هذه قصيدة المتنبي في مدح سيف الدولة من أجمل ما قرأت في المدح

عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ
= وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها
= وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ
يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ
= وَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ
*****
إِذا كانَ ما تَنويهِ فِعلاً مُضارِعاً = مَضى قَبلَ أَن تُلقى عَلَيهِ الجَوازِمُ
وَكَيفَ تُرَجّي الرومُ وَالروسُ هَدمَها
= وَذا الطَعنُ آساسٌ لَها وَدَعائِمُ
وَقَد حاكَموها وَالمَنايا حَواكِمٌ
= فَما ماتَ مَظلومٌ وَلا عاشَ ظالِمُ
أَتوكَ يَجُرّونَ الحَديدَ كَأَنَّهُم
= سَرَوا بِجِيادٍ ما لَهُنَّ قَوائِمُ
*****
وَقَفتَ وَما في المَوتِ شَكٌّ لِواقِفٍ = كَأَنَّكَ في جَفنِ الرَدى وَهوَ نائِمُ
تَمُرُّ بِكَ الأَبطالُ كَلمى هَزيمَةً
= وَوَجهُكَ وَضّاحٌ وَثَغرُكَ باسِمُ
تَجاوَزتَ مِقدارَ الشَجاعَةِ وَالنُهى
= إِلى قَولِ قَومٍ أَنتَ بِالغَيبِ عالِمُ
*****
أَلا أَيُّها السَيفُ الَّذي لَيسَ مُغمَداً = وَلا فيهِ مُرتابٌ وَلا مِنهُ عاصِمُ
هَنيئاً لِضَربِ الهامِ وَالمَجدِ وَالعُلى
= وَراجيكَ وَالإِسلامِ أَنَّكَ سالِمُ
وَلِم لا يَقي الرَحمَنُ حَدَّيكَ ما وَقى
=
وَتَفليقُهُ هامَ العِدا بِكَ دائِمُ