۩ دفاعاً عن الآل والأصحاب | وردُّ كل مفترٍ كذّاب ۩ "

[ منتدى نور على نور ]


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 38 من 38

العرض المتطور

  1. #1

    الصورة الرمزية [مِسعَرُ حَرب

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    2,871
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ۩ دفاعاً عن الآل والأصحاب | وردُّ كل مفترٍ كذّاب ۩ "

    شبهات حول الفاروق رضي الله عنه -4- :




    شبهة عدم إعتقاد عمر بعصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
    :

    يقول أحدهم:
    (( ومن مواقف عمر المتعددة تجاه النبي وسنته نفهم بأنه ما كان يعتقد يوماً بعصمة الرسول بل كان يرى أنه بشر يخطئ ويصيب.
    ومن هنا جاءت الفكرة لعلماء أهل السنّة والجماعة بأن رسول الله معصوم في تبليغ القرآن فقط وما عدا ذلك فهو يخطيء كغيره من البشر ويستدلون على ذلك بأن عمر صوّب رأيه في العديد من القضايا ))






    روى البخاري في صحيحه عن الزهري: قال: أخْبَرني عليُّ بن حسين: أن حسين بن عليٍّ أخبره: أن عليَّ بن طالب أخبره: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طرقهُ وفاطمة بنت النبي عليه السلام ليلةً، فقال:
    ألا تُصلِّيان. فقُلت: يا رسول الله، أنْفُسنا بِيَدِ الله، فإذا شاءَ أن يَبعَثَنا بَعَثَنا، فانصرف حين قلنا ذلك ولَمْ يَرْجع إليّ شيئاً، ثمَّ سمعتُهُ وهو مولَّ يضربُ فخذهُ وهو يقول: وكان الإنسان أكثر شيءٍ جدلا ))

    فهل من موقف علي هذا تجاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي رفض طلبه وأغضبه نفهم بأنه يرى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معصوم بتبليغ القرآن فقط، وما عدا ذلك فهو يخطئ ويصيب كغيره من البشر، لذلك لم يُعر طلبه اهتماماً؟! فما هو جواب هذا الطاعن؟!



    هذا الطاعن يدّعي أن علماء أهل السنة يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم معصوم
    بتبليغ القرآن وفقط، وما عدا ذلك فلا عصمة له وأنا لا أريد من هذا الطاعن إلا أن يأتي ولو بمصدر واحد لأهل السنة يقولون به مثل هذا القول المكذوب، وأنّا له ذلك، والمضحك هنا أن هذا الطاعن لم ينتبه إلى أن أهل السنة لم يُسمَّوا بأهل السنة إلا لأنهم المتبعون لسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم المقتفون لها فهنيئاً لهم!.



    ثم يقول
    (( وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما يروي البعض من الجهلة يقبل مزمارة الشيطان في بيته وهو مستلق على ظهره والنسوة يضربن الدفوف والشيطان يلعب ويمرح إلى جانبه حتى إذا دخل عمر بن الخطاب هرب الشيطان وأسرع النسوة فخبأن الدفوف تحت أستهن وقال رسول الله لعمر ما رآك الشيطان سالكاً فجاً حتى سلك فجاً غير فجك.
    فلا غرابة إذا أن يكون لعمر بن الخطاب رأي في الدين ويسمح لنفسه لمعارضة النبي في الأمور السياسية وحتى في الأمور الدينية كما تقدم في تبشير المؤمنين بالجنة ))




    لا يوجد حديث في أيٍّ من كتب السنة بهذا اللفظ، والحمد لله أن كتب الحديث السنية موجودة وتملأ الأسواق فعلى طالب الحق أن يبحث عن هذه الرواية المكذوبة.

    لا شك أن هذا الطاعن يشير إلى بعض الأحاديث الصحيحة التي يعرفها، ولكن عقدة الإنصاف أبت عليه إلا أن يتلاعب بسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويخلط ما يريده منها ليُخرج لنا كذباً يعزوه لأهل السنة‍!؟
    وسأسوق روايتين أعتقد أنه حاول خلطهما فأخرج ما يسميه رواية لأهل السنة :

    الحديث الأول: رواه البخاري في صحيحه (( عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل أبو بكر، وعندي جاريتان من جواري الأنصار، تُغَنِّيان بما تَقَاولت الأنصار يوم بُعاثَ، قالت: وليْستا بِمُغنِّيتين، فقال أبو بكرٍ: أمَزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذلك في يوم عيدٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا أبا بكرٍ إن لكلِّ قومٍ عيداً، وهذا عيدُنا ))

    والحديث الآخر: أخرجه الترمذي في سننه عن بريدة: قال: (( خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض مغازيه، فلما انصرف جائت جارية سوداء فقالت: يا رسول الله إني كنت نذرت إن ردّك الله سالماً أن أضرب بين يديك بالدُّفّ وأتغنّى، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن كنت نذرت فاضربي، وإلا فلا، فجعلت تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب، ثم دخل عليّ وهي تضرب، ثم دخل عثمان هي تضرب، ثم دخل عمر فألقت الدف تحت إستها، ثم قعدت عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن الشيطان ليخاف منك يا عمر، إني كنت جالساً وهي تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب ثم دخل عليّ وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب، فلما دخلت أنت يا عمر ألقت الدف ))



    وهذان الحديثان لا يوجد ما يقدح بهما فهما حديثان صحيحان، والجاريتان اللتان ذكرتا في الحديث الأول هما فتاتان لم تبلغا الحلم، وكانتا تغنّيان في يوم عيد وبالطبع ليس كالغناء المعروف الذي يحرّك الساكن ويبعث الكامن ويثير الغريزة من الغناء المحرّم، وهذا ظاهر بقول عائشة
    ( وليستا بمغنّيتين )

    وأما انتهار أبو بكر لهما وإضافة الضرب بالدف لمزمار الشيطان فلأنها تلهي وتشغل القلب عن الذكر، ولكن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال له:
    (دعهما) وعلل ذلك بقوله ( إن لكل قوم عيداً، وهذا عيدنا )

    والحديث الآخر فيه أن جارية سوداء قالت للرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنها نذرت إن رجع سالماً أن تضرب بالدف فقال لها
    ( إن كنت نذرت فاضربي، وإلا فلا ) فأباح لها النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن تضرب لايفاء النذر وإلا فلا ..... ثم بعد ذلك دخل أبو بكر ثم عليّ ثم عثمان وعندما دخل عمر ألقت الجارية بالدف ثم قعدت عليه فقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مقولته التي أثقلت هذا الطاعن( إن الشيطان ليخاف منك ياعمر )
    فهل بعد هذا المدح من النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعمر من مديح.




    ثم يقول
    (( وزاد عمر في الطين بلة عندما ولي أمور المسلمين فأحل ما حرّم الله ورسوله وحرّم ما أحل الله ورسوله )) ثم يشير بالهامش بقوله (( كقضية إمضائه الطلاق الثلاث وكتحريمه متعة الحج ومتعة النساء ))



    بالنسبة الإدعاء أن عمر حرّم متعة الحج ومتعة النساء فقد أجبنا عن ذلك وافياً فيما مضى بما يغني عن الاعادة هنا.

    وبالنسبة لامضائه الطلاق الثلاث فعن ابن عباس قال
    (( كان الطلاق على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر وسنتين من خلافة عمر، طلاق الثلاث واحدة، فقال عمر بن الخطاب: إن الناس قد استعجلوا في أمر قد كانت لهم فيه أناة فلو أمضيناه عليهم، فأمضاه عليهم ))
    هذا الحديث يبين أن الرجل إذا طلّق امرأته ثلاثاً تقع طلقة واحدة، وظل الأمر على ذلك حتى جاءت خلافة عمر وفي السنتين الأولتين أبقى عمر الطلقة الواحد البائنة، ولكن عندما رأى تهاون الناس في التطليق وعبثهم فيه أراد أن يشدد عليهم في ذلك تأديباً وردعاً لهم فأوقع الطلاق ثلاثاً وهذا من اجتهاده وفقهه رضي الله عنه وقد وافقه الصحابة في زمانه على ذلك ولا شك أن علياً واحداً منهم وليس ذلك تحليلاً لما حرم الله ورسوله فإنه لم ينسخ الحكم إنما جعله مرتبطاً بالعلة وهو أعلم بمراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك إضافةً إلى أنه الامام المسؤول عن رعيته أمام الله عز وجل، فيجب عليه أن يسوسهم ويرشدهم لما يصلحهم وأن يردهم للصواب إن تقاعسوا عن المطلوب أو قصّروا في الحقوق، وأن يعمل على ما يصلحهم وينفعهم، وعمر قد ثبت أنه من أفاضل الصحابة وأعلمهم بالدين، واجتهاده هذا اجتهاد سائغ، وعلى فرض أنه أخطأ فهذا من الخطأ الذي يرفع الله به المؤاخذة.



    وقد اعترف بفضله وعلمه خيار الصحابة، فقد روى الشعبي عن عليّ قال
    (( ما كنّا نبعد أن السكينة تنطق على لسان عمر ))

    وقال ابن مسعود:
    (( كان عمر أعلمنا بكتاب الله، وأفقهنا في دين الله وأعرفنا بالله، والله لهو أبين من طريق الساعين، يعني أن هذا أمر بيّن يعرفه الناس ))
    وقال أيضاً :
    (( لو أن علم عمر وُضع في كفّة ميزان ووضع علم أهل الأرض في كفّة لرجح عليهم وقال إني لأحسب تسعة أعشار العلم ذهب يوم ذهب عمر ))

    وقال مجاهد
    (( إذا اختلف الناس في شيء فانظروا ما صنع عمر فخذوا به ))

    وقال أبو عثمان النهدي (( إنما كان عمر ميزاناً لا يقول كذا ولا يقول كذا ))




    ولكن لعل هذا الطاعن لن يقتنع بهذا الكلام، فسأضطر لكي أنقل من الإمامية الاثني عشرية والمعتمدة لديهم رأي أهل البيت رضي الله عنهم في عمر:

    يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه واصفاً زمن حكم عمر بقوله
    (( لله بلاء فلان فقد قوّم الأوَد وداوى العمَد، خلّف الفتنة وأقام السنّة، ذهب نقيَّ الثوب قليل العيب أصاب خيرها وسبق شرّها، أدّى إلى الله طاعته، واتقاه بحقّه، رحل وتركهم في طرقٍ متشعّبة، لا يهتدي فيها الضاّل ولا يستيقن المهتدي ))

    وقال عنه أيضاً
    (( ووليهم والٍ فأقام واستقام حتى ضرب الدين بجرّانه ))

    وفي كتاب ( الغارات ) لابراهيم الثقفي يذكر أن علياً وصف ولاية عمر بقوله
    (( ... وتولى عمر الأمر وكان مرضيّ السيرة، ميمون النقيبة ))

    وعندما شاوره عمر في الخروج إلى غزو الروم قال له
    (( إنك متى تسر إلى هذا العدو بنفسك، فتَلْقَهُم بشخصك فتُنكب، لا تكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلادهم، ليس بعدك مرجع يرجعون إليه، فابعث إليهم رجلاً محْرَباً، واحفز معه أهل البلاء والنصيحة، فإن أظهرك الله فذاك ما تحب، وإن تكن الأُخرى كنت ردءاً للناس ومثابة للمسلمين ))





    ويقول محمد آل كاشف الغطاء في كتابه ( أصل الشيعة وأصولها ) الذي ادعى هذا الطاعن أنه تمتع بقراءته!
    (( وحين رأى ( أي عليّ بن أبي طالب ) أن الخليفتين أعني الخليفة الأول والثاني ( أي أبو بكر وعمر! ) بذلا أقصى الجهد في نشر كلمة التوحيد وتجهيز الجنود وتوسيع الفتوح ولم يستأثرا ولم يستبدا ( انظر؟! ) بايع وسالم ))




    لذلك زوّج علي ابنته أم كلثوم من عمر بن الخطاب

    وليس ذلك وفقط بل وسمى أحد أولاده باسم عمر باعتراف الأربلي
    تدليلاً على حبه وتقديره للخليفة عمر بن الخطاب فهل بعد ذلك يشك أحد بأنّ الله وضع الحق على لسان عمر وقلبه؟!






  2. #2

    الصورة الرمزية سميد

    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المـشـــاركــات
    33,763
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ۩ دفاعاً عن الآل والأصحاب | وردُّ كل مفترٍ كذّاب ۩ "

    و عليكم سلام
    جزاك الله كل خير اخوي عمر
    والحمد الله رد مسموح
    والله احترت وش اكتب من ابيات المدح لك
    والله ان موضوعك هذا مهم جدا لكل من فيه قلب ذرات غبار من كره خير الصحب و الاهل
    بصراحه لم افهم هولاء القوم لو يكرهون صحابة الرسول عليه صلاة وسلم
    لو ترا كلامهم تجده كلام اطفال و غير معقول
    و كان عصر الصحابه عصر كابوي او الهنود الحمر
    ينسبون لهم افعال حتى شخص الوضيع لا يفعلها
    الله يخسف فيه الارض على كلامهم اللي و كنت الجبال تتكلم لا رمات عليهم صخر والحجز
    و كمان اكاذيب هولاء القوم ليست على خط واحد
    مثلا يصفون على رضي الله عنه اوصاف غريبه و شجاعه ف=غير طبيعيه
    و صحيح على رضي الله عنه لا احد يجادل في شجاعته
    لكن ان يسكت و يرا زوجته تهن و زيادة بهارات الكذبه ~ اسقط حملها ~ ويصمت فهذا قمة الجبن
    الا ليس هذا فيه نوع من اتهام على رضي الله عنه بالخوف و جبن
    ومن غير كتم الوصيه المزعومه
    اللي هي مثل وصيةاليهود
    نفس طبع
    اللي ابي ا وصل له كل شخص يسب صحابة الرسول عليه سلم
    اعرف ان في قلبه مرض
    و اسود الوجه ولا بارك الله فيه
    ويضل مهان بين الناس و من دون كرامه
    هذا يكذب الله سبحانه و الله شهد للصحابه رضي الله عنهم ب الايمان وحسن الاسلام
    و يجي واحد في اخر الازمان من مذهب اساسه يهودي ويقول كلام معتوه و يكفر صحابة الرسول
    و الله انهم قوم لا يعقلون
    فقط انظر الى حالهم الان
    هل هولاء لهم اعتبار بين الناس
    صدقني رافضي لا يتفخر برفضه امام احد
    و حتى في البلاك بري ~
    لان هو يعرف ان لا احد يحب شخص لسانه متعود على سب خير الاصحاب رضي الله عنهم
    معليش كثرت الكلام
    متابع
    بارك الله فيك
    تحياتي




  3. #3

    الصورة الرمزية [مِسعَرُ حَرب

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    2,871
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ۩ دفاعاً عن الآل والأصحاب | وردُّ كل مفترٍ كذّاب ۩ "

    حياك الله أخي سميد ، نعم مسموح كما أخبرتك

    صدقت ينسبون للصحابة أبشع الأفعال والأوصاف

    لكن لا تعجب من هؤلاء الزنادقة

    فهمهم "هدم دين الإسلام" ، الذي قضى على أحلامهم

    وقضى على إمبراطورياتهم وحكامهم المجوس

    فهذا ردت فعلٍ منهم وانتقام > لكن ليس من الخارج بل من الداخل

    دينهم لا يمكن أن ينسب لدين الإسلام فليس منه في شيء

    وهذه سنة الله في الابتلاء والامتحان وخروج أقوام يدعون للباطل والبهتان

    وبإذن الله لن يعدوا قدرهم ولهم يوم ، ولن يخلف الله وعده

    جزاكم الله كل خير وبارك فيكم

    أشكرك لك جميل كلماتك ومتابعتك

    حفظك الله

  4. #4

    الصورة الرمزية [مِسعَرُ حَرب

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    2,871
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ۩ دفاعاً عن الآل والأصحاب | وردُّ كل مفترٍ كذّاب ۩ "

    شبهات حول الفاروق رضي الله عنه -5- :






    شبهة شجاعة عمر :
    شبهة القول إن الصحابة كانوا معروفين بالشجاعة والكرم والعبادة والعلم ... فنسال : كم كافرا قتل عمر ابن الخطاب في معارك بدر احد الخندق خيبر وحنين ؟


    الـردّ :
    لسنا بحاجة إلى معرفة الأعداد ، لأننا لو أردنا معرفة ذلك بالنسبة لِكبار الصحابة فلن نتمكّن من معرفة ذلك بِدِقّـة ، ليس ذلك في حق كبار الصحابة ، بل في حق سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام ، لا يُعلَم كم قَتَل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيده على وجه التحديد والدقّـة .

    وذلك راجع إلى أمور ، منها :
    أولاً : أن دواعي الإخلاص تمنع من التحدّث بمثل هذا .

    ثانياً : أن الحروب تدور رحاها حتى يذهل الابن عن أبيه ، والأب عن ابنه ، فضلا عن أن يعدّ كم قَتَل .

    ثالثاً : أن هذا ليس مما يُتفاخَر به ، أي كثرة من قَتَل ، ولم يكن هذا من شأن القوم ولا من دأبهم .
    فإننا لو سألنا على وجه التحديد والدِّقّـة : كم قَتَل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؟ما استطاعوا الإجابة بِدِقّـة .وقد يُعرف ذلك في حق آحادٍ منهم ، كخالد بن الوليد ، وذلك ليس على وجه الدقّـة ، وإنما يكون على التقريب والظنّ .




    ثم يُقال لهذا الطاعن : لماذا خصصت عُمر رضي الله عنه ، وهو المشهود له بالشجاعة في الجاهلية والإسلام ؟
    فالجواب : أن عمر رضي الله عنه كما تقدّم هو من أطفأ نيران المجوس !

    من اجل هذا يحقد هؤلاء على عمر رضي الله عنه ، وتحيك ضدّه الأساطير وتُلفّق الأكاذيب ، وتختلق القصص في حق رجل أحبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبشّره بالجنة ، وتزوّج ابنته ، وهي حفصة بنت عمر رضي الله عنها وارضاها ، وهي أم المؤمنين ، ومن لم يَرض بها أُمّـاً للمؤمنين ، فقد طعن في عرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وكذّب القرآن ؟
    كيف ؟

    قال الله عز وجل : { النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ } .
    فمن لم يعتقد أن زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمهات للمؤمنين فليس هو من المؤمنين بِنصّ الآية .





    وحفصة وعائشة رضي الله عنهن من زوجات نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ، ومات عليه الصلاة والسلام وهو في حجر عائشة رضي الله عنها .
    أيُعقل أن يموت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو راض عنها ثم لا نرضى عنها ، وندّعي اتِّباع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومحبته ؟ أُيعقل أن يرضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن زوجاته ، ويموت وهو عنهن راضٍ ، ولا يأتيه الوحي من السماء يُخبره بخبرهن ؟
    إن نبينا أفضل من نوح ومن لوط ، وقد جاء القرآن بالإخبار عما فعلته امرأة نوح وامرأة لوط ، فقال الله تعالى : { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ } .
    بل لقد جاء القرآن وتنـزّل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قضايا عديدة ، وفي إخباره عليه الصلاة والسلام بما قيل من قول . وهؤلاء يزعمون أن أمهات المؤمنين –خاصة عائشة وحفصة– خانتا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فأين هو الوحي الذي أخبرهم بهذا ؟
    وهل تَرَك الله رسوله صلى الله عليه وآله وسلم يعيش مع من لا يُناسِبن مقام النبوة في حياته وبعد مماته؟

    سبحانك هذا بهتان عظيم .






  5. #5

    الصورة الرمزية ღالفارس النبيلღ

    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    605
    الــــدولــــــــة
    اليمن
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: ۩ دفاعاً عن الآل والأصحاب | وردُّ كل مفترٍ كذّاب ۩ "

    وعليك السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

    صراحة لم أقراء إلى الآن في موضوعك المسترسل والجميل إلا القليل لاكن بإذن الله
    لن أتركه وسأقراءه كاملاً

    وكما قلت وقال الأخ من قبلي: لن تجد نوراً في قلب أو حتى وجه من يتجراء على الكلام عنهم

    فما بالكم في من يتجراء ويتقول عليهم الأقاويل الباطلة بهتاناً وزورا


    ((سبحانك هذا بهتان عظيم))

    وكما هو واضح لمن تفكر بأن فكرة من يقول بهذا الكلام الباطل لايريد منه إلا شيئ واحد لاثاني له
    وهو إبطال القراءن الكريم والسنة النبوية الشريفة ( على صاحبها أفضل الصلاة والسلام )


    وهذا لن يكون لهم بإذن واحد أحد فقد تكفل بحفظ كتابه

    فكل من له قلب وعقل لن يصدق مايفتريه هاؤلاء المبطلون إذا تفكر في كلامهم

    في الأخير...جزاك الله خير الجزاء على مجهودك الجميل...
    واسأل من الله أن يجعله في ميزان حسناتك
    ,,, ولايحرمنا جميعاً أجرهـ,,, من كتبه وقراءهـ وعمل على نشرهـ...



    لكل أخ حبيب محب لربه ونبيه ودينه والصالحين من عباد الله
    أن لانتوانا أو نتأخر في نشر كل ماهو دال على الخير
    وكل مايعرفنا بربنا وديننا ونبينا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) وبصحابته الكرام وأزواجه الطاهرات
    والتابعين والعلماء وكل من كان لهم دور في نشر هذا الدين الحنيف.


    الكلام كثير...لا أطيل عليكم...ووفقنا الله وإياكم إلى مافيه الخير
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



  6. #6

    الصورة الرمزية [مِسعَرُ حَرب

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    2,871
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ۩ دفاعاً عن الآل والأصحاب | وردُّ كل مفترٍ كذّاب ۩ "

    شبهات حول الفاروق رضي الله عنه -6- :





    شبهة القول: لماذا تقبلون ابتداعه للطلاق الثلاث في مجلس واحد ؟

    الـردّ :

    لم يَبْتَدِع عُمر رضي الله عنه ذلك ، وما كان عمر رضي الله عنه ليَبْتَدِع ، بل لا يُعرف في الصحابة مُبتدِعاً .

    وما فعله عمر رضي الله عنه يُعتبر من السياسة الشرعية لا من التشريع ، وبينهما فَرْق .

    ما هو الفرق بين التشريع وبين السياسة الشرعية ؟

    التشريع : هو سنّ أمر لم يكن في شريعة الإسلام ، كأن يأتي أحد فَيَسُنّ ويُشرِّع للناس الحج لغير مكة ، كالحج إلى كربلاء أو إلى النجف !

    أو فَرْض خُمس في أموال الناس ، ونحو ذلك !

    والسياسة الشرعية : أن يأخذ الناس بالحزم في أمر مشروع .

    وهذا باب واسع عند أهل العلم ، بل عند العقلاء .





    فللحاكم أن يأخذ الناس بالسياسة الشرعية ، ويُلزِمهم بأمر رآهم توسّعوا فيه ، ولهذا أصل في السنة النبوية ، فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نَهَى عن الوصال في الصيام ، فقال له رجال من المسلمين : فإنك يا رسول الله تواصل . فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أيكم مثلي ؟ إني أبيت يطعمني ربي ويسقين ، فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصَلَ بهم يوماً ، ثم رأوا الهلال ، فقال : لو تأخر لزدتكم ، كالمنكل بهم حين أبوا . رواه البخاري ومسلم .




    ومثل ذلك ما يُفرض على الناس من عقوبات إذا تساهلوا في أمر كان لهم فيه سَعة .

    بل للحاكم العفو عن الحدود في سِنيّ المجاعات ، وهذا ما عمِل به عُمر ، وهؤلاء يعيبون عُمر رضي الله عنه بذلك !

    عابوا عُمر بأنه تَرَك إقامة الحدود عام المجاعة !

    وتلك شَكَاة ظاهر عنك عارها أبا حفص !

    فإن الحدود تُدرأ وتُدفع بالشُّبُهات ، والمجاعة شُبهة أن الجائع ما دَفَعه على السرقة إلا الجوع .

    وهذا موافق لِهَدْيِه عليه الصلاة والسلام

    كما أن هذا له أصل في الشريعة ، فقد فعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع ماعز رضي الله عنه وقد اعترف ماعز بما اقترف .

    فكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول له : لعلك قبلت ، أو غمزت ، أو نظرت . رواه البخاري.

    فكأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يُلقنه ، وهو مع ذلك يُردّه .



    وكان عُمر رضي الله عنه يقول : لأن أُعَطِّل الحدود بالشبهات أحب إلي من أن أُقيمها بالشبهات

    ولم يَنْفَرِد عمر رضي الله عنه بهذا ، فقد جاء هذا عن معاذ وعبد الله بن مسعود وعقبة بن عامر أنهم قالوا : إذا اشتبه عليك الحدّ فادرأه . رواه ابن أبي شيبة .
    وقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : ادرأوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم ، فإذا وجدتم للمسلم مَخْرَجاً فخلوا سبيله ، فإن الإمام إذا اخطأ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة . رواه ابن أبي شيبة .





    ومن باب السياسة الشرعية إلزام الناس بالطلاق الثلاث ، أي بإيقاعها .

    وهذا ليس تشريعا ، فإن التشريع لو أن أحداً قال : يُزاد طلقة رابعة – مثلا – فإن هذا هو التشريع .

    أما إلزام الناس بأمر مشروع فهذا ليس من باب التشريع ، وإنما هو من باب السياسة الشرعية ، والناس إذا رأوا أنه ضُيِّق عليهم في أمر كان لهم فيه سَعة كان أدعى للزّجر .
    وهذا الذي ذَهَب إليه عمر رضي الله عنه .





    قال ابن عباس : كان الطلاق على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر وسنتين من خلافة عمر طلاق الثلاث واحدة ، فقال عمر بن الخطاب : إن الناس قد استعجلوا في أمر قد كانت لهم فيه أناة ، فلو أمضيناه عليهم ، فأمضاه عليهم . رواه مسلم .

    وهذا قد وافقه عليه الصحابة وهم مُتوافرون .

    كما أن عمر رضي الله عنه لم يزعم نسخ العمل بالثلاث أن تكون واحدة ، وإنما أخذ بذلك .

    وهذا كالذي يأخذ بأمر واحد من كفارة اليمين ، أو يَصرف الزكاة لصنف واحد من الأصناف الثمانية .

    فالذي يُكفِّر عن يمينه بالإطعام ، ويلتزم هذا لا يُعتبَر مُشرِّعاً ، وإنما أخذ ببعض ما شُرِع ، وتركه لبعض ما فيه اختيار .

    وكذلك الذي يصرف الزكاة لصنف واحد من الأصناف الثمانية [ أهل الزكاة ] لا يُعتبر مُعطّلاً لما شرعه الله ، وإنما أخذ ببعض ما له فيه خيار .

    وكذلك القول بالنسبة للطلاق الثلاث ، وما اختاره عُمر رضي الله عنه فيها .



    وقد أذِن لنساء بني إسرائيل الخروج إلى أماكن العبادة ، ثم مُنِعن لما توسّعن في الزينة والطِّيب .

    قالت عائشة رضي الله عنها : لو أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأى ما أحدث النساء لمنعهن المسجد كما منعت نساء بني إسرائيل . قال يحيى بن سعيد : فقلت لعمرة : أنساء بني إسرائيل منعهن المسجد ؟ قالت : نعم . رواه البخاري ومسلم .

    وإنما مُنعت نساء بني إسرائيل من المساجد لما أحدثن وتوسعن في الأمر من الزينة والطيب وحسن الثياب . ذكره النووي في شرح مسلم .

    قال ابن حجر في موضوع آخر مشابه : وفائدة نهيهن – أي النساء – عن الأمر المباح خشية أن يَسْتَرْسِلْن فيه فيُفضي بهن إلى الأمر المحرَّم لضعف صبرهن ، فيستفاد منه جواز النهي عن المباح عند خشية إفضائه إلى ما يحرم . اهـ.





    وقد غضب النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما تلاعب الناس بالطلاق ، فقد أُخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن رجل طلق امرأته ثلاث تطليقات جميعا ، فقام غضبانا ، ثم قال : أيلعب بكتاب الله وأنا بين أظهركم ؟ حتى قام رجل وقال: يا رسول الله ألا أقتله ؟ رواه النسائي .

    ثم إن اعتبار الثلاث واحدة له أصل في السنة ، ففي قصة الملاعنة أن الرجل طلقها ثلاثا قبل أن يأمره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . قال ابن شهاب : فكانت تلك سنة المتلاعنين . رواه البخاري






    التعديل الأخير تم بواسطة [مِسعَرُ حَرب ; 10-5-2012 الساعة 02:32 PM

  7. #7

    الصورة الرمزية ღالفارس النبيلღ

    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    605
    الــــدولــــــــة
    اليمن
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    Smile رد: ۩ دفاعاً عن الآل والأصحاب | وردُّ كل مفترٍ كذّاب ۩ "

    جزاك الله خيراً أخي
    في إنتظار المزيد ^_^
    تقبل خالص تحية وتقدير وأحترام


  8. #8

    الصورة الرمزية [مِسعَرُ حَرب

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    2,871
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ۩ دفاعاً عن الآل والأصحاب | وردُّ كل مفترٍ كذّاب ۩ "

    شبهات حول الفاروق رضي الله عنه -7..8- :








    شبهة تحريم عمر لمتعة النساء والحج :

    قولهم أن عمر
    منع من متعة النساء ومتعة الحج ، مع أن كلتا المتعتين كانتا في زمنه صلى الله عليه وآله وسلم ، فنسخ حكم الله تعالى وحرم ما أحله سبحانه ، بدليل ما ثبت عند أهل السنة من قوله ( متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وانا أنهي عنهما ) .



    والجواب : أن أصح الكتب عند أهل السنة الصحاح الست ، وأصحها البخاري ومسلم ، وقد روى مسلم في صحيحه عن سلمة بن الأكوعا .وسبرة بن معبد الجهني أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد حرم هو المتعة بعد ما كان أحلها ورخصها لهم ثلاثة أيام ، وجعل تحريمها إذ حرمها مؤبداً إلى يوم القيامة .
    ومثل هذه الرواية في الصحاح الآخر ، وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما من كتب أهل السنة رواية الأئمة عن الأمير بتحريمها ، فإن ادعت الشيعة ان ذلك كان في غزوة خيبر ثم أحلت في غزوة الأوطاس فمردود ، لأن غزوة خيبر كانت مبدأ تحريم لحوم الحمر الأهلية لا متعة النساء ، فقد روى جمع من أهل السنة عن عبد الله والحسن ابني محمد ابن الحنفية عن أبيهما عن الأمير رضي الله عنه أنه قال :
    ( امرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أنادي بتحريم المتعة ) فقد علم ان تحريم المتعة كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرة أو مرتين ، فالذى بلغه النهي أمتنع عنها ومن لا فلا ، ولما شاع في عهد عمر أرتكابها أظهر حرمتها واشاعها وهدد من كان يرتكبها . وآيات الكتاب شاهدة على حرمتها وقد سبق ذلك في المسائل الفقيه فنذكر فما في العهد من قدم .



    والجواب عن متعة الحج
    – اعنى تادية أركان العمرة مع الحج في سفر واحد في أشهر الحج قبل الرجوع إلى بيته – ان عمر لم يمنعها قط ، ورواية التحريم عنه افتراء صريح .
    نعم إنه كان يرى إفراد الحج والعمرة أولى من جمعها في إحرام واحد وهو القران ، أو في سفر واحد وهو التمتع ، وعليه الإمام الشافعي وسفيان الثوري وإسحاق بن راهويه ، وغيرهم لقوله تعالى
    { وأتموا الحج والعمرة لله – إلى قوله – فمن تمتع بالعمرة إلى الحج } الآية ، فأوجب سبحانه الهدى على المتمتع لا على المفرد جبراً لما فيه من النقصان ، كما أوجبه تعالى في الحج إذا حصل فيه قصور ونقص ، لأنه صلى الله عليه وآله وسلم حج في حجة الوداع منفرداً واعتمر في عمرة القضاء وعمرة جعرانة كذلك ولم يحج فيها بل رجع إلى المدينة مع وجود المهلة .

    وأما ما رووا من قول عمر
    ( وأنا أنهي عنهما) فمعناه أن الفسقة وعوام الناس لا يبالون بنهي الكتاب وهو قوله تعالى { فمن أبتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون } وقوله تعالى { وأتموا الحج والعمرة لله } إلا أن يحكم عليهم الحاكم والسلطان ويجبرهم على مراعاة ما أمروا به وما نهوا عنه فلذلك أضاف النهي إلى نفسه ، فقد تبين لك ولله تعالى الحمد زيف أقوالهم وظهر لك مزيد ضلالهم ، والحق يعلو وكلمة الصدق تسمو .








    شبهة زيادة عمر في حد شارب الخمر

    الجواب:

    أن علي بن أبي طالب كان ممن يُشير على عُمر بمثل ذلك .

    روى عبد الرزاق عن عكرمة أن عمر بن الخطاب شَاوَرَ الناس في جلد الخمر ، وقال : (إن الناس قد شربوها واجترؤوا عليها) . فقال له عليّ : إن السكران إذا سكر هذى ، وإذا هذى افترى فاجعله حَـدّ الفرية .
    فجعله عمر حد الفرية ثمانين .



    وروى الحاكم عن وبرة الكلبي قال : أرسلني خالد بن الوليد إلى عمر رضي الله عنه ، فأتيته وهو في المسجد معه عثمان بن عفان وعليّ وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير رضي الله عنهم متكئ معه في المسجد ، فقلت : إن خالد بن الوليد أرسلني إليك وهو يقرأ عليك السلام ، ويقول : إن الناس قد انهمكوا في الخمر وتحاقروا العقوبة .
    فقال عمر :
    "هم هؤلاء عندك فَسَلْهُم" . فقال عليّ رضي الله عنه : نراه إذا سكر هذى ، وإذا هذى افترى ، وعَلَى المفتري ثمانون .
    فقال عمر : أبلغ صاحبك ما قال . فَجَلَدَ خالد ثمانين ، وجَلَدَ عُمر ثمانين .

    فهذا رأي علي بن أبي طالب ، وهذه مشورته التي أخذ بها عُمر وأخذ بها الخلفاء من بعدِه ، وعليها العَمَل إلى يومنا هذا .

    ولم يقتصر الأمر على المشورة فحسب بل كان علي بن أبي طالب يَفعل مثل ذلك من غير نكير ، لأن باب السياسة الشرعية واسع ، وليس هو من باب البِدع .



    روى البخاري ومسلم من طريق عمير بن سعيد النخعي قال : سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : ما كنت لأقيم حَـدّاً على أحد فيموت فأجِد في نفسي إلا صاحب الخمر ، فإنه لو مات وَدَيتُـه ، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يَسُـنَّـه ،( يعني: حـدّ الخمر)

    فَلَم نَقُل نحن ولا الإمامية إن علياً يُشرِّع من دون الله !

    بل نرى هذا من باب السياسة الشرعية التي فيها مُتّسَع للأمة .

    وأن الناس إذا توسّعوا في أمر كان لهم فيه سَعة ، أنه يُضيّق عليهم من باب السياسة الشرعية ، وأخذ الناس بالْحَزم .





  9. #9

    الصورة الرمزية [مِسعَرُ حَرب

    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المـشـــاركــات
    2,871
    الــــدولــــــــة
    مغترب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: ۩ دفاعاً عن الآل والأصحاب | وردُّ كل مفترٍ كذّاب ۩ "

    شبهات حول الفاروق رضي الله عنه -9..10- :





    عطاء عمر رضي الله عنه لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهن :

    وقوله: ((وكان يعطي أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من بيت المال أكثر مما ينبغي.وكان يعطي عائشة وحفصة من المال في كل سنة عشرة آلاف درهم)).

    فالجواب: أما حفصة فكان ينقصها من العطاء لكونها ابنته ، كما نقص عبد الله بن عمر.
    وهذا من كمال احتياطه في العدل ، وخوفه مقام ربه ، ونهيه نفسه عن الهوى.

    وهو كان يرى التفضيل في العطاء بالفضل ، فيعطي أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم أعظم مما يعطي غيرهن من النساء، كما كان يعطي بني هاشم من آل أبي طالب وآل العباس أكثر مما يعطي من عداهم من سائر القبائل .

    فإذا فضّل شخصاً كان لأجل اتصاله برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أو لسابقته واستحقاقه.

    وكان يقول: "ليس أحد أحق بهذا المال من أحد، وإنما هو الرجل وغناؤه، والرجل وبلاؤه ، والرجل وسابقته ، والرجل وحاجته" .
    فما كان يعطي من يُتهم على إعطائه بمحاباة في صداقة أو قرابة ، بل كان ينقص ابنه وابنته ونحوهما عن نظرائهم في العطاء ، وإنما كان يفضِّل بالأسباب الدينية المحضة ، ويفضِّل أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم على جميع البيوتات ويقدِّمهم .

    وهذه السيرة لم يسرها بعده مثله لا عثمان ولا عليّ ولا غيرهما .
    فإن قُدح فيه بتفضيل أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فليُقدح فيه بتفضيل رجال أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بل وتقديمهم على غيرهم .








    الكلام في دعاء فاطمة على عمر بما فعله أبولؤلؤة به :

    قال الطاعن :
    (( ولما وعظت فاطمة أبا بكر في فَدَك ، كتب لها كتابا بها ، وردها عليها ، فخرجت من عنده ، فلقيها عمر بن الخطاب فحرق الكتاب ، فدعت عليه بما فعله أبو لؤلؤة به وعطّل حدود الله فلم يحدّ المغيرة بن شعبة ، وكان يعطي أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم من بيت المال أكثر مما ينبغي ، وكان يعطي عائشة وحفصة في كل سنة عشرة آلاف درهم . وغيَّر حكم الله في المنفيين ، وكان قليل المعرفة في الأحكام )).

    والجواب : أن هذا من الكذب الذي لا يستريب فيه عالم ، ولم يذكر هذا أحد من أهل العلم بالحديث ، ولا يُعرف له إسناد .
    وأبو بكر لم يكتب فَدَكا قط لأحد : لا لفاطمة ولا غيرها ، ولا دعت فاطمة على عمر .


    وما فعله أبو لؤلؤة كرامة في حق عمر رضي الله عنه ، وهو أعظم ممّا فعله ابن ملجم بعلي ّ رضي الله عنه ، وما فعله قتلة الحسين رضي الله عنه به .
    فإن أبا لؤلؤة كافرٌ قتل عمر كما يقتل الكافر المؤمن .
    وهذه الشهادة أعظم من شهادة من يقتله مسلم ؛ فإن قتيل الكافر أعظم درجةً من قتيل المسلمين ، وقتل أبي لؤلؤة لعمر كان بعد موت فاطمة ، بمدة خلافة أبي بكر وعمر إلا ستة أشهر ، فمن أين يُعرف أن قتله كان بسبب دعاء حصل في تلك المدة.

    والداعي إذا دعا عَلَى مسلم بأن يقتله كافر ، كان ذلك دعاء له لا عليه، كما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدعو لأصحابه بنحو ذلك ، كقوله :
    (( يغفر الله لفلان )) فيقولون : لو أمتعتنا به !
    وكان إذا دعا لأحد بذلك استُشهد.

    ولو قال قائل أن عليًّا ظلم أهل صفِّين والخوارج حتى دعوا عليه بما فعله ابن ملجم ، لم يكن هذا أبعد عن المعقول من هذا .
    وكذلك لو قال إن آل سفيان بن حرب دعوا على الحسين بما فُعل به.





صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...