مع خواطر ابن الجوزي رحمه الله(متجدد)

[ منتدى نور على نور ]


صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 42
  1. #21

    الصورة الرمزية أنا وأختي

    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    المـشـــاركــات
    935
    الــــدولــــــــة
    جزر القمر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: مع خواطر ابن الجوزي رحمه الله(متجدد)

    جزاك الله خير أخوي عثمان =)

    أحب خواطره -رحمه الله- حبا عظيما

    شكرًا لك, وأنصحك أن تبتعد عن كتاب بحر الدموع لأنه محرّف, من قبل الشيعة عليهم من الله ما يستحقون.

    وكم أتمنى رؤية كتابه هذا بدون تحريف !_!

  2. #22


    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المـشـــاركــات
    13
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: مع خواطر ابن الجوزي رحمه الله(متجدد)

    ابن الجوزي خواطر رائعة تدل عن قلب مؤمنّّّ

  3. #23

    الصورة الرمزية عثمان بالقاسم

    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المـشـــاركــات
    3,872
    الــــدولــــــــة
    المغرب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: مع خواطر ابن الجوزي رحمه الله(متجدد)

    فارس الإسلام

    أنا وأختي

    و oma66r

    جزاكم الله خيرا، وشكرا لمروركم، وما زلنا مستمرين مع خواطر ابن الجوزي رحمه الله:


    الممنوع مرغوب

    تأملت حرص النفس على ما مُنِعت منه. فرأيت حرصها يزيد على قدرة المنع.

    ورأيت في الشِرب الأول ، أن آدم عليه السلام لما نُهي عن الشجرة، حرص عليها مع كثرة الأشجار المغنية عنها.

    وفي الأمثال: المرء حريص على ما مُنع، وتواق إلى ما لم يَنَل.

    ويقال: لو أمِر الناس بالجوع لصبروا، ولو نُهوا عن تفتيت البعر لرغبوا فيه.

    وقالوا: ما نهينا عنه إلأا لشيء.وقد قيل:
    أحب شيء إلى الإنسان ما مُنِعا فلما بحثت عن سبب ذلك، وجدت سببين:

    أحدهما: أن النفس لا تصبر على الحصر، فإنه يكفي حَصرها في صورة البدن. إذا حصرت في المعنى بمنع زاد طيشها.
    ولهذا لو قعد الإنسان في بيته شهرا، لم يصعب عليه.

    ولو قيل له: لا تخرج من بيتك يوما، طال عليه.

    والثاني: أنها يَشق عليها الدخول تحت حكم، ولهذا تستلذ الحرام، ولا تكاد تستطيب المباح.
    ولذلك يسهل عليها التعبد على ما ترى، وتؤثره لا على ما يؤثر.


    خيركم من عمل بما علم

    تأملت المراد من الخلق، فإذا هو الذل، واعتقاد التقصير والعجز.

    ومثلت العلماء والزهاد العاملين صنفين، فأقمت في صف العلماء مالكا وسفيان وأبا حنيفة والشافعي وأحمد، وفي صف العباد مالك بن دينار ورابعة ومعروفا الكرخي وبشر بن الحارث.

    فكلما جد العباد في العبادة، وصاح بهم لسان الحال: عباداتكم لا يتعداكم نفعها وإنما يتعدى نفع العلماء، وهم ورثة الأنبياء، وخلفاء الله في الأرض، وهم الذين عليهم المُعول، ولهم الفضل، إذا أطرقوا وانكسروا وعلموا صدق تلك الحال، وجاء مالك بن دينار إلى الحسن يتعلم منه ويقول : الحسن أستاذنا.

    وإذا رأى العلماء أن لهم بالعلم فضلا، صاح لسان الحال بالعلماء: وهل المراد من العلم إلا العمل؟

    وقال أحمد بن حنبل: وهل يراد بالعلم إلا ما وصل إليه معروف؟

    وصح عن سفيان الثوري قال: وددت أن قطعت ولم أكتب الحديث.

    وقالت أم الدرداء لرجل: (هل عملت بما علمت) ؟ قال: لا. قالت: فلِم تستكثر من حجة الله عليك؟).

    وقال أبو الدرداء: ويل لمن يعلم ولم يعمل مرة، وويل لمن علم ولم يعمل سبعين مرة.

    وقال الفضيل: يُغفر للجاهل سبعون ذنبا، أن يغفر للعالم ذنب واحد.

    فما يبلغ من الكل قوله تعالى:{ هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} الزمر9.

    وجاء سفيان إلى رابعة: فجلس بين يديها ينتفع بكلامها، فدل العلماء العلم على أن المقصود منه العمل به، وأنه آلة فانكسروا واعترفوا بالتقصير.

    فحصل الكل على الإعتراف والذل فاستخرجت المعرفة منهم حقيقة العبودية باعترافهم، فذلك هو المقصود من التكليف.


    إذعان العقل لحكمة الله

    تأملت حالا عجيبة، وهي أن الله سبحانه وتعالى قد بنى هذه الأجسام متقنة على قانون الحكمة.
    فدل بذلك المصنوع على كمال قدرته، ولطيف حكمته.
    ثم عاد فنقضها، فتحيرت العقول بعد إذعانها له بالحكمة، في سر ذلك الفعل.
    فأعلِمت أنها ستُعاد للمعاد وأن هذه البنية لم تخلق إلا لتجوز في مجاز المعرفة، وتتجر في موسم المعاملة، فسكنت العقول لذلك.
    ثم رأت أشياء من هذا الجنس أظرف منه، مثل اخترام شاب ما بلغ بعض المقصود وأعجب من ذلك أخذ طفل من أكف أبويه يتململان . ولا يُظهر سر سلبه، والله الغني عن أخذه، وهما أشد الخلق فقرا إلى بقائه.
    وأظرف منه ( أي وأعجب من ذلك) إبقاء هرم لا يدري معنى البقاء، وليس له فيه إلا مجرد أذى.
    ومن هذا الجنس تقتير الرزق على المؤمن الحكيم، وتوسعته على الكافر الأحمق.
    وفي نظائر لهذه المذكورات يتحير العقل في تعليلها، فيبقى مبهوتا.
    فلم أزل أتلمح جملة التكاليف، فإذا عجزت قوى العقل عن الإطلاع على حكمة ذلك، وقد ثبت لها حكمة الفاعل، علمت قصورها عن دَرَك جميع المطلوبات، فأذعنت مقرة بالعجز. وبذلك تؤدي مفروض تكليفها.

    فلو قيل للعقل: قد ثبت عندك حكمة الخالق بما بنى أفيجوز أن ينقدح في حكمته أنه نقض؟ لقال: لأني عرفت بالبرهان أنه حكيم، وأنا أعجز عن إدراك علله فأسلم على رغمي مقرا بعجزي.

    وانتظروا المزيد من الخواطر بإذن الله تعالى.
    ولا تبخلوا علينا بردودكم

  4. #24

    الصورة الرمزية batwoman

    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المـشـــاركــات
    49
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: مع خواطر ابن الجوزي رحمه الله(متجدد)

    شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

  5. #25

    الصورة الرمزية عثمان بالقاسم

    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المـشـــاركــات
    3,872
    الــــدولــــــــة
    المغرب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: مع خواطر ابن الجوزي رحمه الله(متجدد)

    batwoman
    جزاك الله خيرا، وبارك الله فيك، وشكرا لمرورك

  6. #26
    -[ كـودو ]-
    [ ضيف ]

    افتراضي رد: مع خواطر ابن الجوزي رحمه الله(متجدد)

    و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
    جزاك الله خيراً أخي عثمان و لولا ضيق الوقت و كثرة الإنشغال لساعدك بكتابة روائع خواطر ابن الجوزي رحمه الله ^_^

  7. #27

    الصورة الرمزية عثمان بالقاسم

    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المـشـــاركــات
    3,872
    الــــدولــــــــة
    المغرب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: مع خواطر ابن الجوزي رحمه الله(متجدد)

    جزاك الله خيرا أخي كودو على مرورك، وبارك الله فيك.

    وما زلنا مستمرين مع خواطر ابن الجوزي رحمه الله، وإليكم المزيد:


    غوامض تحير الضال


    تفكرت يوما في التكليف، فرأيته ينقسم إلى سهل ، وصعب. فأما السهل فهو أعمال الجوارح، إلا أن منه ما هو أصعب من بعض، فالوضوء والصلاة أسهل من الصوم، والصوم ربما كان عند قوم أسهل من الزكاة. وأما الصعب فيتفاوت، فبعضها أصعب من بعض. فمن المستصعب، النظر والإستدلال، المُوصلان إلى معرفة الخالق. فهذا صعب عند من غلبت عليه أمور الحس، سهل عند أهل العقل.

    ومن المستصعب غلبة الهوى، وقهر النفوس، وكف أكف الطباع عن التصرف فيما يؤثره.

    وكل هذا يسهل على العاقل النظر في ثوابه، ورجاء عاقبته، وإن شق عاجلا.

    وإنما أصعب التكاليف وأعجبها: أنه قد ثبثت حكمة الخالق عند العقل، ثم نراه يُفقر المتشاغل بالعلم ، المُقبل على العبادة، حتى يعضه الفقر بناجذيه، فيذل للجاهل في طلب القوت. ويُغني الفاسق مع الجهل، حتى تفيض الدنيا عليه.

    ثم نراه ينشئ الأجسام ثم ينقض بناء الشباب في مبدأ أمره، وعند استكمال بنائه، فإذا به قد عاد هشيما. ثم نراه يؤلم الأطفال ، حتى يرحمهم كل طبع . ثم يقال له : إياك أن تشك في أنه أرحم الراحمين . ثم يسمع بإرسال موسى إلى فرعون، ويقال له : اعتقد أن الله تعالى أضل فرعون، واعلم أنه ما كان لآدم بد من أكل الشجرة وقد وُبخ بقوله: { وعصى ءادم ربه} طه121.

    وفي مثل هذه الأشياء تحير خلق، حتى خرجوا إلى الكفر والتكذيب.

    ولو فتشوا عن سر هذه الأشياء، لعلموا أن تسليم هذه الأمور، تكليف العقل ليذعن

    وهذا أصل، إذا فُهم، حصل منه السلامة والتسليم.

    نسأل الله عز وجل أن يكشف لنا الغوامض، التي حيرت من ضل، إنه قريب مجيب.

    المحافظة على الوقت

    ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه، وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة. ويقدم الأفضل فالأفضل من القول والعمل. ولتكن نيته في الخير قائمة، من غير فتور ربما لا يعجز عنه البدن من العمل، كما جاء في الحديث " نية المؤمن خير من عمله" ضعيف : أخرجه الطبراني في الكبير ( 6/5942)، وأخرجه البيهقي في الشعب( 5/343)، وقال: إسناده ضعيف.وانظر الضعيفة( 2216).
    وقد كان جماعة من السلف، يبادرون اللحظات . فنقل عن عامر بن عبد قيس ، أن رجلا قال له: كلمني، فقال له : أمسك الشمس.

    وقال ابن ثابث البناني: ذهبت ألقن أبي ( أي عند الموت) ، فقال: يا بني دعني ، فإني في وردي السادس.

    ودخلوا على بعض السلف عند موته، وهو يصلي، فقيل له ( أي قيل له: استرح فأنت مريض مجهد). فقال: الآن تطوى صحيفتي ( أي أريد أن يختم لي بخير).

    فإذا علم الإنسان- وإن بالغ في الجد - بأن الموت يقطعه عن العمل ، عمل في حياته ما يدوم له أجره بعد موته. فإن كان له شيء من الدنيا وقف وقفا، وغرس غرسا ، وأجرى نهرا، ويسعى في تحصيل ذرية تذكر الله بعده، فيكون الأجر له. أو أن يصنف فينقل من فعله ما يقتدي الغير به . فذلك الذي لم يمت.

    قد مات قوم وهم في الناس أحياء.

    حقا إنه كلام من ذهب، وانتظروا المزيد بإذن الله مع هذه الخواطر القيمة لابن الجوزي رحمه الله .

  8. #28

    الصورة الرمزية دروبي

    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المـشـــاركــات
    1,980
    الــــدولــــــــة
    انجلترا
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: مع خواطر ابن الجوزي رحمه الله(متجدد)

    جزاك الله خيرا
    تسلم يمناك

  9. #29

    الصورة الرمزية yami oni

    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المـشـــاركــات
    29
    الــــدولــــــــة
    -
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: مع خواطر ابن الجوزي رحمه الله(متجدد)

    جزاك الله ألف خير
    و جعله الله في موازين حسناتك

    yami oni

  10. #30

    الصورة الرمزية عثمان بالقاسم

    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المـشـــاركــات
    3,872
    الــــدولــــــــة
    المغرب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: مع خواطر ابن الجوزي رحمه الله(متجدد)

    دروبي

    yami oni

    جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم، وشكرا لمروركم.

    وما زلنا مستمرين بإذن الله عز وجل مع خواطر ابن الجوزي رحمه الله، وإليكم المزيد:


    لا يخفى على الله شيء

    نظرت في الأدلة على الحق سبحانه وتعالى فوجدتها أكثر من الرمل ، ورأيت من أعجبها أن الإنسان قد يُخفي ما لا يرضاه الله عز وجل ، فيُظهرُه الله سبحانه عليه وحده ولو بعد حين ، ويُنطق الألسنة به وإن لم يشاهده الناس.

    وربما أوقع صاحبه في آفة يفضحه بها بين الخلق، فيكون جوابا لكل ما أخفى من الذنوب، وذلك ليعلم الناس أن هنالك من يُجازي على الزلل، ولا ينفع من قَدَره وقدرته حجاب ولا استتار، ولا يُصاغ لديه عمل ( أي لا يُزين عليه عمل باطل).

    وكذلك يخفي الإنسان الطاعة فتظهر فتظهر عليه، ويتحدث الناس بها وبأكثر منها، حتى إنهم لا يعرفون له ذنبا ولا يذكرونه إلا بالمحاسن، ليعلم أن هنالك ربا لا يضيع عمل عامل.

    وإن قلوب الناس لتعرف حال الشخص وتحبه، أو تأباه، وتذمه، أو تمدحه وفق ما يتحقق بينه وبين الله تعالى، فإنه يكفيه كل وهم ، ويدفع عنه كل شر.

    وما أصلح عبد ما بينه وبين الخلق دون أن ينظر الحق ، إلا انعكس مقصوده وعاد حامده ذاما.


    السخط على البلايا

    من نزلت به بلية، فأراد تمحيقها، فليتصورها أكثر مما هي: تهُن.
    وليتخايل ثوابها وليتوهم نزول أعظم منها ، يرى الربح في الإقتصار عليها وليتلمح سرعة زوالها ، فإنه لولا كُرب الشدة، ما رُجيت ساعات الراحة.

    وليعلم أن مدة مقامها عنده كمدة مقام الضيف فليتفقد حوائجه في كل لحظة ، فيا سرعة انقضاء مقامه، ويا لذة مدائحه وبشره في المحافل، ووصف المضيف بالكرم.

    فكذلك المؤمن في الشدة ينبغي أن يراعي الساعات، ويتفقد فيها أحوال النفس.

    ويتلمح الجوارح ، مخافة أن يبدو من اللسان كلمة، أو من القلب تسخط. فكأن قد لاح فجر الأجر، فانجاب ليل البلاء، ومُدح الساري بقطع الدجى فما طلعت شمس الجزاء، إلا وقد وصل إلى منزل السلامة.

    وانتظروا المزيد إن شا ء الله تعالى ، مع خواطر ابن الجوزي رحمه الله.



  11. #31

    الصورة الرمزية عثمان بالقاسم

    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المـشـــاركــات
    3,872
    الــــدولــــــــة
    المغرب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: مع خواطر ابن الجوزي رحمه الله(متجدد)

    وما زلنا مستمرين بإذن الله عز وجل مع خواطر ابن الجوزي رحمه الله، وإليكم المزيد:

    في قوة قهر الهوى لذة كبرى

    رأيت ميل النفس إلى الشهوات زائدا في المقدار حتى إنها إذا مالت ، مالت بالقلب والعقل والذهن، فلا يكاد المرء ينتفع بشيء من النصح.

    فصِحتُ بها يوما وقد مالت بكليتها إلى شهوة: ويحك، ففي لحظة أكلمك كلمات ثم افعلي ما بدا لك.

    قالت: قل أسمع.

    قلت: قد تقرر قلة ميلك إلى المباحات من الشهوات، وأما جل ميلك فإلى المحرمات.

    وأنا أكشف لك عن الأمرين، فربما رأيت الحلوين مرين.

    أما المباحات من الشهوات:، فمطلقة لك ولكن طريقها صعب، لأن المال قد يعجز عنها ، والكسب قد لا يُحصل معظمها، والوقت الشريف يذهب بذلك.

    ثم شغل القلب بها وقت التحصيل، وفي حالة الحصول، وبحذر الفوات.

    ثم ينغصها من النقص ما لا يخفى على مميز، وإن كان مطعما فالشبع يُحدث آفات، وإن كان شخصا فالملل أو الفراق ، أو سوء الخلق. ثم ألذ النكاح أكثره إهانا للبدن، إلى غير ذلك مما يطول شرحه.

    وأما المحرمات:فتشتمل على ما أشرنا إليه من المباحات وتزيد عليها بأنها آفة العرض ومظنة عقاب الدنيا وفضيحتها، وهناك وعيد الآخرة، ثم الجزع كلما ذكرها التائب.

    وفي قوة قهر الهوى لذة تزيد على كل لذة. ألا ترى إلى كل مغلوب بالهوى كيف يكون ذليلا؟ لأنه قُهر. بخلاف غالب الهوى فإنه يكون قوي القلب، عزيزا لأنه قَهر.

    فالحذر الحذر من رؤية المشتهى بعين الحسن، كما يرى اللص لذة أخذ المال من الحرز (الوعاء الحصين يحفظ فيه الشيء) ، ولا يرى بعين فكره القطع( أي تعرضه لقطع يده إذا ثبتت سرقته).

    وليفتح عين البصيرة لتأمل العواقب واستحالة اللذة نغصة، وانقلابها عن كونها لذة، إما لملل أو لغيره من الآفات، أو لانقطاعها بامتناع الحبيب. فتكون المعصية الأولى كلقمة تناولها جائع، فما ردت ********* الجوع، بل شهت الطعام.

    وليتذكر الإنسان لذة قهر الهوى، مع تأمل فوائد الصبر عنه.

    فمن وقف لذلك، كانت سلامته قريبة منه..

    وانتظروا المزيد إن شاء الله تعالى، مع خواطر ابن الجوزي رحمه الله.
    لا تنسونا من صالح دعائكم.

  12. #32

    الصورة الرمزية ^^sola^^

    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المـشـــاركــات
    68
    الــــدولــــــــة
    فلسطين
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: مع خواطر ابن الجوزي رحمه الله(متجدد)

    ما شاء الله كلام حكيم

    بارك الله فيك اخى الكريم على الموضوع القيم

    وجزاك الله كل الخير

  13. #33

    الصورة الرمزية ღ ليـــان ღ

    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المـشـــاركــات
    4,099
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: مع خواطر ابن الجوزي رحمه الله(متجدد)

    وعليكم السلام ورحمة الله

    بارك الله فيك أخي عثمان ..
    حقاً كتاب صيد الخاطر مفيد جداً .. ورائــــــع ..
    وما زاده روعة اسلوبه [ الامام ابن الجوزي ]
    السلس والغير متكلف ..
    ألف شكر .. وجزاك الله خــــــــــيراً ..

  14. #34

    الصورة الرمزية عثمان بالقاسم

    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المـشـــاركــات
    3,872
    الــــدولــــــــة
    المغرب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: مع خواطر ابن الجوزي رحمه الله(متجدد)

    sola

    Layan 201

    جزاكم الله خيرا على مروركم.

    وما زلنا مستمرين مع خواطر ابن الجوزي رحمه الله:


    شغل الحياة


    خطر لي خاطر والمجلس قد طُيب، والقلوب قد حضرت، والعيون جارية، والرءوس مُطرقة، والنفوس قد ندمت على تفريطها، والعزائم قد نهضت لإصلاح شئونها، وألسنة اللوم تعمل في الباطن على تضييع الحزم وترك الحذر، فقلت لنفسي: ما بال هذه اليقظة لا تدوم فإني أرى النفس واليقظة في المجلس متصادقين متصافيين، فإذا قمنا عن هذه التربة، وقعت الغربة.

    فتأملت ذلك فرأيت أن النفس ما تزال متيقظة، والقلب ما يزال عارفا، غير أن القواطع كثيرة، والفكر الذي ينبغي استعماله في معرفة الله سبحانه وتعالى قد كَل مما يُستعمل في اجتلاب الدنيا، وتحصيل حوائج النفوس، والقلب منغمس في ذلك، والبدن أسير مُستخدم.

    وبينا الفكر يجول في اجتلاب الطعام والشراب والكسوة، وينظر في صدد ذلك، وما يدخر لغده وسنته، اهتم بخروج الحدث، وتشاغل بالطهارة، ثم اهتم بخروج الفضلات المؤذية، ومنها المني فاحتاج إلى النكاح، فعلم أنه لا يصح إلا باكتساب كسب الدنيا فتفكر في ذلك واعمل بمقتضاه.

    ثم جاء الولد فاهتم به وله، وإذا الفكر عامل في أصول الدنيا وفروعها. فإذا حضر الإنسان المجلس فإنه لا يحضر جائعا ولا حاقنا ( الذي يحبس بوله عند الخروج من مخرجه) . بل يحضره جامعا لهمه، ناسيا ما كان من الدنيا على ذكره فيخلو الوعظ بالقلب فيذكره بما ألف، ويجذبه بما عرف، فينهض عمال القلب في زوارق عرفانه. فيحضرون النفس إلى باب المطالبة بالتفريط، ويؤاخذون الحس بما مضى من العيوب، فتجري عيون الندم، وتنعقد عزائم الإستدراك.

    ولو أن هذه النفس خلت عن المعهودات التي وصفتها، لتشاغلت بخدمة باريها.

    ولو وقعت في سَورة حبه، لاستوحشت عن الكل شغلا بقربه.

    ولهذا سكن الزهاد الخلوات، وتشاغلوا بقطع المعوقات، وعلى قدر مجاهدتهم في ذلك نالوا من الخدمة مرادهم، كما أن الحصاد على مقدار البذر.

    غير أن تلمحت - في هذه الحالة. دقيقة، وهو أن النفس لو دامت لها اليقظة لوقعت فيما هو شر من فَوت ما فاتها ، وهو العجب بحالها، والإحتقار لجنسها.

    وربما ترقت بقوة علمها وعرفانها، إلى دعوى قولها: لي ، وعندي، وأستحق. فتركها في حومة ذنوبها تتخبط.

    فإذا وقفت على الشاطئ قامت بحق ذلة العبودية، وذلك أولى لها.

    هذا حكم الغالب من الخلق، ولذلك شُغلوا عن هذا المقام ، فمن بذر فصلح له فلا بد له من هفوة تراقبها عين الخوف: بها تصح عبوديته، وتَسلم له عبادته .

    وإلى هذا المعنى أشار الحديث الصحيح : " لو لم تُذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يُذنبون فيستغفرون فيغفر لهم" أخرجه مسلم، كتاب التوبة ، باب: سقوط الذنوب بالإستغفار والتوبة، برقم (2749) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

    وانتظروا المزيد إن شاء الله تعالى إن كنا من أهل الدنيا.
    لا تنسونا من صالح دعائكم.

  15. #35

    الصورة الرمزية Coby Ninja

    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المـشـــاركــات
    1,042
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: مع خواطر ابن الجوزي رحمه الله(متجدد)

    مشكووور اخوي وبارك الله فيك

    جعله الله في موازين حسناتك

    في امان الله

    اخوك

    Coby Ninja

  16. #36

    الصورة الرمزية المجهول

    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المـشـــاركــات
    537
    الــــدولــــــــة
    الامارات
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: مع خواطر ابن الجوزي رحمه الله(متجدد)

    السلام عليكم...
    ماشاء الله على الخواطر الثمينـــة..
    كـــلام عطــر,جميـــل,حكيــــــــــم..
    بارك الله فيك اخي ورحمه الله الشيخ وادخلكم الجنة مع الحبيب...
    والسلام عليكم..

  17. #37


    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    المـشـــاركــات
    553
    الــــدولــــــــة
    السعودية
    الــجـــــنــــــس
    أنثى
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: مع خواطر ابن الجوزي رحمه الله(متجدد)

    بارك الله في جهودك وأجزل لك الأجر والمثوبة
    مواعظ رائعه ما أحوجنا اليها في زمن قست فيه القلوب، وظهرت الذنوب، و لم يستحي الكثير
    من علام الغيوب
    فالناس كلهم تحتاج إلى المواعظ و التذكير صغيرهم و كبيرهم جاهلهم و عالمهم فاجرهم و تقيهم، و لو كان احد في غنية عنها لكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم، فقد كان عليه الصلاة و السلام يتعهدهم بالمواعظ و يهذب نفوسهم بما يرقق قلوبهم
    التعديل الأخير تم بواسطة العابره ; 3-12-2009 الساعة 09:34 AM سبب آخر: حاجة فيـ نفسـ يعقوب قضاها

  18. #38

    الصورة الرمزية عثمان بالقاسم

    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المـشـــاركــات
    3,872
    الــــدولــــــــة
    المغرب
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:
    كاتب الموضوع

    افتراضي رد: مع خواطر ابن الجوزي رحمه الله(متجدد)

    Coby Ninja

    جزاك الله خيرا ، وشكرا لمرورك

    المجهول

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    وفيك بارك الله، آمين وإياكم وجميع المسلمين
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    العابرة

    وفيك بارك الله، آمين يا رب.
    صدقت والله ما أحوجنا لمثل هذه المواعظ

    ونعود مرة أخرى بعد طول غياب لنستمر ونعيش مع هذه الخواطر الرائعة لابن الجوزي رحمه الله:

    الإنسان والشهوة

    تأملت في شهوات الدنيا فرأيتها مصائد هلاك، وفخوخ تلف.

    فمن قوي عقله على طبعه وحكم عليه، سَلِمَ، ومن غلب طبعه فيا سرعة هلكته.

    ولقد رأيت بعض أبناء الدنيا كان يتوق إلى التسري. ثم يستعمل الحرارات المهيجة للباه ( أي الأطعمة والأعشاب التي تُهيج عليه شهوته) فما لبث أن انحلت حرارته الغريزية وتلف.

    ولم أر في شهوات النفس أسرع هلاكا من هذه الشهوة، فإنه كلما مال الإنسان إلى شخص مستحسن أوجب ذلك حركة الباه زائدا عن العادة.

    وإذا رأى أحسن منه زادت الحركة وكَثُر خروج المني زائدا عن الأول، فيفنى جوهر الحياة أسرع شيء.

    وبالضد من هذا أن تكون المرأة مستقبحة فلا يوجب نكاحُها خروج الفضلة المؤذية كما ينبغي ، فيقع التأذي بالإحتباس وقوة التوق إلى المنكوح.

    وكذلك المفرط في الأكل فإنه يجني على نفسه كثيرا من الجنايات، والمقصر في مقدار القوت كذلك، فعلمت أن أفضل الأمور أوسطها.

    والدنيا مفازة، فينبغي أن يكون السابق فيها العقل، فمن سلم زمام راحلته إلى طبعه وهواه، فيا عجلة تَلَفه. هذا فيما يتعلق بالبدن والدنيا. فَقِس عليه أمر الآخرة فافهم.

    جهاد النفس

    تأملت جهاد النفس فرأيته أعظم الجهاد، ورأيت خلقا من العلماء والزهاد لا يفهمون معناه، لأن فيهم من منعها حظوظها على الإطلاق، وذلك غلط من وجهين:

    أحدهما: أنه رُب مانع لها شهوة أعطاها بالمنع أوفى منها.

    مثل أن يمنعها مباحا فَيُشتَهر بمنعه إياها ذلك، فترضى النفس بالمنع، لأنها قد استبدلت به المدح.

    وأخفى من ذلك أن يرى بمنعه إياها ما منع . أنه قد فضل سواه ممن لم يمنعها ذلك وهذه دفائن تحتاج إلى منقاش فهم يخلصها.

    والوجه الثاني: أننا قد كلفنا حفظها ، ومن اسباب حفظها ميلها إلى الأشياء التي تقيمها، فلا بد من إعطائها ما يقيمها، وأكثر ذلك أو كله ما تشتهيه.

    ونحن كالوكلاء في حفظها، لأنها ليست لنا بل هي وديعة عندنا، فمنعها حقوقها على الإطلاق: خطر.

    ثم رُب شد أوجب استرخاء، ورُب مضيق على نفسه فرت منه فصعب عليه تلافيها.

    وإنما الجهاد لها كجهاد المريض العاقل، يحملها على مكروهها في تناول ما ترجو به العافية، ويُذوب في المرارة قليلا من الحلاوة، ويتناول من الأغذية مقدار ما يصفه الطبيب. ولا تحمله شهوته على موافقة غرضها من مطعم ربما جر جوعا، ومن لقمة ربما حرمت لقمات.

    فكذلك المؤمن العاقل لا يترك لجامها، ولا يهمل مقودها، بل يُرخي لها في وقت ، والطول بيده ( أي زمام أمرها بيده).

    فما دامت على الجادة لم يضايقها في التضييق عليها.

    فإذا رآها مالت : ردها باللطف ، فإن ونت وأبت فبالعنف.

    ويحبسها في مقام المداراة، كالزوجة التي مبني عقلها على الضعف والقلة، فهي تُدارى عند نشوزها بالوعظ، فإن لم تصلح فبالهجر، فإن لم تستقم فبالضرب.

    وليس فس سياط التأديب أجود من سوط عزم.

    هذه مجاهدة من حيث العمل ،فأما من حيث وعظها وتأنيبها، فينبغي لمن رآها تسكن للخلق، وتتعرض بالدناءة من الأخلاق أن يُعرفها تعظيم خالقها فيقول:

    ألست التي قال فيك: خلقتك بيدي، وأسجدت لك ملائكتي، وارتضاك لخلافة أرضه، واقترض منك واشترى.

    فإن رآها تتكبر، قال لها: هل أنت إلا قطرة من ماء مهين، تقتلك شرقة، تؤلمك بقة؟

    وإن رأى تقصيرها عرفها حق الموالي على العبيد.

    وإن ونت في العمل، حدثها بجزيل الأجر.

    وإن مالت إلى الهوى، خوفها عظيم الوزر. ثم يحذرها عاجل العقوبة الحسية، كقوله تعالى: { قل أرءيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم} الأنعام 46، والمعنوية كقوله تعالى: { سأصرف عن ءاياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق} الأعراف146. فهذا جهاد بالقول ، وذاك جهاد بالفعل.


    والسلام مسك الختام ، ولا تنسونا من صالح دعائكم، وانتظروا المزيد بإذنه سبحانه إن كنا من أهل الدنيا.

  19. #39

    الصورة الرمزية [ اللــيـــث ]

    تاريخ التسجيل
    Sep 2009
    المـشـــاركــات
    4,329
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: مع خواطر ابن الجوزي رحمه الله(متجدد)


    احسنت الإختيار

    جزاك الله خير وبارك الله فيك اتحفتنا بهذه الدرر التي

    لا تثمن بثمن

    اثابك الله

    اخوك

    ســـــــــــــــامـــــــــــــــــر

  20. #40

    الصورة الرمزية أبو رويم

    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المـشـــاركــات
    4,560
    الــــدولــــــــة
    مصر
    الــجـــــنــــــس
    ذكر
    الـتـــقـــــيـيــم:

    افتراضي رد: مع خواطر ابن الجوزي رحمه الله(متجدد)

    جزيت خيرا أخى على هذه الخواطر وننتظر منك المزيد

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
Loading...