ملاحظة : أخيتي folla، لا تنسي تصحيح الأخطاء -^^- !!
الفصل الثالث و العشرون
مباراة مدرسية، و أشياء أخرى
استمرت المدرسة بسلام و هدوء. كانت هناك مباراة لاكروس، و كانت [إليزابيث] مشتركة فيها. كانت مباراة داخلية لا خارجية، لذا، فقد شاهدتها المدرسة بأكملها بينما شعرت [إليزابيث] بالحماس الشديد.عندها أصدر [ويليام] أمره : "عودوا إلى أماكنكم في الحال" جلس الكل بدهشة. من ذا الذي تحدث؟ لم يكن هناك سوى ولد واحد واقف، و هو [مارتن فوليت]، بوجه مُخضر متردد. سأله [ويليام] : "مالذي تريد قوله يا [مارتن]؟ تحدََّث!"
كان [جوليان] و [روبرت] يلعبان أيضا. كان [جوليان] عظيما في كل الرياضات، حيث أنه كان سريعا كالريح، و يستطيع الإمساك بالكرة بسهولة.
قالت [إلين] قبل أن تخرج الفريق إلى الملعب : "علينا أن نلعب جيدا اليوم. هناك لاعبون جيدون من الفصل الأول هذه السنة. و الآن يا [إليزابيث]، مرري الكرة متى استطعتِ، و –من أجلي فقط- لا تصابي بنوبة من الجنون إذا ضربك أحد أعدائك في كاحلك! [جوليان]، ابقَ بجانب [إليزابيث] قدر الإمكان، و اجعلها تمرر لك الكرة، فأنت تستطيع إمساكها أفضل من أي شخص آخر."
كانت مباراة مثيرة، ففريق المدرسة الأخرى كان قويا حقا، فتعادلت المدرستان طوال الوقت. أصيبت [إليزابيث] في يدها لأن أحد الأعداء ضربها بعصاه خطأ، و قد آلمها هذا كثيرا حتى شعرت بأنها تريد التوقف عن اللعب.
رأى [جوليان] و جهها المقتضب فهتف : "هذا من سوء حظك! لكنكِ تلعبين جيدا يا [إليزابيث]، أكملي اللعب هكذا! سنسجل هدفا قريبا، و لست [جوليان] إن لم نفعل!"
ابتسمت [إليزابيث] ابتسامة واسعة. تحسن ألمها و لعبت بشكل رائع. سجلت المدرسة الأخرى ثلاثة أهداف، و كذلك سجلت [وايتي ليف]. و راقب الطلاب المشاهدون ساعاتهم بقلق، لم يتبقى سوى دقيقة واحدة حتى انتهاء المباراة!
ثم حصلت [إليزابيث] على الكرة، فركضت نحو المرمى. هتف بها [جوليان] : "مرريها، مرريها! هناك شخص ما خلفكِ!"
فمررت [إليزابيث] الكرة بمهارة، فأمسكها، لكن عدوا آخر كان يشكل عقبة أمامه و يحاول إخراج الكرة من شبكته، فأعادها بسرعة إلى [إليزابيث]. و بينما هي تركض بها، رأت شخصا ثالثا من الفريق الآخر يحدها. عندها، قامت برمي الكرة بأقوى ما عندها نحو المرمى بيأس.
كانت رمية طائشة، لكنها بطريقة أو بأخرى، دخلت المرمى! قفزت الكرة على الأرض ثم تحركت ببطء و تفادت خط المرمى.
جنت مدرسة [وايتي ليف] من السعادة. و أُطلقت صافرة الوقت، و خرج الفريقان من الملعب. قام [جوليان] بضرب [إليزابيث] في ظهرها بقوة حتى أنها اختنقت و قال في غبطة : "هذا لصالحكِ يا [إليزابيث]! بالضبط في الوقت المناسب. يا له من أمر رائع!"
ردت [إليزابيث] بأمانة : "في الحقيقة، كان الأمر برمته محض صدفة. لم أركز في المكان الذي كنت ألقي الكرة إليه، لقد رميتها بطيش فدخلت المرمى بالصدفة!"
تجمع الفصل بأكمله حولها، مباركين و سعداء من أجلها. شعر الجميع بالفرحة و السعادة و الارتياح. ثم ذهب الفريقان و تناولا عشاء عظيما معا. كان كل شيء ممتعا جدا.
قالت [روزماري] : "أظن بأنكِ يجب أن تصبحي عريفة من جديد! لم أشعر بالفخر أو السعادة في حياتي أكثر من اللحظة التي أدخلتي فيها الكرة إلى المرمى يا [إليزابيث]. في اللحظة التي أُطلقت فيها الصافرة! كدت أنسى أن أتنفس!"
ضحكت [إليزابيث] قائلة : "يا إلهي! لو أن الناس يصبحون عرفاء فقط لإدخالهم الكرة في المرمى، فهذا سهل سهل جدا!"
لم يشعر أحد برغبة في عمل التحضير تلك الليلة. و أراد [جوليان] استعمال بعض أصواته. و نظر إليه الآخرون محاولين جعله يبدأ صوتا ما. كان السيد [ليزلي] هو الذي يراقبهم أثناء التحضير، و لم يمانع أحد في بعض التشويق بدلا من الملل.
أراد [جوليان] إسعاد الآخرين. و تساءل عما كان عليه فعله. هل يصدر صوت آلة خياطة؟ أو ماذا عن صوت نحلة تَطِن؟
ألقى نظرة على كتابه. لم يكن قد بدأ دراسة اللغة الفرنسية بعد، و تذكر وعده الذي قطعه على نفسه في تلك الكنيسة الصغيرة منذ عدة أيام. لن ينسى ذلك أبدا.
و ضع يداه على أذنيه و بدأ العمل. ربما إن كانت هناك عدة دقائق متبقية في نهاية التحضير سيستطيع أن يفعل شيئا مضحكا، لكنه سيقوم بعمله أولا!
كان العمل سهلا بالنسبة لـ[جوليان]. كان سريع البديهة، و ذاكرته قوية. لقد أنهى قراءة الكثير بالفعل، و عرف الكثير من الأشياء الجديدة. يستطيع هزيمة الآخرين بسهولة إذا حاول. لكن الأمر لم يكن سهلا جدا في البداية، خاصة و أنه كان قد ترك عقله في خمول و كسل لفترة طويلة.
لكن في آخر أول أسبوع من المحاولة، أصبح [جوليان] الأول في الفصل! كان يتقدم [إليزابيث] بدرجة واحدة. اندهش الجميع، و كانت الآنسة [رينجر] أكثرهم دهشة.
و قالت أثناء قراءتها للدرجات : "[جوليان]، يبدو بأنك إما أن تكون الأخير في الفصل، أو الأول. في الأسبوع الماضي، كنت الأخير بجدارة حتى أنني اندهشت لوجود أي درجات على الإطلاق. أما هذا الأسبوع فأنت تتقدم [إليزابيث] بدرجة واحدة. و بالمناسبة، [إليزابيث] تبذل قصارى جهدها أيضا. أنا فخورة بكلاكما كثيرا."
احمر وجه [إليزابيث] من الخجل بينما بدا على [جوليان] بأنه لا يهتم إطلاقا. لكن الآنسة [رينجر] عرفت بأنه يتظاهر بذلك فقط. لقد غيره شيء ما، فقد أصبح يهتم الآن، و أصبح يريد استعمال عقله للعمل و المذاكرة، لا للخدع و الضحكات.
و فكرت : "ربما غيره مرض أمه. كم أتمنى أن يدوم هذا التغيير الرائع! حيث أنه من الممتع تدريس [جوليان] عندما يعمل بجد. أتمنى أن لا يعود الأخير في الفصل في الأسبوع القادم."
لكن كان من المحال أن يصبح [جوليان] الأخير مجددا. كان سيبقي وعده طيلة حياته. و لن يهمل عقله بعد الآن.
[مارتن] هو الشخص الوحيد الذي لم يعمل بجد، و كان أسوأ من [أرابيلا] بنفسها! حيث كان الأخير تماما فتحدثت الآنسة [رينجر] معه بحدة : "تستطيع أن تقوم بما هو أفضل من ذلك يا [مارتن]. ليس من عادتك أن تكون الأخير. تبدو حالما جدا هذا الأسبوع."
لم يكن [مارتن] حالما حقا، بل كان قلقا. و تمنى لو أنه لم يخبر [إليزابيث] بسره. لأنها قد قالت له أشياء قاسية جدا و من المستحيل أن ينساها. و لم تساعده على الإطلاق.
تحدثت الآنسة [رينجر] مع [أرابيلا] أيضا فقالت : "[أرابيلا]، لقد تعبت جدا من رؤية عملك السيئ في الفصل. أنت الأكبر في العمر تقريبا. و أظن بأنكِ لو ركزتي أكثر في عملكِ، و ركزتي أقل على شكلكِ و شعرك، فسنرى أنكِ تستطيعين أن تقومين بما هو أفضل من ذلك أيضا."
توردت وجنتا [أرابيلا]. و فكرت بأن الآنسة [رينجر] غير لطيفة أبدا. و اشتكت لـ[روزماري] : "إنها تتحدث إلي بحدة أكثر من أي شخص آخر في الفصل."
كان هذا صحيحا، لأن الآنسة [رينجر] عرفت بأنها لن تستطيع التعامل مع [أرابيلا] السخيفة إلا بحدة. و كرهت الطفلة الصغيرة أن تشعر بالذل، و كرهت أن توَبخ و تلام أمام الجميع. كانت مدرسة [وايتي ليف] مفيدة جدا لها. حيث أن الكل كان يقول رأيه عنها بصراحة و يتحدث معها بحدة.
قررت في النهاية أن لا تصبح من الأواخر في الأسبوع المقبل. توقفت عن النظر إلى شعرها و لباسها، و توقفت عن إثارة المشاكل في الفصل.
قال [روبرت] الذي لم يجد وقتا للطفلة المغرورة : "ستصبحين قريبا جيدة يا [أرابيلا]. لم أسمعكِ تسألين [روزماري] اليوم عما إذا كان شعركِ مرتب أو لا. هذا رائع!"
و لأول مرة في حياتها، ضحكت [أرابيلا] على النكتة التي كانت ضدها، بدلا من الشعور بالغيظ. أجل، لكن كانت فعلا تتحول إلى طالبة "جيدة" كما قال [روبرت]!
حان وقت الاجتماع المدرسي، و قالت [إليزابيث] لـ[جوليان] : "لن يدوم طويلا. لا يوجد الكثير لفعله فيه. فلنسرع بعده و نحجز الطاولة الصغيرة في الغرفة المشتركة. لدي أحجية صور (بازل) جديدة و أريدك أن تساعدني في تركيبها."
رد [جوليان] بحماس : "حسنا."
لكن كان هناك أكثر مما توقعته [إليزابيث] في الاجتماع، و لم يكن هناك وقت لأحجية الصور في تلك الليلة. كان كل شيء غير متوقعا، و لم يدهش أحد أكثر من [إليزابيث] عندما حدث.
افتُتح الاجتماع كالعادة. لم يكن هناك سوى القليل من النقود لتوضع في الصندوق، لكن بعض الطلاب حصلوا على نقود من أهاليهم و وضعوها فيه. ثم تم توزيع النقود.
سأل [ويليام] : "أي طلبات؟"
وقف طفل صغير يدع [كونتِن] و قال : "أرجوك يا [ويليام]، القفص الذي أبقي فيه الهمستر الخاص بي تحطم. هل يمكنني أن أحصل على نقود لأشتري بها قفصا جديدا؟"
رد [ويليام] : "هذا غال بعض الشيء. و لا يوجد الكثير من النقود في الصندوق. ألا تستطيع إصلاح القفص؟"
قال [كونتن] : "لقد حاولت، لكنني لم أستطع. ظننت في البداية بأنني أصلحته لكنني لم أكن قد فعلت، فخرج الهمستر . و تأخرت على الحصة لأنني لم أستطع أن أمسكه بسرعة. إنه مع الهمستر الخاص بـ[مارتن] حاليا، لكنهما يتقاتلان كثيرا."
عندها قال [جوليان] متذكرا أن يقف و أن يخرج يداه من جيبه : "سأصلحه لك يا [كونتن]. لن يستغرق الأمر وقتا طويلا."
قال [ويليام] : "شكرا لك يا [جوليان]. لا نملك الكثير من النقود في الصندوق حاليا. لكن هناك الكثير من أعياد الميلاد في الأسبوع المقبل، لذا فقد يمتلئ الصندوق مجددا. أي طلبات أخرى؟"
لكن لم يرِد أحد أن يفرغ الصندوق أكثر من ذلك.
فقال [ويليام] : "أي شكاوي؟" لكن الصمت ساد. فبدا واضحا بأنه لا يوجد أي تقارير.
عندها أردف [ويليام] بابتسامة مفاجئة : "حسنا، ليس هناك الكثير لقوله هذا الأسبوع، باستثناء أن [جوليان] قد أصبح الأول على فصله هذا الأسبوع. أحسنت يا [جوليان] كن هكذا دائما!"
فكرت [إليزابيث] : "هذا هو ما يعجبني في مدرسة [وايتي ليف]. قد تكون ملاما، لكنك أيضا تُمدح إن قمت بعمل جيد، و هذا رائع!"
قال [ويليام] : "تستطيعون الذهاب" وقف الطلاب للمغادرة. لكن، وسط صوت أقدام الأطفال تضرب الأرض، تحدث صوت آخر قائلا : "أرجوك يا [ويليام]، هناك شيء أريد قوله!"
المفضلات