واسترسل في ذكرياته وأقداره التي كانت تخبئ المفاجأت ..
V
V
(3)
بعد أيام كابد الهم والحزن بعيدا عن حبيبه ... خرج ذلك اليوم على الشاطئ جلس على الشاطئ
ثم خطى بخطوات مثقلة ..ثم أخرج هاتفه النقال وأدار القائمة وأخرج اسم صاحبه واتصل به
الحزين / ...................
صاحبه/ نعم !
الحزين /......
صاحبه بلهجة الممازح/ (حيا الله بدر ,,يا أخي كل هذا شوق لصوتي !)
بدر / ............. محمد...........!
محمد يقول في نفسه تطور واضح كاسر حاجز كبير للمرة الأولى ينطق باسمي ..
أشعر بأن الصمت بدأ يختنق !!
محمد// هل أنت محتاج لشئ !
بدر/ كنت سأسأل إن كان بإمكانك أن تأتي للشاطئ !
محمد / ولما لا ! أنا مشغول قليل بأمر ما ! دقائق معدودة وسأكون عندك ...
بدر أخذ يقلب في هاتفه قليل دلف إلى الأستديو رآى صورة من بين الصور
سقطت دمعته ! تمنى لو يستطيع حضنها لدقائق فقط! لكن فات الآوان !
لامس رآسه ركبتيه والشاطئ يصافح قدماه ...والدنيا أمامه ماء في ماء ..
هناك يد برفق على كتفه / لم يعجبني أن أراك هكذا !
بدر / ...........................................
محمد / يا أخي الدنيا لاتستاهل دموعنا ..
الدنيا لحظات قصيرة وتفنى
الدنيا كهذا البحر أمامك ..لحظة تكون قوية وتصدمنا وهذا بقدر الله ..
ولحظة تسايرنا وهذا بفضل الله .. فلا تتضجر ..
هل رآيت تلك السمكة التي تقفز في البحر هذا نحن في دنيا ..
لا تزيد نفسك عذابا ..ولا تكبلها بالهموم ..وانطلق فيها تحدوك ابتسامة
مهما كان قدرك ... ومهما كنت خائفا من المستقبل !
أتعلم أن لو حزنت لن يعود فائت .. ولن يأتي بعيد فلما الجزع أخي !!
اهتم بشؤونك وشوؤن أهلك ووالديك ... لاترهق والدتك بهذه القسمات الحزينة ...// وهنا
أجهش بدر بالبكاء وانتحب بصوت عالي ...شعر بأن الآمواج حوله ازداد تلاطمها ..
وازداد اضطرابها ..شعر بأن الشاطئ ضاااااااق بما حوى !
شعر بأن ذلك البحر بوسعه أصبح قطرة ....!
محمد لم يتعجب لآنه لم يعلم بعد قصة هذا الحزين !
بدر// ليتني أستطيع أهتم بشؤونهما !
محمد// ولما لا ! وأنا سأساعدك مادمت أستطيع ...
بدر / ياصاحبي سأخبرك أقداري وهداياها
كنت شابا مرحا بشوشا ..لا أهتم بأمر الآخر
كنت أهتم فقط باللعب واللهو !
كنت شابا محبا للحياة بكل ألوانها .. لم يترك لي والدي شئ حتى
لبياه لي ... خطبا لي أجمل فتيات الدنيا ...
ومــــــــــــــــع ذلك !!
كنت عاق لوالدي ولا أهتم بشؤون أسرتي بالرغم
أكبر الأولاد ..
كان والدي بحاجتي لمساعدته في امور المنزل بحكم سفراته ...
لكن لم أكن أغير من مجرى حياتي فأنا أسهر في الليل وأنام في النهار
كنت أضيع بعض الفروض ...
كنت دائما مع صحبي ومايطلبونه ألبيه لو يكلفني نفسي !
كنت أضرب مثلا في الوفاء وأنا أسطورة في الجفاء والجحد
لو كنت وفيا لوفيت لمن شقيا في سعادتي إلى أن وصلت إلى ما أنا عليه ...
في يوم من الآيام طلب مني والدي أن أوصله وأسرتي إلى /أحد أقربائي في قرية تبعد عنا مسافة /
فرفضت متعلل بأصحابي ...
قال لي والدي يافلان دعك منهم اليوم واخدمني فأنا بحاجتك !
تجاهلت كلامه ..
فقال والدي .. أسأل الله أن يردك للحق ردا جميلا استودعك الله ..
وركب لسيارته واختي الصغيرة تلوح لي بيديها وهي تقول (مع السلامه)
أي سلامة أو دعتني إياها !
لم أفكر وذهبت لأصحابي ولهونا وضحكنا ...عدت للمنزل في الفجر كعادتي...
ونمت !
وفي الظهر آتاني اتصال أنت فلان قلت نعم !
قال نتمنى أن تحضر إلى المستشفى (.......) لأن أهلك حصل لهم حادث
وجميعهم بخير لاتقلق ..
لكن نتمنى حضورك !
حينها دخلني نوعا من المبالاة اتصلت على أصحابي واحدا واحد
ليوصلني ... فمنهم من يعتذر ومنهم من لايرد على هاتفه ..!!
هنا أخذت سيارة (أجرة ) وذهبت ..
عندما وصلت للمستشفى دخلت مسرعا !
نظرت يمنة ويسرة ثم رآيت هناك فوضى في جزء من المستشفى
فأسرعت بخطواتي فآخرجت بطاقتي لرجل الآمن وسألته
قال ان شاءلله كلهم بخير ... وكانت تعلوه علامات الحزن !
قلت /أين هم ..
أشار لي إلى الدكتور المختص فذهبت إليه وسألته
قال لي / الحمدلله على كل حال والدك وأختك الصغيرة .......
...............................
محمد مشدوهة عيناه من هول ماسمع وقلبه بدت تتزايد نبضاته
خوفا من خبايا قصة صاحبه!!
ونحن كذلك فينا خوف من خبايا قدر بدر !!
فلنتابع
ماذا يحصل لأهله ؟!
والده وأخته ؟!
لحظة حنيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن تقطع انتماء الحزين لواقعه !!
تابعوني ..
المفضلات