أمَّا امتحان الآخرة ففي كتابٍ لا يغادر صغيرةً ولا كبيرةً إلاَّ أحصاها ، قد حوى الأقوال ، وأحصى الأفعال ، وأحاط بالحركات والسَّكنات ، وألمَّ بالخطرات والهنَّات والزلاَّت !

قال تعالى :{ ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلاَّ أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحدا }
لا إله إلا الله

سؤال خطير ؛ جِدُّ خطير ، عن كلِّ كبير وصغير وعظيم وحقير !
قال تعالى :{ فوربك لنسألنهم أجمعين * عما كانوا يعملون }
إنه موقف السؤال والحساب بين يدي ملك الملوك وربِّ الأرباب !
قال تعالى { وقفوهم إنَّهم مسئولون }
عن ابن مسعود رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :" لا تزُولُ قدَما ابن آدم مِن عندِ ربِّه حتَّى يُسألَ عن خمس : عن عُمرِهِ فيما أفناهُ ، وعن شَبابِهِ فيما أبلاهُ ، وعن مالِهِ مِن أينَ اكتسَبَهُ وفيما أنفَقَهُ ، وماذا عمِلَ فيما عَلِمَ "
لا إله إلا الله

:" ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين . فعميت عليهم الأنباء يومئذ فهم لا يستاءلون "

أما امتحان الآخرةفهو في { يوم كان مقداره خمسين ألف سنة }
لا
هذا ولا شيء !
هذا فقط ما قبل الحساب !!
هذا قبل الشفاعة الكبرى
ما بعده هو الأدهى
والأمرّ
لا إله إلا الله

قال تعالى : { قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم فاسأل العادين * قال إن لبثتم إلاَّ يسيراً لو أنكم كنتم تعقلون * أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وإنكم إلينا لا ترجعون * فتعالى الله الملك الحق ..}
هذه الآية من الآيات العظام .. التي تقشعر منها الجلود

قال سبحانه :" قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون . أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون . فتعالى الله الملك الحق لا إله هو رب العرش الكريم "

لا إله إلا الله

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يقولُ الله يا آدمُ ، فيقولُ : لَبَّيكَ وسعدَيكَ والخيرُ في يدَيكَ ، قالَ : يقُولُ أخرِج بَعثَ النَّارِ ، قالَ : وما بعثُ النّارِ ؟ قالَ : مِن كُلِّ ألفٍ تِسعمِائَةٍ وتسعةً وتِسعِينَ ، فذلكَ حِين يشِيبُ الصَّغيرُ وتَضعُ كُلُّ ذاتِ حملٍ حملَها ، وترى النَّاس سكارى وما هم بسكارى ، ولكنَّ عذابَ الله شديدٌ "
لا إله إلا الله

لا حول ولا قوة إلا بالله

اللهم اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا

اللهم ما عصيناك استخفافا بك .. اللهم شهوات غلبتنا ، اللهم رحماك

أمَّا امتحان الآخرة فلا فرصة ثانية ولا كرَّة آتية ..
وبعد كل هذه المقارنات

ننكب على امتحانات الدنيا كأننا خلقنا لأجلها
أين نحن من هذا ؟

ما بالنا بعد كل العلم هذا .. على الدنيا منغمسين ولملذاتها ساعين ؟

وعن الله فارين ؟

يدعونا لجنة عرضها السماوات والأرض ورحمة منه ورضوان أكبر !!
منه إلى إبليس فارين ؟!
منه إلى شهواتنا لائذين ؟!


والله إنه لخسران مبين

حتام التردي في أوحال الدنيا هذه ؟

تسأل الواحد : ذاكرت ؟
نعم .. ودي أنجح وأصير دكتوووووووووووور

يا مسكين .. لو باغتك الموت وأنت داخل لاختبار الرياضيات ؟
ماذا سينفعك من المذاكرة ؟

يا مسكين .. هب أنك صرت دكتورا .. وراتب عال .. ومن ثم ؟؟

ومن ثم ؟

نجحت في هذا الإختبار .. ما ظنك في اختبار الدنيا ؟ الذي جزاؤه يوم يوقن المعرضون بدناءة الدنيا !!

لا إله إلا الله

جزاك الله خيرا أختي الفاضلة

والله إن هذا الموضوع من أنفع ما قرأتُ وأجل ما انتفعت به

آميــن ..

هنا .. محاضرة لنفس الشيخ - رحمه الله -

ولكن عن - مسؤولية الآخرة -

هنا

وهنا
هذه من أنفس ما سمعت للعالم العابد هذا
نحسبه والله حسيبه

كيف هيَ (الصدق مع الله) ؟

أنصحكم بشدة بسماعها .. فستعينكم بإذن الله ..

روابط مباشرة ..



هنا

وهنا
جار سماعها

كأن كلماته صواعق زاجرة

جزاه الله عنا خيرا

الله يكثر من أمثالك أختي الفاضلة

نحسبك والله حسيبك

الله يهدي على يديك خلقا كثيرا

الله يثبتنا وإياك على الطاعة

اللهم اغفر لنا

رب اغفر وارحم وأنت خير الغافرين

والله يحفظك ويرعاك

والسلام