بسمِ الله الرّحمن الرّحيم --------------------------------------------
السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ و بركاتُهُ ---------------------------------------
أرفُضُ هذا .. لأنِّـي إنسـانٌ و مُسلـمٌ ! - بقلم : Keen ----------------===-------------------------
بالطَّبـع لا يُوجـد من لـم يسمـع ما قبل أمـس بالخبــر المهمّ جداً الذي كان ينتظِـره منذُ فترةٍ طوِيلة شعـبٌ صابِـر ؛
شعـبٌ حزِيــن ، و مُقمَّــع ، و مكبُــوت ، مرمَّـلٌ و ميتَّـم ، مظلُـومٌ مُجارٌ عليـه ، الشَّعــب اللّيبـــي الطّيــب .
( مقتـــل القذّافــي ! )
هذا هُـو الخبــر الذي تسابقـت و تلاهفـت على نقـل أحداثِـه و خباياه أشهـر القنوات الإخباريّة العربيّــة و غيرُها ؛
نبــارك للشَّعب الليبـي الصَّامـد هذا الإنتصـار الغالِــي على الطّاغيـة الظّالـم المُستبـدّ المختلّ معمّـر القذافــي ..
أنا عـن نفسِـي عندما تابعـت الأخبـار و رأيـت القذّافـي ميّتـاً و غارِقـاً في دمـاءه .. فرحـت .
فشـذى و نشوة هذا الإنتصـار طالت جميع الأوسـاط العربيّة المسلِمة بلا شكّ من منطلـق التضامُن و الأخوّة ..
فما بدا لــي أنَّ الثّوار شنّوا هجمـاتٍ على أعقـاب سـرت مسقط رأس الرّئيس المخلُوع ،
فأصابت إحـدى طلقاتهم الرَّئيـس أثنـاء الإشتبـاك ، فمــات ؛ فكانُوا أن انتشلُوا جثَّتـه ..
و صالُوا بها الشَّوارع و الطُّرق فرحــاً بهذا الإنتصــار الثَّميــن الذي تحقّق بعــد صبرٍ و مُصابرةٍ ثقّلت بخسائر كثيرة .
هذا ما ظننتــه ، و هذا ما اعتقــدتُ أنَّـه حدث .
اليُـوم حقيقةً و في فاجئةٍ لم أضرب لها حسابــاً ؛ انتشرت بعض مقاطـع الفيديُــو ..
و كانت تلك المقاطِـع توضّح أنَّ الثُّوار قبضُوا على معمّـر حيَّــاً ،
فأخذُوا يعذّبــوه العـذاب الأليــم ،
و يطعنُــوه الطّعـن المُدمــي ،
و يضربُوه الضَّرب المُبـرح ،
في منظـــرٍ حقيقــة غير إنسانِــي لم يسرُّنــي و أرجوا أنَّـه لم يسرّ الكثيرِيــن !
تأثَّــرت حقيقةً ، .. فلا خـلاف أنَّ هذا الرّجل أخطـأ ، و ظلم ، و قتل جُوراً بلا حقّ .. و قائمته السَّوداء تطُول .
و لكِـن أن يُفعــل بـهِ هذا ؟!
هذا ما لم يعجـب إنسيانيّتــي و دِينــي الذي أنــا عليــه !
ألــم يعلـم اخواننا الثوار المسلمُون كيف عامل الرَّسُول - صلّى الله عليهِ و سلّم - يهُـود مكَّــة ؟
ألم يكُـن من الأولى أن يبقُوه حيَّـاً طالما أنهم قبضوا عليه حياً ليحاكـم بشـرعِ الله و قانُــوه ؟
أنـا لستُ بصـدد الإفتـاء أو فرض وِجهـة نظـرِي أو رأيي ..
و لكن الأكيـد أنَّ هذا شيئـاً لا يمـتُّ للإنسانية رغم أنّ القتيل لم يكُن إنسانـي ..
و الأكيــد أنَّـه لم يكُـن يليـق بالإسلام رغــم أنَّ القتيــل كان مُسلمـاً .
فمـا هُو رأيــك عزِيــزي القـارِئ ؟ هل أعجبـك ذلك المنظــر ؟ و لمـاذا ؟

رد مع اقتباس

المفضلات