مُذكّرآتُ أُنثىَ تُلملُمُ شِتآتَ جِرآحهآ !
كَورودُ ذآبـِلةُ فِي يومِ اشّتَدتْ بـِه ريحُ في يومُ عآصّفْ لِتشَتِتهُ عَلى سَنآبلِ الزّمآنِ وأشّوآكْ الحَيآة !

أُنثىَ عَآديةُ .. تَعزّفُ عَلى سيمفونية جِرآحهآ العَميقةْ !
تَرى نفسُهآ أُنثى مُحبَطةُ تَملُكُ قَلباً جَآمحاً مُغلفاً بِطيبةُ لامُتَنآهيةُ !
وَلَكنْ مَنْ حَولُهآ يَرونُهآ أُنثَى لاتشّبـِهُ نِسآء الْكونْ !
.
.
فِي لَيلَةُ مِنْ اللّيآلي الْبآرِدَة حَيثُ كَآنتْ قَطرآتُ الْمَطرْ تَرسمُ حِكآيةُ طَوتْهآ لَيآليَ الْغُرّبَةْ !
أَمسَكتُ بِوشآحِهآ الأبيضُ .. أَجّبـَرّتُهآ بـِعَدمِ الرّحِيلْ وَتَركيِ وَحيدةُ هَكذآ !
كُنتُ أَبكيِ بـِصَوتٍ مَسّموعْ مُمسِكةُ رِدآئِهآ بـِقوة !


انْحَنَتْ إلي وَشعَرتُ بِحَنآنِ يَدِهآ الدْآفِئة يَتسلَلُ إلى يَديَ الْبآرِدة .../
: سآظطُرُ لِلرّحيلُ فَهُنآكَ مَنْ يَحّتآجَنـــي !

لَمْ أَنبـِسُ بـِبنتُ شَفّةْ بَلْ تَقَلَصَ قَلـْــــبـِي وَارّتَجَفتْ شَفتَآي !
يآإلَهـــــــي إنَهُ الْقَدَرُ الْمَحتومْ .../ !

تَركزتْ عَينآي إليهآ وَأخذّتُ أَنظرُ إليهآ بـِشّدةْ لأنَني أَعّرفُ أَنني لَن آرَآهآ مَرّة أُخّرَى !
تَلآشىَ طيّفُهآ مِنْ أمَآمي وأغّلَقتْ البآبَ ورَحّلتْ !
نَــــــعمْ رَ حَ لَ تْ .../ !

مَآأشدُ هَذهِ الْكَلِمآتُ عَلى قَلـْبــي .. لَم أجدْ مَلآذاً غَيرَ دمُوعاً وَصّوتُ بُكَآء يَتحدُ معْ صَوتُ رَعدُ وكَأنهُ غَضبُ مُدوي !
اشّتـَدَ الْمـَطرْ .. وَكَأنهُ يُنبـِهُني بـِحدوثِ شَيئاً مُسّتَقـْـبَلاً .../ !
فـَتحتُ الْبَآبْ وَأخذتُ أَبحثُ عَنهآ .. أَينَ أنتي ؟ قُلتُ لكِ لَنْ تَذهبي ! سَتبقِينَ هُنآ .. هُنآ بِجَآنِبي !
.
.
سَمعّتُ صَوتُ رَصَآصةُ وَصَلَ صَوتُهآ لِلِسمآء لِتَهربُ الطيورُ مِنْ أعشَآشِهآ !
رَصآصَة ؟! هَلْ هي رَصَآصةُ الْموتْ ؟!

أَيعّقلُ بـِأنهُ قَدْ قـَتـَلَهآ ؟! أَيعّقلُ بِأنَ الْقَدرُ الْمحّتومْ اتخَذ طَريقَهُ ؟!
رَآئِحَةُ دِمـــــآء ! فِي هَذآ الطـْريقْ ! لآ بَلْ مِن هَذآ الطـْريقْ !

مَشيتُ بِخُطى مُثـّـقـُلـَةُ وكَأنَنيِ أرَى مَآسَيحدثُ أَمَآمي ! بَلْ كَأنَنيِ عَرفتُ مَآحَدثْ !


وَقفتُ فِي أحّدِ الأروِقةُ الـْقَديِمة لـِأرىَ وِشَآحاً مُلطَخاً بِالدم ! بـِ ا ل دّ مـْ .../
!


أَسـّرَعتُ بـِالخُطَى نَحوَهآ .. مَسكتُهآ بـِكِلتَآ يَديْ ..

: عَزيزتَيِ هَلْ تـَسّمَعِيِنـَنـَي ؟
أَخذتُ أَضحَكُ بِهستِيريةُ مَعْ دَموعُ اخَتَلَطتْ بـِدمِهآ ..
أَعرفُ بـِأنكِ تُحبينـَنـَي ولَنْ تَتركِينَنـَي وَحيدَةْ .. !!

أَخذتُ أبكيِ .. قَتلوكِ .. نَعمْ .. قَتَلوكِ .. ونَفذوا وعودَهمْ المُجرِمةْ !
دَآفِــــــعُ الإنْتِقَآمُ يَقـتـُلـِنيِ .../ !
سَأحرقُ هَذآ الْعَآلمُ التَعيسْ لِتَعلَموآ بـِمَدى تَعآسَتي ! وبـِمدى غَـضبي وَحُزني !
كُلُ شَيءُ اِنـْتـَهــــــــى ~

الذّكريآتُ الجَميلةُ والأوقَآتُ السَعِـيدَةْ !
لِتـَتـَبـَدلُ بـِهآ فِكرةُ الإنتِقآمْ والعَيـشُ في الظّلآمِ تَحتَ ضوءِ قَمرُ يُذكُرِني بـِهـــــآ .../
اخَتـَلـَطتْ دمُوعِي بـِدَمِهآ بَل رأيّتُ الرصَآصةُ تَخترِقُ جَسدِهآ الضَعيفْ لِتَستَقِرَ فيِ قَلبِهآ المُزهرّ !

ارقِدي بـِسلآمِ يآصَغِيرتيِ فـَلسَوفَ أُذيقـُهمْ وَيلآتُ العَذآبْ وأرقُصُ عَلى جِثـَثـَهمْ كَمآ تَرقصُ الأمُ فـَرحاً فيِ ليلَةُ زَفآفِ ابنِهآ ...!
لَنْ أكتَفي بـِذَلِكْ .. بَـل سأسّكبُ دِمآئهمْ عَلى قَبَركْ لِـأُنعـشَ قـَلبـِكِ الْـحَـزينْ !
.
.
ضَمَمتُهآ إليْ وكأنَ المَطَرُ يَربـِتُ عـَلى كَتفي لِيُخفـِفَ مِنْ هولُ الْكآرِثَة !
لايآقَطرآتِي الْحَزينةْ .. هيَ قـُتِلَتْ .. وبَشريْ الْقآتِلْ بِالقَتلِ وَلو بَعدَ حِـينْ !
.
.
قِصَةُ طَوآهآ لَيلُ ومَطَرُ وضوءَ قَمرُ لآوجّودْ لِلشهودِ فِيهآ سِوآي أَنــآ يَآمنْ أبحّثُ عَنْ الْجآنِيِ !
انْتَهتْ مُنذَ مُدَةُ وَغَفَلَ عَنـَهآ الْغَآفِلــونْ .../ !



The End ~