وتبقى الأرض تحمل معها هذه الأصناف من الناس إلى أن يشاء الله :
صنف من المتملقين والمتملقات ينفخون في الكلام نفخا ويقبلون الأيادي والأرجل ليرضى عنهم الخلق ، ثم لا يرضون
وصنف قد قتله داء العشق ، فأعماه، فإلهه معشوقه به يأتمر وبه ينتهي ، وفي الأخير تطعنه تلك المعشوقات ، ثم لا يرضون
وصنف مبتسم إبتسامة الضبع ، وإذا رأيت نيوب الضبع بارزة لا تحسبنها تبتسم ، وفي خلف قناع الإبتسام يخفون نفس شيطان مريد ، يوالون على الأهواء ويعادون عليها، ثم تلك الأهواء تتبرأ منهم، ثم لا يرضون.
وصنف حاقد ، يقطع الدهر بالإفساد في الأرض، لن ترتاح نفسه إلا بالإفساد ، فقلبه مريض ، ثم ماذا بعد؟؟ ، أينما ذهب رد الله كيده في نحره ، وزاد مرضا إلى مرض، وأبغضه الخلق وأقرب الأقربين ، ثم لا يرضون.
وصنف قد كثروا في عالم من نفاق ، وهمي ، يتشبعون بما لم يعطوا ، ويتقمصون ألف شخصية ، ثم ماذا، ثم لا يرضون
وصنف وصنف وألف صنف.
إن الراحة كل الراحة أن تكون كما أنت ، فليدم كل حر على سجيته ، ولا يتصنع شيئا ليس له ، وليصدق فإن حبل الكذب قصير.
ولو شئنا أن نحكم حكمهم ، لحكمنا على قبح ما يُظهرون.
يا ربي صن خُطايا من خطاياَ ، واهدني واهدي سوايا وجميع العالمين.
وتستمر الطبائع الأربع ، ليستمر معها الكاشف عن الحقيقة.
المفضلات