{4}
مر يومين على تلك الليلة وفي كل مرة يسلم علي ثم يرحل ولا يحدثني،،شعرت ان شمة ما يعيق الاتصال بيننا وكنت اصبر نفسي واهدء روع قلقي بالتعلل بعديمي القلوب فلربما ثمة من هو بقربه ولذالك لا يمكنه محادثتي...
وفي اليوم السادس بعث لي بثلاث ورقات كتب على غلافهن{لا تفتحيهن الان انتظري حتى تصلك اثنتان اخريان وبرفقتهما مجلد صغير}فأخذت انتظر معتقدة بأنه سيقوم بإرسالها الآن ولاكن ذالك لم يحدث...
مر يومان اخران وفي كل مرة يسلم علي ايضا ويرحل بينما الفضول نحو الرسائل يمزقني ولاكن علي الوفاء بعهدي فأين أذهب امام الله و امام نفسي ان خالفت الوعد،،،لهذا ضغط على نفسي وابتعدت عنهن...
في الليلة الثالثة ارسل الي المجموعة المتبقية وكتب على غلافهن{الان اكون قد اكملت نصف عمري}ثم تابع بعد فراغ متوسط{صغيرتي نصف عمري الان بين يديك لذا عليكي المحافظة على هذه المجموعة و كذالك المغلف}فبحثت سريعا بين الاوراق ولاكن لم اجد شئ ولاكن سرعان ما وصلني عبر النافذة فأكملت{مهما كانت الظروف ومهما حدث خبئي هذا المغلف جيدا فعلى الرغم من انني حاولت تأمين وصوله اليك الا انني لا اعلم اي عين غير عين الله رأت ما فعلت لذالك انتبهي واياكي واخبار اي شخص مهما كانت قرابة ذالك الشخص منك،،،اما بالنسبة لمحتوى المغلف فهولا يناسبك ولاكن كل ما عليك هو حفظه فقط}ثم كتب في النهاية كلمة{استودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه}شعرت بعظم الكلمة واخذت ارددها مرارا ثم سالت دموعي تلقائيا فقد انتابني شعور لم اشعر به من قبل انه شعور المودع فرسائله تحمل رائحة الموت...كنت اصغر من ان استوعب ذالك ولاكن قلبي كان يستوعبه...لماذا؟؟الله اعلم...
في هذه اللحظة ما عاد يهمني سوى ان ارسل له رسالة اتأكد بها مما يخيفني...فأرسلت له رسالتي وكان فيها...
بسم الله الرحمن الرحيم...
لا اعلم حتى الان محتوى مغلفك او رسائلك
ولاكنني اعدك بالا افرط فيهم ماحييت وليشهد الله على ذالك...
استشعرت من حديثك نبرة المودع فأحببت ان اقول لك
انني سأنتظرك غدا فأن لم تظهر فسأعلم انك قد رحلت
حينها اعدك بأنني سأدعو الله لك من صميم قلبي بأن يرحمك...تحياتي..
فاقترب من النافذة وكتب لي{لن انسى يوما انه ثمة قلوب نقية طاهرة في هذا العالم القاسي كقلبك}...
حين قرأت تلك الكلمات تذكرت التشبيه الذي ضربه لي{الشيخ}ففهمت قصده...امضيت تلك الليلة والحزن يغشيني وانا اتقلب على فراشي الذي صعدت اليه بعد ان تأكدة من انني قد اخفيت رسائله والمغلف في مكان آمن ...
وفي صباح اليوم التالي ذهبت الى المدرسة كعادتي وكما هي الطريق علي ان امر بجانب البناء كنت امر بجانبه كل يوم بلا اي مشاكل ولاكن هذه المرة شعرت ان المرور صعب...
في تلك الليله لم اره فعلمت انه قد رحل...اخذت دموعي تنهمر بغزاره ولاكن وبينما انا على تلك الحال اذ دخلت امي علي ففزعت لذالك وسرعان ما انشغلت بمحاولة اخفاء دموعي ولاكن لم يعد ذالك ذو فائدة فقد لاحظت امي الدموع في عيني فقالت لي وقد بدا الخوف واضحا على وجهها:ماذا بك يا{ريناد}لماذا تبكين يا حبيبتي...{فلم اجبها}
{ريناد}انا امك يا ابنتي لذا اخبريني بما يؤلمك...فأرتميت بين ذراعيها وعدت ابكي فأخذت تربت علي في حنان وتمسح على رأسي وهي تقول بدفء:لا اعلم مافي صدرك يا ابنتي ولاكن مهما يكن فالبكاء سيريحك ويخرج الحزن من قلبك لذا ابكي ابكي بكل الحزن الذي بداخلك....وبعد فترة وجيزة بدأت اهدء فعادت والدتي تربت علي في حنان وصمت فهمهمت:صديقي..عندها قالت:ماذا؟؟فأعدت:صديقي...لقد....لقد مات...ثم ضغط اسناني في الم و مرارة وانا اكرر:لقد مات..وعدت لحالتي السابقه فقالت لي امي في رثاء وهي تعيدني الى صدرها:اعلم كم هذا مؤلم ياصغيرتي ولاكنك مؤمنة بأن الموت حق وان علينا ان نموت جميعا...فتوقفت دموعي فجأة لتتحول الى غضب وقلت في حسرة:لقد قتل...قتل بلا رحمه...الام بفزع:قتل!!كيف قتل؟؟؟ومن قتله؟؟ثم اضافة بغضب:من هذا الذي يقتل طفلا في عمر الزهور..فالتفت نحو النافذة في صمت ثم اقتربت منها وانا اقول:شخص لا قلب له...لتتوقف عيناي على نافذة البناء المجاور ولاكن فجأة تغيرت ملامحي وقلت بتعجب:لم يكن كل هذا موجود البارحه..فقد رأيت كلمات كتبت على طرف النافذة من الاسفل...وبينما كنت اطل برأسي في محاولة لقرائتها فوجئت بوالدتي تقف فوق رأسي وتقول: ما الذي لم يكن موجود البارحة عزيزتي؟؟فأمتقع وجهي بشدة وسادني الارتباك ولاكن سرعان ماقلت:كنت اقصد الزبائن في المتجر هناك...ثم اشرت لجهة قريبة من البناء..الام:ماشاء الله يال بصرك الحاد اترين الزبائن عنده..فأبتسمت بإرتباك وقلت:اجل..فنظرت الي بإستغراب وهي تقول:طفله..ثم همت بقول شئ ما غير انها تراجعت وهي تقول لي:حسنا صغيرتي عليك الان العودة الى فراشك فالوقت متأخر جدا..فطأطأت برأسي وقلت:حسنا..
وضعتني في سريري ثم غطتني وقبلتني ثم رحلت وبعد ان اطمأننت لرحيلها قفزت من فراشي متجهة نحو النافذة....
في تلك الاثناء وصلت امي الى غرفتها فأستقبلها والدي بسؤاله قائلا:اين كنتي يا{صفاء}؟؟فضحكت ثم قالت: واين عساي اكون يا رجل؟؟في البيت...فرد والدي في انزعاج:اوه حسنا...وماذا كنتي تفعلين؟؟فعادت تضحك ثم قالت:كنت لدى{ريناد}...ثم تغيرت تعابير وجهها لتعتريها تعابير الحزن...فأعتدل في جلسته وقال في قلق:هل{ريناد}بها شئ؟؟الام:كلا...ولاكن هي حزينة فقط...الاب:حزينه مما هي حزينه..فتنهدت والدتي ثم جلست بجانبه وهي تقول:توفي صديقها..الاب:انا لله و انا اليه راجعون...وكيف توفي؟؟فباغتته قائلة:قتل..الاب بدهشة:ماذا قلتي؟؟؟
قتل..اتمزحين معي يا{صفاء}؟؟؟الام:كلا انا لا امزح فهذا ماقالته ابنتك...الاب:ولاكن كيف ومتى..الام بهدوء: بهدوء بهدوء..هذه الاسئلة تتوجه بها الى ابنتك وليس لي فحين سألتها قالت لي{شخص لا قلب له}وحين هممت بإعادة السؤال عليها تراجعت عن ذالك كي لا احزن قلبها من جديد...


رد مع اقتباس





والله اثرتو فيني لما شفت المشاركات علمت بوجود من يفتقد التكمله


....
اتقدم بالترحاب لمن انضم للقصة مؤخرا
-flowers0" class="inlineimg" />



المفضلات