شكراً إبراهيم على فتح الموضوع

أُحب أن أشارككم بقصيدة من الشاعر محمود غنيم والتي يصوّر فيها حال الإسلام والمسلمين في الوقت الحاضر، ويوازن بينه وبين عزّة الماضي وقوته. ويدعو إلى الوحدة ومد يد العون لكل المسلمين.

رأيي الشخصي:
من أجمل ما قرأتُ في وصف واقع المسلمين، دقة في التعبير واختيار المفردات التي تشخّص الداء وتضع الدواء، فهلّا تستجيب أمة الإسلام !

قرأتْ عيناي هذه القصيدة وسمعتْها أذناي للمرة الأولى عندما كنتُ في المرحلة المتوسطة، فلم تزل محفوظة في ذاكرتي منذ ذلك الحين.



محنة العالم الإسلامي

مـالـي ولـلـنـجـمِ يـرعـانـي وأرعــاهُ ** أمسى كِلانا يـخـافُ الـغـمـضَ جفناهُ
لـي فـيـك يـا لـيــلُ آهـاتٌ أُرَدِّدُهـا ** أَوّاهُ لـو أجْـدَتِ الـمـحـزونَ أواهُ
لا تـحْـسَـبَـنِّـي مُـحِبَّـاً يـشـتكي وَصَـباً ** أَهْـوِنْ بـما في سـبـيـلِ الـحُبِّ ألقاه ُ
إنِّـي تَـذَكَّـرْتُ والـذكـرى مُـؤَرِّقةٌ ** مـجـداً تـلـيـداً بـأيـديـنـا أضـعـناه ُ
أنَّـى اتّـجَـهْـتَ إلى الإسلامِ فـي بـلـدٍ ** تَـجِـدْهُ كالطيـرِ مـقـصـوصاً جـنـاحـاه ُ
ويـحَ الـعُـرُوبـةِ كان الكونُ مـسـرحَـهـا ** فـأصـبـحـت تـتـوارى فـي زوايـاه ُ
كم صـرّفـتْـنا يدٌ كـنّـا نُـصَـرِّفُـهـا ** وبـاتَ يـمـلِـكُـنا شـعـبٌ مـلـكناه ُ
كم بالـعـراقِ وكم بالـهـنـدِ مـن شـجـنٍ ** شـكا فَـرَدّدَتِ الأهـرامُ شـكـواه ُ
بـنـي الـعـروبـةِ إنَّ الـقـرحَ مـسَّـكُـمُ ** ومـسَّـنـا نـحـن فـي الإسـلامِ أشـباه ُ
لـسنا نَـمُـدُّ لـكـم أيـمانَـنا صِـلـةً ** لـكـنَّـمـا هـو دَيـنٌ مـا قـضـيـنـاه ُ
اسْـتـرشـدَ الـغـربُ بالـماضي فَـأَرشَـدَهُ ** ونـحنُ كان لـنـا مـاضٍ نـسـيـنـاه ُ
إنَّـا مـشَـيـنـا وراءَ الـغـربِ نَـقْــبِسُ من ** ضـيـائـه فَـأَصَـابَـتْـنـا شـظـايـاه ُ
بالله سـلْ خَـلْفَ بـحرِ الرومِ عن عَـرَبٍ ** بالأمسِ كانـوا هُـنا والـيـومَ قـد تـاهـوا
وانـزِلْ دِمَـشْـقاً وسائلْ صـخْرَ مـسـجـدِها ** عـمَّـنْ بـنـاهُ لـعلَّ الـصخـرَ يَـنـعاه ُ
هـذي مـعالـمُ فُـرْسٍ كـلُّ واحـدةٍ ** مـنـهـنَّ قـامـت خـطـيـباً فاغـراً فاه ُ
اللهُ يـعلمُ ما قـلَّـبـتُ سـيـرتَـهـمْ ** يـوماً وأخـطـأَ دمـعُ الـعـيـنِ مـجـراه ُ
لا دَرَّ دَرُّ امـرئ يُـطـري أوائِـلَـهُ ** فـخـراً ويُـطرقُ إنْ ساءلْـتَـهُ ما هـو
يا مـن يـرى عُـمَـراً تـكسـوه بُردَتُــه ** والـزيـتُ إِدْمٌ لـهُ والـكـوخُ مـأواه ُ
يـهـتـزُّ كـسـرى عـلى كُـرسِـيِّـه فَـَرقاً ** مـن خـوفِـهِ ومـلوكُ الـرومِ تـخـشاه ُ
يا ربِّ فـابـعـثْ لنا مـن مِـثْـلِـهِـم نَـفَـراً ** يُـشَـيِّـدُون لـنا مَـجـداً أضَـعـنـاهُ