العفو ........... التكملة ..........

بعد ذلك بوقتٍ قصير, بدات المحاضرة الأولى, وأمتلئت القاعة بالطلاب والطالبات وفي وسط الهدوء الذي عم المكان لم يكن يسمع سوى صوت
الشخص الذي يلقي المحاضرة , كانت "ساكورا" تعوم في بحر الشرود وكأنها في عالمٍ آخر, ولم تشعر بما يدور من حولها مطلقاً, و "رينا" كانت تتحدث
بصوت خافت مع الفتاة "ميمي" التي كانت تجلس بجانبها
...
بعد مرور ساعتان إنتهت المحاضرة, ورفعت "رينا" يديها عالياً وقالت في إنتعاش
:
ـ وأخيراً إنتهى هذا الجو الممل
.
ووجهت بصرها نحو "ساكورا" التي إستمرت بالنظر إلى الأمام وهزتها قائلة
:
ـ هيه... "ساكورا"... ما الذي تفكرين به؟

بدت "ساكورا" في تلك اللحظة كمن عاد إليه عقله, وقالت في إرتباك
:
ـ لا... لاشيء
.
ثم أشارت "رينا" إلى "ميمي" قائلة
:
ـ هذه صديقتنا الجديدة "ميمي
".
بدت الطيبة واضحة على وجه "ميمي" وهي تقول
:
ـ سعدت بلقائك
.
إبتسمت "ساكورا" ورحبت بها هي الأخرى, وقاطعتها "رينا" قائلةً في تسائل
:
ـ بماذا كنتِ تفكرين طوال وقت المحاضرة؟

إرتبكت "ساكورا" وهي تقول بضحكةٍ مصطنعة
:
ـ لقد كنتُ أفكر بأمر "تيما
".
رمقتها "رينا" بنظراتٍ غريبة وإبتسامةٍ اغرب وقالت في سخرية
:
ـ تفكرين بـ "تيما" أم بالشخص الآخر؟

إحمر وجه "ساكورا" وهي ترد عليها
:
ـ ما الذي تقولينه؟.... كفي عن المزاح
.
ووضعت رأسها بسرعةٍ على الطاولة وسمعت "ميمي" تهمس قائلة
:
ـ هل تقصدين الفتى المدعو "آندي"؟

رفعت "ساكورا" رأسها وأقتربت من "ميمي" قائلة في إصرار
:
ـ هل تعرفينه؟

هزت رأسها نفياً وقالت متابعة
:
ـ كل ما سمعته أنه في المستوى الثاني مع شقيقته "تيما".. ومشتركان في مسابقة رسم أفضل لوحة
.
صرخت كلٌ من "ساكورا" و "رينا" قائلتان
:
ـ مستحيـــــــــــل
...
ضربت "ساكورا" بيدها على كتف "ميمي" وقالت
:
ـ هل أنتِ واثقة؟

أجابتها "ميمي" مستغربة
:
ـ نعم.... لقد سمعت بعض الطلاب يقولون هذا
.
شعرت "ساكورا" بالإرتياح وعادت إلى مكانها وهي تقول
:
ـ حمدلله
.
عقدت "رينا" يديها وقالت موجهةً كلامها إلى "ساكورا
":
ـ لكن.. هل أنتِ واثقة بأنك ستصبحين صديقةً له؟

صرخت في وجهها قائلة
:
ـ هذا ليس من شأنك
.
وقطع هذا الشجار صوت تساقط كتبٍ على الأرض ومرافقٌ له صوت صرخة فتاة, ثم نظروا إلى الخلف ورأوا شاباً يقف بجانب فتاة تجلس على الكرسي

وتصرخ عليه قائلة
:
ـ كيف تجرؤ على رمي الكتب على قدمي؟... ألا تعلم بأن هذا مؤلم
.
إنحنى الشاب "هنري" أمامها وقال معتذراً
:
ـ أعتذر على تصرفي هذا
.
وجلس على الأرض وبدأ بجمع الكتب الذي سقطت وحين أنهض إنحنى لها مرةً أخرى وغادر القاعة من الباب الخلفي, شعرت "ساكورا" بالتضايق من تصرف

الفتاة "لوسكا" وذهبت إليها قائلة
:
ـ لماذا فعلتي هذا...؟

رفعت عينيها لتنظر إلى من يقف أمامها وتسائلت ببرود
:
ـ من أنتِ؟ وما شأنك؟

أخفضت "ساكورا" حاجبيها وقالت في آسى
:
ـ لقد أشفقت على ذلك الشاب
.
أخذت "لوسكا" حقيبتها ووضعتها على كتفها قائلة
:
ـ إلحقي به إذن... عليكِ يا عزيزتي ألا تنخدعي كثيراً, معظم الشباب هنا فاسدين وأنا أكرههم جميعاً ولا يمكنني أن أثق بهم
.
أغمضت عينيها وقالت بصوتٍ خافت
:
ـ أنتِ مخطئة
.
غادرت "ساكورا" القاعة وهي مستائةُ جداً