كتبتُه أساسًا للتسلية، بدأ الأمر في حصة اللغة الإنكليزية، أثناء حل أسئلة درس "الاختراعات" (Inventions) مع الأستاذ والطلاب. وصلنا إلى سؤال يقول: اكتب عن اختراع ما، سؤال لطيف يحث على التفكير، وينمّي قدرة الطلاب على التعبير وكتابة الموضوعات، وكالعادة، الخطأ الذي يزعجني في التدريس بالبلاد العربية، مازال يتكرر، أمرَنا الأستاذ عند ذلك السؤال أن ننسخ ما سيكتبه، وبدأ بالكتابة على اللوح إجابةً لهذا السؤال، لا أعرف ما الفائدة من هذا إن كانت هناك فائدة أصلًا! كان الطلاب عندها يكتبون بلا فائدة، ومنهم من يفهم ما ينقُله من العِبارات الإنكليزية، وبعضهم ينقل دون أن يفهم حتى! كان أمرًا سخيفًا لا داعي له. عندها لم يمنعني شيء من فعل ما فعله بقيّة الطلاب (وهو ما أفعله كل مرة)، ولكن فكرةً قد خطرت ببالي، وهي كتابة شيء من عندي، لم أفكّر في تنفيذ ذلك إلا لغرض التسلية، وعندها قررت أن أكتب موضوعًا عن تاريخ الطائرات المروحية المقاتلة. كان بإمكاني أن أكتب ذلك الموضوع لأني أملك خلفية سابقة عن هذه الآلة، وكذلك كنت قد حضّرت نفسي سابقًا بجمع مجموعة من المعلومات عن الحوامات المقاتلة من موسوعة "ويكيبيديا" الإنكليزية على الإنترنت، فعلت ذلك لأني ظننت أن اختبار اللغة الإنكليزية -الذي أخبرنا الأستاذ عنه- سوف يكون في هذا اليوم، وسوف يأتي حتمًا السؤال "اكتب عن اختراع ما"، ولم يأتِ الاختبار، وأثناء الحصة أتى ذلك السؤال بالمصادفة أثناء حل التدريبات في الكتاب، فقررت أن أكتب الموضوع . استغرق الأمر ساعتين، عكسَ ما توقعتُ تمامًا، فقد ظننت أنه يمكنني كتابة الموضوع بسرعة أثناء اختبار اللغة الإنكليزية؛ الذي لا يتجاوز طوله الخمسًا وأربعين دقيقة! P: ، انتهيتُ بعد أن انخلط السطر الأخير (رقم 15) مع نص السؤال الثاني في الصفحة، وقد كانت كل الكلمات مضغوطة، وقد نسيت أيضًا بعض العِبارات فأضفتها فيما بعد، هذه النهاية جعلتني أعدّ الموضوع في الصفحة على أنه مجرد مسودّة!. وفي حصة التعبير من الأسبوع نفسه، قررت أن أكتب الموضوع ذاته باللغة العربية، وأريه لأستاذ التعبير وأرى ردة فعله! في تلك الحصة تكرر موضوعان مرات عدة، شهر رمضان، وأضرار التدخين، كانت حصةً سخيفة كالعادة، وذلك ما شجعني لكتابة موضوعي وإلقائه، فهو جديد! وعندما وقفت لألقيه أمام الطلاب، ساد الصمت من بعد قراءتي للعنوان، بعكس كل ما كان يحدث قبل ذلك (فأستاذي مسكين ولا يمكنه ضبط الصف! P: ). وبعد سماعهم للموضوع لم يصدّق أحد أني أنا من كَتَبته، حتى أن الأستاذ قد سألني "لطيف، من أي جريدة أتيت بهذه المقالة؟"... كانت قصة ظريفة، بدأت عندما أردتُ أن أتسلّى وانتهيت بموضوع يمكن مدُّه إلى أن يصبح مقالة حقيقية!... قررت بعد كل شيء أن أنقله إلى هنا، وهذا ما فعلته.


رد مع اقتباس

المفضلات