أولاً: كل عام و أنتم بخير.
ثانياً: كل و عام و أنتم جميعاً بخير.
ثالثاً: -من جديد- كل عام و أنتم بخير.
اعذروني على التأخير فالأشغال كثيرة، لكن المهم أن الملحق بين أيديكم الآن، تفضلوا بالهناء و الشفاء
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
الملحــــق
n ها نحن أولاء في ملحق جديد . انتهت القصة في هذا العدد، لكن التساؤلات لا تنتهي ، أليس كذلك؟
n أنا لستُ على ثقة من أسئلتكم، لكنني سأبذل جهدي كي أوضح ما أستطيع إيضاحه..
n إذاً...هذه هي القضية –العويصة- التي سأثرثر – بأسلوبي الممل – عنها :
- التحول المتواصل – ميرا.
دعونا نبدأ على بركة الله
التحول المتواصل - ميرا
بدايةً، أذكركم بما قلته في العدد السابق بشأن التحول المتواصل، فهو لا يتوقف عند حد معين بل يمتد ليأخذ العقل و الذكريات من المتحول. المثال الذي سنضربه – ليس بالعصا بل سنأخذ به للشرح !! – هو ”ميرا“.
”ميرا“ متحولة إلى حوت أزرق، الذي يبلغ طوله – غالباً – حوالي 30 م، و لأن تحول ”ميرا“ متواصل ، فهي تتغير يوماً بعد يوم، لقد بدأت أولى مراحل التحول عندها عندما كانت في السابعة من العمر ، و هي سن مبكرة للتحول خاصة لمن هم من أبناء العوام مثل ”ميرا“، كانت تلك المرحلة متمثلة في قدرتها على حبس أنفاسها تحت الماء لمدة تزيد عن الثلث ساعة ! و قد انتبهت ألفا شمال آسيا – روسيا - و هو موطن ”ميرا الأصلي – لهذا الأمر في مسابقات النشء للسباحة ، و قد أبدت صغيرتنا المتحولة براعة منقطعة النظير في هذه الرياضة، و في الغوص كذلك، و بإجراء بعض التحاليل تبين أنها متحولة بشكل متواصل، و لم تلبث أن زاد حجم جسدها على نحو مخيف بعد شهرين، و هو ما اضطر والديها لإرسالها إلى مدرسة ألفا بعد أن كانا رافضَين للفكرة لمَّا لم يثبت أمامهما دليل قاطع على قصة التحول هذه. بعد شهر و نصف بدأ جلدها يأخذ اللون الأزرق عند التحول، و قدرتها على كتم أنفاسها تتطور، و ظلت دون جديد طوال ستة أشهر لكن الزعنفة اليمنى بدأت بالظهور بعد ذلك، لم تكن مكتملة النمو آنذاك، بل احتاجت لعدة أشهر أخرى كي تكتمل و تنضج، ثم بدأ التحول النفسي ؛ لقد صارت ”ميرا“ عصبية، و زادت شهيتها للأسماك كثيراً، و هو ما أقلق مدير فرع ألفا هناك لأنهم لا يملكون تجهيزات ملائمة لـ“حوت“ ، و هكذا حاول عبثاً أن يقنع والديها بالسماح لها بالسفر إلى ألفا العرب، لكن والدها –اليهودي- رفض الفكرة تماماً لعام و نيف؛ لكن حينما صارت ”ميرا“ في الحادية عشرة، جرت أحداث كثيرة لوالديها انتهت بإعدام الأم الروسية و مقتل الأب، و هكذا لم يعد لـ“ميرا“ من مفر من الذهاب إلى ألفا العرب، بعد أن صارت يتيمة تماماً، و يائسة بائسة حزينة. هناك تعرفت على ”رشا“ و البقية و كانت السيدة / ليلى لا تزال على قيد الحياة، و مع مرور الأيام و الأشهر بلغ حجمها عند التحول – ثمانية أمتار كاملة، و اكتمل نمو الذيل في نهاية عامها الثالث عشر، ثم صار التحول وجدانياً؛ حيث زاد حنينها إلى الماء و البحر و المحيط، و صارت ترتعب عند رؤية زيت كبد الحوت، و تهتاج عند سماع أخبار صيد الحيتان..
ملحوظة: كل مرحلة تحول جسدي تعد عذاباً مستعراً بالنسبة لأي متحول بشكل متواصل، و لنا أن نتصور كم الصرخات التي أفزعت الفتيات ليلاً في سكن الطالبات و أثارت لوعة المشرفة و قلق ”رشا“ التي صارت تقيم معها في نفس الحجرة، كانت ”ميرا“ تمضغ الوسادة و تمزق الغطاء و تبكي و هي تتلوى في الفراش بينما ذيلها يبرز فجأة ثم يختفي و مرة تخرج زعنفتها اليمنى أو يتحول جسدها بالكامل ليكسر المكان و الجدار إلا أن الفراش كان مصنوعاً خصيصاً من أجلها فلم ينكسر حتى الآن.
لابد من أن أشير إلى نقطة هامة، يعد تحول ”ميرا“ المتواصل سريعاً جداً مقارنة بغالبية المتحولين، إذ أن المعتاد هو أن تتم المرحلة الأخيرة – وهي التحول الكامل للدماغ- في عمر 30 – 40 عاماً، أما و الحال هكذا فإن ”ميرا“ ستسبح في المحيط المتجمد الشمالي في عمر العشرين!!
خلاصة القول أن التحول المتواصل يبدأ تدريجياً جسمانياً و نفسياً و وجدانياً و ينتهي بتحول الدماغ حيث يفقد المتحول كل قدرة على استعادة الذكريات أو العودة إلى الهيئة البشرية. في التحول العادي تتحدد هيئة التحول مباشرة دون تأخير.
كان الله في عونكِ يا ”ميرا“، لقد امتلأتِ ألماً و حزناً حينما تحولت زعنفتكِ اليسرى قبل تلقيكِ المهمة بقليل و لم يكن المدير على علمٍ بأمر تحولك بعد ، و جاهدتِ لتقاتلي ”ميرمايد“ التي لاحظت نظراتكِ الحزينة المتألمة الواهنة، ثم تحولتِ مجدداً في وقتٍ حرج ؛ تحولت داخل شباك القرصان و مزقت الأشواك الحادة جلدك ، لتمزق صرخاتكِ الآذان و تبكي لأجلكِ حيتان المحيط.... ترى ما كنه هذه المرحلة من التحول؟ هل يمكنكِ أن تعيشي بشكل سليم بعد أن فقدتِ كماً مهولاً من الدماء؟ حقاً ، إن قدركِ أن تشقي و تتألمي ، أكثر مما تألمتِ سابقاً، كان أبوكِ مجرماً مخادعاً و عاشت أمكِ ضحية الخديعة حتى جاءتها طعنة غادرة في الظهر من أقرب الأقربين.. لقد أسلمتِ بعد أن كنتِ يهودية، ربما كان إسلامكِ غضباً على والدكِ و عناداً و انتقاماً منه، و ربما كان إسلاماً عن قناعة..“ميرا“، حاولي ألا تفقدي الأمل، ربما يكون البحر هو مأواكِ الحقيقي، قلبكِ يحن إليه و عقلكِ يحلم به ، لذا لا تحزني أنتِ بين أصدقاء و أحسبكِ ستظلين دوماً مع الأصدقاء...
من/ صديق من البحر
و إلى لقاء آخر في عدد آخر
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


رد مع اقتباس

، لكن هذا ليس سبب قِصَر المقاطع، بل لأنني
لأن مستوى نباهتي 
-yes0" class="inlineimg" />


المفضلات