الأسباب كثيرة وربما نستطيع إيجازها - فيما يأتي:
1- عزفنا عن القراءة نتيجة لعزوفنا عن القرآن الكريم وتعاليمه، ولتركنا العمل بتعاليم السنة المطهرة، وهما يدفعان الناس دفعاً للقراءة والتعلم، ويكفينا قوله سبحانه وتعالى: {اقرأ}، وقول رسول الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم): "اقرأ وارقَ".
2-قصور وضعف مناهج التعليم والتربية في الوطن العربي والإسلامي، واعتمادها على عملية التلقين والحفظ في الأغلب، مما جعل الكثير من الطلبة يبتعدون عن القراءة والكتاب بعد أن غرست في نفوسهم صورة من العداء التقليدي للكتاب المدرسي المقرر عليهم.
3- غياب مفهوم التعليم والتثقيف الذاتي عند الكثير من الطلبة.
4-منافسة الوسائل الإعلامية للكتاب وخاصة الفضائيات والإذاعات، لما تحتويانه من برامج ترفيهية، وإثارة وجذب للمشاهد أو المستمع، مع الغياب الواضح للبرامج الهادفة.
5- العقلية (الكروية) لدى الشباب بدلاً من العقلية القرائية، والتي ربما تكونت بسبب التركيز المكثف عليها في وسائل الإعلام في بلداننا؛ فالكثير من أبناء مجتمعاتنا همهم الوحيد وتطلعهم الأمثل يكون منصباً باتجاه الرياضة ونجومها!! وإن قرأوا فإنهم يقرأون في مجال الرياضة (البدنية) فقط.. وفقط!! وأما الرياضة (الفكرية والعقلية) فلا محل لها من الإعراب في قاموس حياتهم اليومية.
6-حالة الإحباط واليأس التي يعيشها الإنسان في المجتمع العربي والإسلامي بشكل عام؛ فالبعض من الشباب يتساءل: ماذا سنجني من القراءة؟ هل ستصنع لنا صاروخاً نغزو به الفضاء؟ هل ستمنع عنا اعتداءات الصهاينة المغتصبين لأرضنا وحقوقنا؟ هل ستحل لنا مشكلة البطالة؟ إلى غير ذلك من التساؤلات التي لا تكاد تقف عند حد.
7- الغزو الثقافي الغربي، وترويج ثقافة الميوعة واللامبالاة، والأنانية، وخطط الاستعمار؛ للإجهاز على الأمة فكرياً وحضارياً، وغياب الروح التشجيعية، وسيطرة النـزعة الغربية الطاغية في الاهتمام بالجوانب المادية على حساب النظرة المعنوية للإنسان والحياة.
هذه الأسباب وغيرها -والتي قد تتداخل مع بعضها- ربما تكون من العوامل التي ساعدت على جعلنا أمةً لا تقرأ، وبالتالي أمة تعيش في أمواجٍ وبحارٍ من التخلف الحضاري الرهيب.
المفضلات