.
أخذت "لوسكا" حقيبتها ووضعتها على كتفها قائلة:
ـ إلحقي به إذن... عليكِ يا عزيزتي ألا تنخدعي كثيراً, معظم الشباب هنا فاسدين وأنا أكرههم جميعاً ولا يمكنني أن أثق بهم.
أغمضت عينيها وقالت بصوتٍ خافت:
ـ أنتِ مخطئة.
غادرت "ساكورا" القاعة وهي مستائةُ جداً
المفضلات