. .

. .
على ضفة الحلم..
كنا.. وعشنا.. ضحكنا.. بكينا، ثم افترقنا!
نجمتان كنا.. مضيئتان فوق الغيوم تتهامسان..
لا أحدَ يصلُنا، جمالًا.. ضياءً.. حُبًّا وأنسًا!
كنتُ أبصرُ الدنيا بعينين.. عينٌ لي.. وثانيةٌ لكِ!
ما أبصرهُ بعيني كان سرابًا.. ظلامًا.. وتيهًا!
وعينكِ.. آه من عينكِ! ما كانت لي سوى نبراسًا ودليلًا وهدىً!
لا يملأ عينيَّ سواكِ.. ولا حضن يدفئ يدي غير يدكِ!
تقرئيني شِعْرًا.. أصيلًا.. رقيقًا.. بليغًا..
و أهمسكِ لحنًا، عذبًا.. حُلوًا.. لطيفًا~
أيامٌ كُنا، والوِدُّ مجلسنا ومؤنسنا.. رفيقنا وطريقنا..
ثم انفرطَ عِقدُ سنين السعادة والهناء!..
وبقيتُ وحدي! أرقبُ سربَ الضياع.. والألم!
تعصف بيَ الدنيا ، تهلكني.. تُشْقِيني ولا تُؤنِسُني!
دون سَندٍ و روحٍ كانت تؤازرني.. ترافقني..
هكذا أعيشُ.. دونَ حياة، فالدنيا قد فارقتها الحياةُ مُذ غادرتكِ!
وهنا أنا! أجلس على حافةِ تابوتِ أحلامٍ وأدها البُعد!
أحلامٌ بنيناها.. تشاركناها، ثمَّ وَلَّى كُلُّ شيءٍ.. وانقضى!
وما عدتُ أرغبُ بشيء.. لا في الحلم ولا الأمل ولا الحياة..
الأمل.. الذي كنتُ تتغنينَ بهِ كثيرًا.. وتنفخينه روحًا في صدري كلما أدركني اليأس!
واليوم لا أمل.. فالأمل موتٌ بلا "أمل"!
نعم قد رحلتُ، ولا صاحبٌ ملَكَ قلبي.. كما فعلتِ!
قلبي ليسَ عُشًّا خاويًا.. تسكنين قلبي، وأنَّى لكِ أن تعلمين؟
آثمةٌ.. برحيلي، مخطئةٌ.. كما عَهدْتِنِي!.
. .
طَيْفْ - الثَّالِثُ عَشَر، مِن شَهْر صَفَر.
المفضلات