.
.
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم إخوتي وأخواتي؟
وكيف حال العطلة معكم؟
عذرًا لـتأخري الشديد ^^"
قضيةُ اليوم قضيةٌ متكررة أيضًا، لكنها حسّاسة ومهمة..
أترككم مع النص:
(الهوايات: القراءة، الكتابة، الحاسوب، و.. امم ماذا بعد؟
فكرتُ بعمق بعدها، لمَ نعتبر القراءة هواية، أو شيئًا نعتادُ فعله مرارًا ونحب ممارسته دون آخر؟
أليست القراءة شيئًا لا يجب اعتباره (هواية)؟ بل تكون شيئًا أساسيًا في كل امرئ منا، ونتفاوتُ فيما نحبُّ من
أبواب المعرفة، كحب قراءة الفنون أو العلوم أو الأدب أو غيرها..
وإن أردتُ الحق فنحن نقرأ قليلًا هذه الأيام، في صفحات الانترنت، وصفحات الجرائد، وفي بعض الأمور التي لا تضيفُ
إلا في زمن قراءتها، وما فكرنا يومًا أن نتمَّ تفسيرًا كاملًا للقرآن، ولا بقراءة (الكتاب) لسيبويه، أو بقراءة موسوعة علمية جميلة وراقية، ولا بقراءة مختصر شرح للأحاديث النبوية..
بل نحن مستعدون تمامًا لقراءة الروايــات والقصص القصيرة؛ لحبنا للقصِّ، ومستعدون جدًا أن نقرأ خاطرةً من نصف صفحة،
أو ننهي كتابًا من ثلاثين صفحة فقط، ولسنا مستعدين أن ننقب في شرح ألفية ابن مالك، أو قراءة نوادر المقامات، أو إعطاء وقتٍ يسير لقراءة بدائع ما رُوي هنا وهناك..
كثيرًا ما رأيتُ الطالبات في المكتبة متجمعاتٍ للقراءة، واستبشرتُ بالأمر خيرًا، ثم لا ألبثُ إلا أن أكتشف أن الاجتماع كان لإعداد بحثٍ لمادةٍ مــا، وأن القراءة كانت قسرية (إجبارية)؛ لأن الأستاذة لم ترضَ بالشبكة بديلًا بالمراجع!
ووصلنا إلى مرحلةٍ نفرض فيها على أنفسنا ما نحب وما نكره، وعجبي لمتخصص العلوم كيف يجهل إعراب الفاعل؛ قائلًا: إنها ليست من تخصصي!
ومتخصص اللغة كيف يجهل حقائق العصر ومتغيراته، فقراءته تنحصر فيما يرغب ويحب، رغم كوني أشجع أن نتبحر في علمنا بالقراءة والتثقيف.
يُقال: إنك لو قرأتَ يوميًا نصف صفحةٍ من علمٍ مــا فإنك ستكون عالمًا به بعد ثلاث أو خمس سنوات. فانظروا ما هي أهمية أن تقرأ شيئًا جيدًا يضيف لك..
لنتخيل هذه المعادلة معًا: فأحدهم يقرأ في علم الفلك كتبًا على مدى ثلاث سنوات، في السنة الأولى تعرّف على الفلك، ومسمياته، أشكال الكواكب فيه، نظامه، في السنة الثانية درس أشهر الكواكب والمجرات، درب التبانة، ومن يحويه، عرف خصائص معظم ما عُرف، نظر إلى صورها، وزار الفضاء في الكتب التي قرأها.. ولو أراد مزيدًا ذهب إلى محطةٍ أو محطتين، في السنة الثالثة بدأ يقرأ المجلات المتخصصة في علم الفلك، ويقرأ آخر مستجدات ما يحدث، آخر ما أنتج تقنيًا في هذا المجال،أسماء أهم من اكتشف وعلّم وألّف في هذا العلم، بعض المسائل الفرعية الدقيقة التي لو قرأها في السنة الأولى ما فهمها.. والآن أُنتج لنا مثقف قاريء من نصف ساعة كل يوم على مدى ثلاث سنوات ولو كانت خمس سنوات لوزعنا المعادلة بشكلٍ مطول أكثر..
وليس هذا فقط، فالقراءة عامةً تدلك مع الوقت على بعض شخصيتك، فأنت تحب أن تقرأ هذا الفن دون ذاك، وتعرّفك على اختلاف الأسلوب ورقيه من عدمه، فتلاحظُ خصائص الكاتب من قراءةٍ متبصرةٍ لكتابه..
ومع الوقت قد تجد نفسك معتادًا على القراءةِ، بل قد تعد يومك ناقصًا دون القراءة، وبما أننا على أبواب الشهرِ الفضيل.. فأجود وأبلغ ما يُقرأ هو كلام الله الذي تعجزُ أن تستوعب جميع ما حوى من بلاغةٍ وإعجازٍ متناهٍ لا يزال العلماء يكتشفون فيه الكثير..
وأعرفُ صديقتين رائعتين، يمزجان القراءة بالاستفادة، فواحدةٌ تقرأ الكتاب ثم تلخص ما به في نقاطٍ في دفتر منفصل؛ لتعود إليه لو احتاجت
وأخرى تضع كلمةً للمؤلف خلف الكتاب تبين رؤيتها للكتاب بأسلوبه وما حوى..
ختامًا، ربما نحتاجُ لإعادة النظر تجاه القراءة، فإن كنا قرّاء فماذا نقرأ؟ وإن لم نكن قرّاء فهلّا قرأنا؟)
وكالعادة أيضًا الأسئلة -ولا تتقيدوا بها جزيتم الخيرات- :
* ما مفهومك عن الشخص القارئ؟
*هل تقرأ/ تقرئين؟ ومتى و ما طريقتك في القراءة؟
* ما السبب -برأيك- وراء قلة القرّاء عندنا؟
* هل تحب عادة التلخيص بعد القراءة؟
* ما مقترحاتك لشخصٍ: لا يحب القراءة؟
* كيف أحببتَ القراءة؟ وهل تم تدريبك عليها؟
* أي الكتب الأقرب لقلبك (موضوعاتها كالدينية أو السياسية، الرومانسية، الثقافية والعلمية...إلخ)؟
* رشــّحـ/ـي عددًا من الكتاب والأدباء تقرأ لهم باستمرار مع وصفٍ موجزٍ لأساليبهم ووضع عناوين إن أمكن.
* ألديكَ إضافاتٌ لما سبق؟
* ما رأيك بأسلوب طرح القضية؟
ولكم كل التحيةِ
.
.
.


رد مع اقتباس

المفضلات